أفرجت الشرطة الصهيونية عن رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح بعد ساعات من اعتقاله عقب محاولته هو وعدد من مرافقيه الوصول إلى باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى. وقد منعت شرطة الاحتلال رائد صلاح من الاقتراب من البلدة القديمة في القدس أو دخولها لمدة عشرة أيام. وكانت الشرطة الاحتلال قد اعتقلت صلاح وستة من مرافقيه في الحرم القدسي خلال اعتصامهم الاحتجاجي على قيام الجرافات الصهيونية بأعمال الحفر والهدم في محيط المسجد الأقصى. شرطة الاحتلال ما تزال تعمل القيود التي تحد من دخول المصلين باحة المسجد الأقصى بذريعة استمرار الأعمال عند باب المغاربة، وقصرت الدخول على من تجاوز الخامسة والأربعين من العمر إذا كان يحمل بطاقة هوية زرقاء تمنحها السلطات الصهيونية. وما تزال جرافات الكيان تواصل علمياتها التخريبية والهدم في محيط المسجد الأقصى بوتيرة متسارعة. وقد تواصلت الإدانات لهذا العدوان الصهيونى على المسجد الأقصى. فقد نددت الحكومة القطرية بأي مساس بالمسجد، واعتبرته انتهاكا لقرارات الشرعية الدولية. محمود أحمدي نجاد ندد بأعمال الحفر بالمسجد الأقصى، واعتبرها إجراء استفزازيا يزيد العداء في المنطقة وفى القاهرة شكل حزب العمل المصرى لجنة شعبية للدفاع عن الأقصى ودعى جماهير المصريين إلى الانتفاض للزود عن أول القبلتين وثالث الحرمين ، حيث ينظم الحزب ، باكر الجمعة، تظاهرة احتجاج تنطلق من الجامع الأزهر عقب الصلاة، كما دعا الحزب المصريين فى كل مكان إلى إعلان هذا اليوم يوما للغضب عبر جميع المساجد فى جميع أنحاء البلاد، كما طالب الحزب، فى بيان صادر عن اللجنة، الحكومة المصرية بقطع كل أشكال التعامل مع العدو الصهيونى. وفي طهران حث المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي العالم الإسلامي على جعل الكيان الصهيونى يندم على أعمال الحفر التي يقوم بها قرب المسجد الأقصى، معتبرا أن السكوت على هذا الأمر غير مقبول. كما ندد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بهذه الأعمال، واعتبرها إجراء "استفزازيا" يزيد العداء في المنطقة. وفي العاصمة الأردنية اعتبر نواب حزب جبهة العمل الإسلامي أن هذا التصرف الإسرائيلي هو بمثابة إعلان حرب، ودعوا كافة الحكومات العربية والإسلامية إلى الخروج من غفلتها عما يحاك للأقصى، والأخذ بزمام المبادرة العالمية واعتبار القدس هي معيار العلاقة الدبلوماسية مع دول العالم. كما حذر رئيس لجنة الأقصى في جماعة الإخوان المسلمين بالأردن سعود أبو محفوظ من أن ما يحدث في الأقصى هو تغيير لجغرافية الحرم القدسي مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى هدم السور الغربي للحرم. وفي جدة أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الجريمة الصهيونية ضد المسجد الأقصى، ووصفها بأنها خرق فاضح للقوانين الدولية. من جهتها دعت وزارة الخارجية الفرنسية الكيان إلى الامتناع عن أي عمل يمكن أن يثير التوتر في القدس، معتبرة الأشغال التي تنفذ في محيط المسجد الأقصى "موضوعا حساسا".
عمير أكثر حرصا من البعض قالت صحيفة هآرتس الصهيونية إن وزير دفاع الكيان عمير بيريتس طالب رئيس الوزراء إيهود أولمرت بالوقف الفوري للحفريات عند باب المغاربة في باحة المسجد الأقصى خوفا من تصاعد ما أسماه العنف ومن تدهور الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية.
وأوضحت مسؤولة صهيونية للصحيفة أن بيريتس ضمن في رسالته رأيا لجنرال الاحتياط عاموس جلعاد رئيس مكتب الشؤون السياسية والعسكري في وزارة الدفاع الذي رأى بدوره أن هذه الحفريات "تسبب أضرارا كبيرة يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في العالم العربي في الوقت الذي يحاول فيه الكيان اتخاذ إجراءات لتهدئة الوضع مع الفلسطينيين" حسب زعمه. كما أعرب جلعاد عن أسفه لأن هذه الأشغال لم تنسق مع الأردن باعتباره يرعى المسجد الأقصى بالتعاون مع السلطة الفلسطينية. وقالت المسؤولة إن الملف تجري دراسته حاليا "خصوصا في مكتب رئيس الوزراء". من ناحية ثانية قالت الإذاعة الصهيونية إن أولمرت قرر نصب كاميرات في منطقة باب المغاربة المؤدي للحرم القدسي لنقل أعمال الحفريات في بث حي على شبكة الإنترنت لإثبات أن هذه الحفريات "لا تمس المساجد في الحرم" حسب زعم الحكومة الصهيونية. وقالت الإذاعة إن قرار رئيس الوزراء أولمرت جاء في أعقاب توجه عضو الكنيست يسرائيل حسون من حزب "إسرائيل بيتنا"، والذي شغل في الماضي منصبا رفيعا في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك). يأتي ذلك في وقت واصلت فيه الجرافات اليوم أعمال الهدم رغم استمرار الاحتجاجات الفلسطينية العربية والإسلامية.
تواصل الاحتجاجات وفي هذا الإطار تظاهر اليوم مجموعة من فلسطينيي ال 48 للاحتجاج على استمرار هذه الحفريات. وشارك في التظاهرة رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح الذي لم يقترب من باب المغاربة بعد أن أصدرت محكمة صهيونية قرارا أمس بمنعه من الاقتراب مسافة 150 مترا من الحرم القدسي. كما منعت الشرطة اليوم مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين من دخول منطقة الحفريات. وفي هذا السياق دعا قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي إلى اعتبار يوم غد الجمعة "يوم غضب" وتظاهرات للاحتجاج على الحفريات التي بدأت الثلاثاء. ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن بيان أصدره التميمي دعوته "للخروج بالمظاهرات تنديدا واحتجاجا على جريمة الاحتلال بهدم الطريق التاريخي المؤدية إلى باب المغاربة.. واستمرار حكومة المحتلين بحفريات على نطاق واسع وفتح شبكة أنفاق وبناء كنس تحت أساساته وبجواره تعرض المسجد الأقصى لخطر الانهيار والتهويد".