أما آن للأنظمة والقيادات السياسية التي صمتت دهرا ثم نطقت كفرا أن تخرس إلى الأبد ؟؟؟ أما آن للأنظمة العربية غير الشرعية أن تغادرنا إلى غير رجعة ؟، ألم يحن الوقت بعد لأوكار الخيانة الملطخة بدماء خصر الوطن أن تطالها يد عدالة الحتمية التاريخية !!! ألم يحن الوقت للحكام الذين سوقوا ودلسوا على شعوبهم وهم السلام الكاذب أن يرحلوا به إلى مذابل التاريخ ؟؟؟.
لقد تعودت الأنظمة العربية الخائرة والمتآمرة أن تلقم حجرا مع كل اعتداء همجي إسرائيلي أو أمريكي على الدول والشعوب العربية من جنين فلسطين إلى فالوجة العراق وجنوب لبنان، وهي لم تستخدم– في يوم من الأيام- من أسلحتها المكدسة بالمليارات طلقة واحدة، بل كان نصيب الفلسطينيين وشرفاء المقاومة دائما مخزونا لاينضب من تآمر حكام العرب، بل كان أكبر وأسوأ من قصف الطائرات والصواريخ والمدافع والبوارج الإسرائيلية والأمريكية.
إن هذه الأنظمة التي أدمنت سلاح الشجب والاستنكار الحنجوري فيما مضي قد تخلت وللأبد عن حمرة الخجل وبقايا دخان الكرامة المهدرة، وصارت تتباري في تواطؤها لإدانة أعمال المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان مادام الضحية من أتباع أسيادهم وحماتهم في تل أبيب ونيويورك .
اليوم نطالب تلك الأنظمة الغارقة في وحل التبعية للأعداء ومصانة الشعوب أن تلتحف بنعمة الصمت، وأن تستعير للحظات برقع الحياء وتبتعد عن مربع الترويج والدعاية والخيانة لأعداء الله والوطن.
إن الحكام الذين جرموا أعمال المقاومة المشروعة للشعبين الفلسطيني واللبناني في وقت الحرب وفق المعايير الوطنية والدولية- حتى وفق قوانين أسيادهم الأمريكيين- خونة ينبغي محاكمتهم بتهمة الخيانة العظمي بالعمل على شق وحدة الأمة تسبيط همتها وقت الحرب، وما عليهم في هذا الوقت العصيب من تاريخ المقاومة الصادقة الحقة إلا أن يخلوا بين الشعوب العربية وبين أعدائهم من الصهاينة النازيين ويتركوا الشعوب العربية تحدد مصيرها بنفسها قبل أن يفروا بجلودهم ويتركوا لشعوبهم الذل والهوان والاستعمار.
لقد خرج علينا بالتوازي مع ضراوة الهجوم الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية ومواقف الحكام المخزية بيانات وتصريحات وتلميحات تلقي بتبعات العدوان الإسرائيلي الغاشم على حزب الله وتصف ثأره باعتقال جنديين إسرائليين لمبادلتهم بالمعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين بأنه المغامرة غير المحسوبة، ونحن بدورنا نسألهم : أين مغامراتكم المحسوبة طيلة العقود الماضية ؟ أين سياستكم ودبلوماسيتكم الحكيمة والرشيدة في استرداد المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب منذ ما يزيد عن خمسة وعشرين عاما ؟ لم نر منكم ومن أمثالكم سوى الخديعة والذل والاحتقار واستباحة كرامة الأمة واغتصابها !!، ومادمتم تجيزون الانتقام الإسرائيلي بسبب الجنديين، فلماذا لم تطالبوا النظام المصري بمهاجمة إسرائيل عندما اختطف الطلاب المصريين من سيناء منذ أكثر من عام ؟ ولماذا لم تنبري أقلامكم المغموسة في دماء الوكن وتشحذوا حناجركم التي أجهدها النعيق لطلب الانتقام من الصهاينة لتكرار قتلهم لجنود الشرطة المصرية على الحدود عدة مرات آخرها في يونيو2006 ؟؟!!.
واليوم بدأ فحيح كتاب ومحللي المارينز العرب- وهم كثر- وطليعة الطابور الخامس لشحذ التهم ودس الخناجر للنيل من المقاومة الإسلامية ممثلة في حماس وحزب الله ولا مانع لديهم من ضم سوريا وإيران كظهير للمقاومة( التي تسمي في عرفهم إرهاب )، ولم يخجل أحدهم – وهو نائب ثقافة الاعتذار في البرلمان المصري- من الافتتان بجسارة وشجاعة وإبداع الصهاينة وقت الحرب في برنامج تلفزيوني على قناة إم بي سي، فيالها من وقاحة وصفاقة فاقت حدود العداوة لأوطانهم .
إن العدوان الإسرائيلي عدوان لم يتوقف على كل العرب مسلمين ومسيحيين مدنيين وعسكريين والأطفال والنساء والشيوخ في مدن القناة وما مدرسة بحر البقر ومذابح قانا وصبرا وشاتيلا وجنين سوى أمثلة لذاكرة عربية متخمة بحوادث القتل والتدمير الصهيوني وكانت وما زالت الأجواء اللبنانية المنتهكة يوميا وغزة لم تسترح يوما واحدا من القتل الصلف الصهيوني
أيها العقلاء أو من يدعون التعقل، العدوان بهذه التفاصيل الدقيقة هو عدوان مبيت ومرتب، وما هو إلا جزء من المشروع الشرق الأوسط الأمريكي المتنظر تنفيذه في المستقبل القريب، وهو ليس مجرد رد فعل على اختطاف جنديين إسرائيليين في إطار عملية مقاومة مشروعة، باختصار هذه عملية استهداف لقوى المقاومة والممانعة في الأمة حتى تعمل الصيونية الدولية سكينها في جسد الخوار والاستكانة والعمالة العربية.
أيها الواقعيون العرب الجدد( فرع المحافظين الجدد ) إن تراتب الأحداث بداية من إشعال حرب العراق إيران وحرب العراق الكويت، ثم احتلال العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل إلى حوادث زعزعة الوضع في لبنان باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسمير قصير وغيرهما، والعلاقة بين ما سبق والقرار الأمريكي الفرنسي المشبوه 1559 وخروج سوريا من لبنان ثم المطالبة بتجريد حزب الله من سلاحه بقرار تواطؤ دولي واضح كل هذا يشي بحبكة التآمر وتتابع الخطى نحو الهدف الاستراتيجي، وهاهي الإبادة النازية الجماعية للشعب اللبناني والقاذفات الصهيوأمريكية التي تعمل على تدمير البنيه التحتية بدعوى الانتقام لأسر جنديين إسرائليين تلقي بظلال المؤامرة الدولية الكبرى لتقسيم وتفتيت العالم العربي بالوكالة، والبقية في الطريق إن لم تستيقظ الشعوب العربية من موات طال العقول والقلوب قبل العيون.