«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولكن بعدت عليهم الشقة!!
نشر في الشعب يوم 05 - 08 - 2006


التآمر هو الجديد !!
كانت تصريحات جاسم بن جبر ..بالأمس على الجزيرة ..ليست بالتصريحات المستهلكة .. كما هو بالسائر من تصريحات على الساحة .. بل كانت تحتاج إلى تحليل .. لا لشيء ,, إلا انها صدرت عن موقف رسمي عربي ..
فيما يخص لبنان .. في هذه الآونة .. وهاهو الصمت العربي .. ينطق أخيرا صمت دهرا ونطق كفرا .. ليقول الرجل كما بثت الجزيرة ..( لا غريب في التخاذل العربي ولكن التآمر هو الجديد )..
كان هذا التصريح الرسمي له من الأهمية بمكان كونه يذكرنا بمقولة محاضر محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق .. إن اليهود يحكمون العالم بالوكالة .. وما أظهرته الأحداث اليوم .. في لبنان .. ان اسرائيل تحكم الشرق الأوسط ..بالوكالة ليس الشرق الأوسط فقط بل يحكموننا من العراق إلى موريتانيا بالوكالة .. وما لقاءات ال حكيم باليهود بخافية عن كل ذي عينين والذي كان محط سخرية من وكالات الانباء وكل التحليلات .وما خفق العلم الإسرائيلي في موريتانيا بخاف.
أيها السادة .. إن التآمر والخيانة العربية ليست بنتا لليوم فقط .. بل إنها من قديم .. منذ أن زرعت اسرائيل في خاصرة الأمة العربية والإسلامية .. وكانت أسس واليات المشروع .. ألا تنهض هذه الأمة على الإطلاق سواء ..روحيا أو ماديا .. ومن يومها قد اخذ التآمر منحنى تصاعديا .. ولكن المشكلة إن التآمر بلغ في ذروته هذه الأيام ..
فالحرب الدائرة على الساحة في العراق ولبنان توضح إلى المدى البعيد كيف أن هذه الأنظمة مخترقة إسرائيليا وأمريكيا...إذن .فما الفرق .. بين ما يقال في بعض الأحيان أن بعض التنظيمات الإسلامية .. مخترقة أمنيا .. وبين الأنظمة العربية المخترقة إسرائيليا .. فكلاهما واحدا وكلاهما يؤدي نفس الغرض والمحصلة النهائية واحدة.. كما هو الحال لنظرية الأواني المستطرقة ..
كان يعجبني قول لأحد مشايخنا عليه رحمة الله .. وكان قد خبر أمر هؤلاء على نحو جيد.. حينما قال .. أن إسرائيل ..كانت إذا أرادت توسعا .. أو اقتراف جريمة .. تصدر أوامرها للمنطقة .. نظفوا المنطقة من الإسلاميين .. وبالتالي .. تبدأ الاعتقالات .. وتفتح السجون .. وترتكب المجازر في حق الإسلاميين ..
نحن في تصوراتنا أن الباطل هو العدم أي ليس له وجود.. كما جاء في لسان العرب لابن منظور . وإسرائيل هي العدم نظريا. والحق هو الأقصى ولكن الأنظمة العربية من جعلت من العدم الإسرائيلي وجودا ترفرف أعلامه في عواصمنا على حساب امة ..ودماء شهداء .
بالرغم من جرائمها على الساحة فما معنى هذا الوجود الإسرائيلي في سفارات إسرائيل بعواصمنا إلا للتآمر وأخذ القرارات المشتركة .. و اتخاذ المواقف الثنائية والجماعية .. تآمريا على الشعوب المسلمة .. .ولا بأس فإسرائيل .. وجودها مرتبط بأنظمة سايكس بيكو.. وإذا تحولت إسرائيل إلى عدم عمليا.. فهنا ستنقلب الساحة رأسا على عقب ..وستنتهي هذه الأنظمة المخترقة إسرائيليا إلى غير رجعة و إلى مزبلة التاريخ ..لتتحول بعدها الى امة واحدة ضخمة .. لها الصولة والكيان والحيثية في الكون .. امة ضخمة عظيمة في شكل خلافة اسلامية مترامية الأطراف .. وهو الطرح العقلاني والطبيعي لحل كل مشاكل الآمة ..
لقد .. جعلت الحرب في لبنان .. تلك الأنظمة عارية حتى من ورقة التوت .. فكان شكلها .. مفضوحا .. وعاريا .. ومقززا .. وتولية الدبر ما دون الاستثناء .. عار .. وجريمة .. وغضب من الله .. وجهنم وبئس المصير ,, {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }الأنفال16 الاستثناء هو التحرف للقتال والتحيز الى فئة ..
لقد أظهرت الحرب .. كيف أن الخيانة بلغت النخاع الشوكي ومخ العظام ..
فكانت أنظمة لحدية .. نسبة لأنطوان لحد .. الذي كان يقاتل عن إسرائيل بالوكالة .. وهم بالفعل كانوا وما زالوا يقتلون المناهضين للمشروع الإسرائيلي بالوكالة .. وإلا فبماذا نبرر مثلا كيف تقتل مباحث أحد الدول العربية .. تحت التعذيب شابا لكونه كان يوزع منشورات مناهضة لإسرائيل .. نعم باختصار هم يخوضون حربا بالنيابة عن إسرائيل على الساحة الداخلية للأوطان .. ترى كيف ترسب وزارة التربية والتعليم تلميذة انتقدت أميركا .. على ورقة الامتحان .. إلا انه يدلل ذلك أن أمريكا وصلت واخترقت حالنا المزري حتى القرى والنجوع .. ان الاختراق وصل النخاع ليس فيما يكتب وينتقد الظلم الأمريكي والإسرائيلي على صفحات الجرائد آو ما ينشر انترنتيا على المواقع .. بل وصل الأمر . تلميذه مجهولة .. في مدارس بمدينة بعيدة .. تعاقب بالرسوب لاتنقادها أميركا .. ولكن تبا للخونة .. وليس لهذا الأمر من علاج الا ان يزاح هذا الواقع العميل من على الساحة.
أيها السادة ان الواقع يعبر بشكل واضح ويفصح عن مكنوناته . سواء من خلال تصريح بن جبر في قطر .. الى المقتول تعذيبا .. الى صفحة الامتحان .. أن القوم .. متأسرلين ومتأمريكين حتى الثمالة ..
ولم تكن الجرائم على الساحة بالأسبوع الماضي.. في العراق بأقل جرما مما حدث على قانا .. ففي الأيام الفائتة ارتكبت مجازر .. وكان ضحاياها أطفالا رضع .. ظلوا يصرخون تحت الركام .. ولم يسمحوا بإغاثتهم .. فكان في الغد ان رأوا من كان يصرخ من أطفال رضع مات تحت الأنقاض..
* * * * *
أميركا .. علامة الاستفهام الكبرى ؟
كانت الأيدلوجية الإسلامية .. إذا جاز لنا أن نعتبرها ,, أيدلوجية حسب المتعارف عليه .. فهي أيدلوجية تعتمد على ,, العطاء .. والبذل .. والسخاء .. وحمل هذا الخير إلى البشرية ..
وكان الرعيل الأول من فرسان في تصوراتهم .. يرتكزون على هذا البعد .. في معالجتهم للأمور .. والعديد من الآيات في كتابنا المجيد .. تحض على الإنفاق في سبيل الله .. سواء إنفاق مال .. أو بذل أنفس وتضحية بالروح .. {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }البقرة195
والآية السابقة .. جاءت ..في تفسير ..مغاير . لما درج عليه تصورات المسلمين .. والمعنى .. في لا تلقوا بايديكم الى التهلكة أي لا تصلحوا اموالكم وتقعدوا الجهاد تبعا لتفسير أبو أيوب الانصاري رضي الله عنه ..
وكان هذا التصور فيما يختص بالإنفاق والبذل والتضحية .. قائم لدى أنبياء الله الكرام صلوات الله عليهم فكانت حياتهم وأرواحهم .. مرتهنة .. لهذا الغرض ألا وهو إعلاء كلمة الله في الأرض .. ولم يعبئوا .. بأي ابعاد .. أخرى .ابتداء من إبراهيم .. الذي القي في النار .. او إسماعيل .. الذي استسلم .. للأمر الإلهي فيما يختص بالذبح .. او يحي الذي ذبح بالفعل .. . ولكم تمنى المصطفى ..أن يقتل ثم يحيا ثم يقتل .. ومن ثم يحيا ثم يقتل .. في سبيل الله .. وتتسع الدائرة الى صحابة المصطفى . الذين .. قالوها للنبي الكريم .. لو استعرضت هذا البحر لخضناه معك .. او لو سرت بنا إلى برك الغماد ما تخلف منا رجل واحد كما قال المقداد ..
ثمة آلية غائبة في الموضوع .. ألا وهي .. قناعة الصحابة بهذا الأمر .. وإيمانهم العميق .. ان لابد أن يصل هذا الأمر إلى البشرية رحمة بها .. {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107..
قاموا على توصيل هذا الأمر الإلهي وحملوا على عاتقهم الأمر .. وإعلاء أمر الله في الأرض .. بكافة الطرق وطبعا ما نقصده النزيهة .. فكان القتال في سبيل الله من السبل النزيهة الموصلة للغاية .. {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة216
فالجهاد فريضة في العقيدة .. كما كتب عليكم الصيام ..
ولكن .. ما نريد أن نصل إليه .. أن هذا الدين لم يصل الى البقاع النائية في الكون .. من مكة إلى اطراف الصين .. أو أواسط فرنسا .. والى أبواب فيينا مرتين من شرق اوربا .. إلا .. لرؤية مفادها .. أن هذا الدين .. لابد أن يصل إلى العالمين ويهيمن على العالم
وكانت القضية أيضا .. أن الصحابة لما جاء اليهم .. هذا الامر(الإسلام) وما يحملة من خير سواء في مقامات الحرية .. والانسلاخ من أبعاد العبودية لأصنام البشر والحجر .. إلى عبادة الله كما قال ربعي ابن عامر . لكسرى .. جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله .. ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ..
كان قناعاتهم .. أن لابد أن يصل هذا الأمر .. إلى البشرية .. وألا يبخلوا به على كل أقوام الأرض ..
إلا أن أبعاد الأيدلوجية الأمريكية كان موقفها مناقضا لهذا التصور .. فإذا أرادت .. دولا من الأرض أن تبحث عن الحرية .. أو أرادت أن تنسلخ من أطر الاستبداد .. فإنهم يلتفون عليها .. ويكرهون أن تستنشق أمم الأرض عبير الحرية حتى وان كان ذلك عبر مزاعمهم .من آليات ديمقراطية وصندوق اقتراع وهذا ما حدث تركيا او الجزائر .. او حماس ..
هناك بون شاسع في الرؤية .. فيما يبتغى وجه الله به من قبل الأنبياء .. والصحابة الكرام .. وبين طواغيت الأرض وطغاة الأرض ..( وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء104
أنهم يكرهون .. ان تعيش أمم الأرض في حرية .. او امان أو سلام ..
إنهم مجرموا حروب .. وتجار مباديء .. فأين الحرية من حماس ومن غوانتنامو .؟. أين الحرية ؟.. من شعب فلسطين .. ودولة إسرائيل التي أقيمت .. على أنقاض امة ودماء شعب .. أين الحرية .؟. من شعب العراق.. وشلال الدم الهادر هناك .. إنهم سفلة .. ايها السادة .
حروب بلا رحمة وبلا أخلاق .. تخوضها أميركا ..قال عنها لويس سمبسون ..
عندما يدخل الجيش الأميركي ..
أرى بيتي يحترق .. وأحبائي هم من يعيشون في المجاري ..
ويتساءل روبرت بيترسن ..
عزيزتي أميركا أنت سبب قلقي وحيرتي ..
لا اثق بك ولا بأحلامك ولا بمصيرك ..
فلست درة المحيط ولا ارض الحرية والأحرار ..
ولم يعد بابك هو الباب الذهبي ..
من تكونين ؟
لن اسكت عن هذه التقارير الزائفة .. المليئة بالأطفال القتلى .. والأخبار المجنونة .. إنني أدرك ما يدور خلف السراب المقنع ..
اعرف أن قوتك التي تزمجر فوق فوهة مدفع ...تحتضر في حلقات الدخان
لا تعرفيني أين هي مصلحتي فأنا من يقرر رحلة الميل الأخير في هذا الطريق الموحش.
أما أنت فاذهبي لتضربي بالقنابل (أطفال العراق تحت شعر الحرية .).
والأمريكان .. ما زالوا يخوضون .. المعركة .. وأمريكا تخوض اللصوصية السطو المسلح .. لبناء .. المجد (الصهيو اميركي) على ارضنا بالعراق ..
يقول الروائي الأميركي جون ابدايك:
في أميركا ثمة شيء يسمي ( معجون بالغباء ) ..
ويالها من طامة كبرى .. حينما يسيطر الغباء على قوة عظمى رعناء ..لا ترتكز .. على أسس من العدل وشريعة السماء .. بل كانت شريعة الغاب .. لقد كانت الغاية من رسال الرسل الله الرسل ..العدل في الارض .. وتثبيت شريعة الله في الكون بدلا من شريعة الغاب ..
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحديد25
.. يقول تفسير الجلالين
(لقد أرسلنا رسلنا) الملائكة إلى الأنبياء (بالبينات) بالحجج القواطع (وأنزلنا معهم الكتاب) بمعنى الكتب (والميزان) العدل (ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد) أخرجناه من المعادن (فيه بأس شديد) يقاتل به (ومنافع للناس وليعلم الله) علم مشاهدة معطوف على ليقوم الناس (من ينصره) بأن ينصر دينه بآلات الحرب من الحديد وغيره (ورسله بالغيب) حال من هاء ينصره أي غائبا عنهم في الدنيا قال ابن عباس ينصرونه ولا يبصرونه
وانتهى بنا الامر .. ان يأتي العقل الاميركي المحكوم بالغباء .. يتحكم في مصائرنا ,ومستقبل أجيالنا ..
ترى ما الذي جاء بهذا العقل المعجون بالغباء... وقطع آلاف الأميال .. إلى ارض المجد .. بالعراق ..
ارض الأولياء .. والفرسان .. والثوار..
عودوا الى بلادكم أيها الأوغاد .. من قال لكم .. إننا .. نقبل الاستعباد .في القرن الواحد والعشرين..ونحن تنفسنا الحرية من 1400 سنة . بعد أن عتق الله رقابنا بلا اله إلا الله ..التي كانت رمز الحرية والإباء ..
أيها الأوغاد من ارض أميركا .. لا عاصم لكم من أيدينا .. عودوا .. أيها الأوغاد ..
من قال لهؤلاء .. إننا .. أقوام تقبل الضيم والعار.. ما كنا .. ولا كانت الدنيا ..
بعد أن رفع محمدا رقابنا من التنكيس إلا لله .. بعد ان أمنا بالله ربا .. وبعبير الحرية المنبثق من مفهوم لا الوهية لعبد .. ولا لصنم .. بل لا اله الا الله ..
أيها السادة .. لقد جاء إلينا نسل عاهرات هوليود ..و أبناء أولبرايت .,,. وإخوان كونداليزا .. و رفاق مونيكا ....لينسفوا البيوت.. ليهدموا البيوت .. على من فيها .. أجل إن قتلانا اللحظة حتى لحظة يملئون الشوارع .. هل هذه الحرية الأمريكية .؟ القتل بالفسفور الابيض واليورانيوم المنضب .. أين هي الحرية .. يا امريكا ..
كانت اقوال ليست قديمة لشاعر من بورتوريكو .. تصف الحرية الأمريكية ..
في الميناء
سيدة يطلق عليها تمثال الحرية ..
تحت قامتها الفارعة كلمات لا تعني لي شيئا ..
بحق الجحيم اخبروني
ماذا تعني لي قصاصة ورق تعدني بالحرية ..
أهلنا في كل مدن السنة تتم بشأنهم المجازر يوميا كما فعلوا في الفلوجة .. والانبار .. من قبل .. سووا البيوت بالارض .. وفجروا البيوت على أهلها .. ومازالت الخيانة العربية والطائفية في العراق ..يقومون بتصفية الوجود السني.. بتخويل وبالوكالة عن أمريكا .. أجل كانوا الشيعة في العراق لحديون أكثر من لحد نفسه ..
ما أخذوا درسا شريفا من زهراء ولا موقفا بطوليا من حسين .. فأين هم من آل البيت ..
كل يوم قتلانا في الشوارع .. وفي نهر دجلة وما بين يوم وآخر تصرخ مدن السنة بالعراق .. بأن يمهلوهم وقتا لدفن قتلانا من الشوارع ..
رويدكم .. أبناء أولبرايت .. ويا أخوان مونيكا ..
دوما سننتفض من تحت الركام .. ستنفجر الأرض براكينا من تحت أرجلكم ..
ايها السادة.. بقي ان يفهم .. كل خونة بني يعرب ومن نادوا ببقاء امريكا بالعراق .. إن فتاواهم .. ببقاء الأمريكان .. فتاواى ليس له أصل من دين ,, أو حتى وازع من ضمير .. أو عروبة وإسلامية القرار .. إنها فتاوى الخيانة العار ..
من ذا الذي يحول فرض العين في الشريعة .. إلى إرهاب .. وفي شريعة من .؟. إلا اذا كانت قوانين مونيكا .. وشرائع كونداليزا..
يقول الشاعر:
اخوتنا يموتون كما تموت الطحالب
وأطفال أسيادنا الأمريكان الذين لم يولدوا بعد كانوا يفكرون في مجازر اخرى
لا تحملوني على الأكتاف فأنا ما زلت أنزف دما..
سؤل الكاتب الأميركي نورمان ميللر .. هل تحلم دائما بكتابة الرواية الكبرى عن أميركا .. ؟
المجتمع الأميركي شديد التعقيد .. لا تسهل معالجته عن طريق الأدب بل قلة الأدب .. الولايات المتحدة بائعة( هوى ).. ومع ذلك تلوح بقبضتها في وجه العالم ..
ويقول لا زارا باوند ..
اعتقد ان أميركا تحكم من قبل أناس جهلاء وان سياستها في أيدي أولئك الجهلاء الذين يسطر عليهم العجز .. او الغرور .. وأنهم لا يعرفون شيئا عن الحوادث العظيمة في التاريخ ..

* * *
فرض عين:
أيها السادة .. إن الدفاع عن ارض المسلمين .. فرض عين سواء في لبنان أو فلسطين أو في العراق .. لا يجادل في ذلك إلا منافق .. أو خائن نعم فالموقف الشرعي تبعا للائمة من أهل السنة والجماعة .. انه اعتدى العدو على شبر واحد من بلاد المسلمين .. وجب النفير إليه وتعين الجهاد .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فأما إذا هجم العدو فلا يبقى للخلاف وجه، فإن دفع ضررهم عن الدين والنفس والحرمةواجب إجماعا) [الفتاوى الكبرى 4/607،
قال شيخ الإسلام ابنتيمية رحمه الله: (وأما قتال الدفع؛ فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدينواجب إجماعا، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان مندفعه، فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان، وقد نص على ذلك العلماء أصحابناوغيرهم) [الإختيارات العلمية لابن تيمية، ملحق بالفتوى الكبرى: 4/608].
قالابن قدامة: (ويتعين الجهاد في ثلاثة مواضع:
أحدها؛ إذا التقى الزحفان وتقابلالصَّفان حَرُمَ على من حضر الانصراف وتعيَّن عليه المقام لقول الله تعالى {?ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا - إلى قوله - واصبرواإن الله مع الصابرين} [الأنفال: 45-46]، وقوله تعالى {?يا أيها الذين آمنوا إذالقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرّفا لقتالأو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله?} [الأنفال: 51-61].
الثاني؛ إذا نزلالكفار ببلد تعين على أهله قتالهم ودفعهم.
الثالث؛ إذا استنفر الإمامُ قوماًلزمهم النفير معه، لقول الله تعالى {?يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروافي سبيل الله اثّاقلتم إلى الأرض... الآية} [ التوبة: 38] والتي بعدها، وقال النبيصلى الله عليه وسلم "وإذا استنفرتم فانفروا" [متفق عليه]) [المغني: 10/365].
بل ان الفتاوى المعاصرة .. فيمن يساعد الاحتلال واضح تبعا لما وقع تحت يدي من فتاوى
(وقد أجمع علماءالإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهوكافر مثلهم!!) [مجموع الفتاوى والمقالات 1/274]، وقال أيضا : (أما الكفار الحربيونفلا تجوز مساعدتهم بشيء ، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقص الإسلام لقول الله عزوجل {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}) [فتاوى إسلامية/جمع محمد بن عبد العزيز المسند/ج 4/فتوى رقم 6901].
والمعروف ان مظاهر موالاة الكفار إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهموالذب عنهم، وهذا من نواقض الإسلام وأسباب الردة) [الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد:ص351].
. هذه ليست طلاسم ولا مغيبات .. ففي أي قانون او أي ملة كان فرض العين الشرعي ارهابا .. الا اذا كانت قوانين مونيكا وشرائع كونداليزا . القتال .. في الشريعة الإسلامية .. فرض .. [كتب ] عليكم القتال .. فمن ذا الذي يريد أن ينسخ من القرآن .. فريضة ..
وكانت غوانتناموا . هي الحضارة الأمريكية الطراز .. يقول عنها كلود ما كاي ..
اذا لم يكن من الموت مفر
فينبغي ألا نموت كالخنازير
التي تصاد كي تحبس في الحظائر القذزة ..
بينما الكلاب المسعورة ترسل نباحها حولنا ..
إذا لم يكن من الموت مفر فليكن موتنا نبيلا ...
لقد كان من الغرابة .. بل من المهزلة .. ان يسوق مصطلح الإرهاب .. بدلا من الجهاد ..
إن هذه التهويمات والضبابية مقصودة .. وقام الساسة العرب .. بموقف عجزنا ان نعربه من معاييرآخرى والتي هي الأصل في رد النزاع الفكري والعقدي على الساحة إلى الله .. {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }الشورى10.. القرآن الكريم ) .. ولم نجد لهم إلا إعرابا واحدا .. أن الساسة العرب ,, في موقفهم تجاه العراق ،، وفلسطين .. وحاليا في لبنان انهم لحديون.. اكثر من أنطوان لحد وأمريكيون أكثر من أميركا .. يقومون بالدفاع عن الاحتلال الأميركي في العراق ..
ويقومون بالدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين هذه الحقيقة بدون مواربة او تجميل .. ولكن الحقيقة أحيانا .. تحتاج إلى الجهر بالسوء {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }النساء148 والجهر بالسوء ..( فضائح )... ولكن أحلها الله للمظلوم .. لكي لا يكون له حجة .. .فلا باس هي فضيحة الموقف الرسمي العربي ..لأن لبنان ُظلم .. والعراق ُظلم .. وفلسطين ظلمت .. الموقف الرسمي .. يقوم بدور العار الذي كان يقوم به أنطوان لحد في جنوب لبنان .. دفاعا عن إسرائيل .. أجل سأميط لكم اللثام عن الحقيقة المرة .. تجاه الموقف الرسمي العربي المتأزم.. هم اللحديون العرب .. ولا تستثني منهم احدا ..
* * * * *
تسميم الأخلاق

لقد قال هربرت كلارك .. ..عندما يكون هناك فقر في شرف الحكومات فإن أخلاقيات الناس بكاملها يصيبها التسمم.
When there is a lack of honor in government, the morals of the whole people are poisoned."
-- Herbert Clark Hoover (1874-1964), 31st US President, Republican
More about the author
واذا كان التصور الامريكي للأمر بهذا الشكل .. والذي عناه هو تسمم الأخلاق حال افتقاد الشرف .. فياترى ما هو التصور الإسلامي..إن التصور الإسلامي واضح حيث قام المصطفى صلى الله عليه وسلم بوضع النقاط على الحروف .. فيما تنتكس به الامم .. ألا وهم الائمة المضلون ..قال صلى الله عليه وسلم: ((غير الدجال أخوف على أمّتي من الدّجال؛الأئمة المضلّون)) [رواه الإمام احمد..
قال صلى الله عليه وسلم: ((سيكون بعديأمراء، فمن دخل عليهم فصدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم؛ فليس مني ولست منه وليسبوارد علي الحوض...)) [رواه الترمذي، وقال: صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه]،وروي عنه صلى الله عليه وسلم: ((إذا رايت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة، فاعلمأنه لص)) [كنز العمال]. ولما كان الأمر تسميما لأخلاق الناس على البعد الغربي كما قالHerbert Clark Hoover (1874-1964) ففي الأوساط الإسلامية لا يقلل إضلالا وتسميما للأخلاق ..
فلقد كان قال ابو الفرج ابن الجوزي: [ومن تلبيس إبليس على الفقهاء؛ مخالطتهمالأمراء والسلاطين ومداهنتهم وترك الإنكار عليهم – مع القدرة على ذلك - وربما رخصوالهم فيما لا رخصة لهم فيه لينالوا من دنياهم عرضا، فيقع بذلك الفساد..] فطبيعة الأشياء والقوانين ثابتة .. قوانين السماء راسخة في الوجود الكوني ..
ان المجد فقط لأولئك المدافعين .. عن أوطانهم وعن أعراضهم .. في موازين السماء والبشرية .. حتى في أعراف الغرب أنفسهم .. يقول تولكاين وليس لبريق وحدة السيوف او انطلاقة السهام ولا للمحاربين من اجل مجد شخصي ولكن المجد فقط لأولئك المدافعين ..
I don't love the bright sword for it,s sharpness , nor the arrow for it,s swiftness, nor
The warrior for his glory , I love only those who defend
J.R.R.Tolkein

ولكن بعدت عليهم الشقة..!!
لكل من يتعامل مع روعة الكلمة ومجد المفردات.. كان له ان يقف في هيبة كلام الله ..حيث يسلم بالعجز امام .. ازاء هذا الكلام الفخم .. يعتبر التعبير القرآني .. من أروع أنواع التعبير .. إذ ان الوصف ..ليس ..له مثيلا في في ساحات الإعجاز .. ومنه كان التحدي في القرآن .. أن يأتوا بسورة من مثله .. {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }البقرة23
{فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }البقرة24
والآية أعلاه .. ( لم تفعلوا ولن تفعلوا ).. فيها تأبيد الاعجاز و التحدي ماضيا كان أومستقبلا .
ولذلك امام هذا الإعجاز .. تخلى لبيد عن قول الشعر بعد اعتناقه الإسلام . اذ لا مناص للبنية العقلية .. أمام هذا الإعجاز . أن تخضع وتنقاد .. بل وتسجد . {فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }الانشقاق20 {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ }الانشقاق21
كان لبيد بن ربيعة شاعر جاهلي أدرك الإسلام واسلم اخرج ابن سعد عن الشعبي قال كتب عمر بن الخطاب الى المغيرة بن شعبة وكان عاملة في الكوفة ان أدعو الشعراء فاستنشدهم ما قالو من شعر في الجاهلية والإسلام ثم اكتب بذلك الى فدعاهم المغيرة وقال للبيد: انشدني ما قلت ..؟ فقال ابدلني الله بذلك سورة البقرة وال عمران ..
وقيل أن لبيدا لم يقل في الإسلام سوى قوله
الحمد لله اذ لم يأتني اجلي حتى = اكتسيت من الإسلام سربالا
إزاء هذا المجد لكلام الله .. لابد للعقل ان يسجد..
.. عالجت .. سورة التوبة .. نوعيات متخلفة عن شرف المجد .. وغبار الجهاد .. وصولات الكفاح ..نوعيات قريبة جدا من واقعنا الراهن ..فإذا سميت السورة أمس الفاضحة .. لأنها فضحت المنافقين .. فهي كذلك تفضح خونة اليوم ..
{لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }التوبة42
.. التعبير المعجز ..في روعة الألفاظ ..و الوصف في [عرضا قريبا] و[سفرا قاصدا ].. (لاتبعوك ) ولكن لقد كانت المسافة بعيدة ايها السادة.. باعتبارات .البعد المكاني لتبوك على حدود الروم ...وقد يحمل المعنى بعدا مجازبا .. ان الشقة كانت بعيدة .على تلك الجبلات الساقطة ..كانت الشقة بالفعل بعيدة . ففيها موت.. واستشهاد .. لذلك تخلفوا .. عن ركب المجد .. وصولات الكفاح .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ }التوبة38
كتب القتل والقتال علينا ,,
يا رجال المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان :
كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول ..
لكم عبير المجد .. وروعة الطعن .. وصهوات الجياد .. وضراب السيوف ..
أما جر الذيول .. فدعوه للغانيات .. دعوه للمخلفين عن ميادين الرجولة.
لقد استاءوا من مقالنا زمن الحيض العربي....
حسبهم قول الله فيهم
{فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ} (83) سورة التوبة
وقال تعالى أيضا : فيمن تخلف عن ركب {رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ }التوبة87
- (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) جمع خالفة أي النساء اللاتي تخلفهن في البيوت (وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون) الخبر..
لا تحزنوا أيها السادة..
فهذا حكم الله من فوق سبع سماوات ..فيمن تخلف عن صولات المجد وتقاعس عن تلقف رايات العز فكان مكانه هناك مع النساء حيث تحيض ولكن مجد كلمة الله تعالى .. قام بتمرير المعنى لكم .. لأنه يخاطب أناس من المفترض أن يستوعبوا ظلال الكلمة وما بين السطور .. وكل ذي لب بالإشارة يفهم .. انه كلام لأولي الألباب
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا} (10) سورة الطلاق
المجد الإلهي.. مرر لكم المعنى .. واذا كانت القضية إستغباء ولم تهضموها ذهنيا خذوها ..بلا غطاء .. أو تورية .. انه بالفعل زمن الحيض العربي ..
فإن لم يستقم لكم المعنى .. وتستقر في الذهن خذوا ما قاله الشاعر ..فإن لم يكن قتالا وقتلا .. فالشطر الثاني من البيت يفي بالغرض .. جر الذيول .. .
كتب القتل والقتال علينا على الغانيات جر الذيول .
عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة . فقالت ام سلمه : كيف تصنع النساء بذيولهن ؟ قال يرخين ذراعا . قالت : إذا تكشفت أقدامهن ، قال فيرخين شبرا ، ولا يزدن عليه .) أخرجه أصحاب السنن ، وهذا لفظ الترمذي والنسائي .
اجل أيها السادة لنا القتل والقتال وتحرير الأوطان والشهادة والمجد وحسبكم ..(مع كل الأسف) جر الذيول!
أجل هو السيف أن تضرب به أثخن وان تنذر فلا إرجاء ...
هو المجد ..تحت ظلال السيوف وخفق الرايات
عش عزيزا ومت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود
بيني وبين المجد ميعاد أحث له ركابي ..
فلسوف تخفق فقه راياتي وتحرسه حرابي
* * * *


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.