لن ينعم الإنسان بحياة كريمة بلا مقاومة، ولا وجود للمقاومة أيا كانت بلا عقيدة، والعقيدة تتجلى في أبهي صورها في الدين الإسلامي، ولذلك ستظل العقيدة الإسلامية مستهدفة من المعسكر الاستعماري الغربي ومن سار على نهجه من الأنظمة والأتباع العرب، وينهض على رأس فريق الهجوم المتواصل البلدوزر الأمريكي ورأس حربته إسرائيل فهما حملة لواء المشروع الغربي في المنطقة لتصفية الهنود " العرب " الصُفر هذه المرة بعد أن نجحوا في إبادة 20 مليونا من الهنود الحمر سكان أمريكا الشمالية الأصليين. لم يعد خافيا على معظم المراقبين وكل ذي عينين أن المقاومة العربية الإسلامية كجماعات ودول متفرقة في العالم العربي صنفت وفق مستويين : 1- مستوى المواجهة المباشرة. 2- مستوى الدعم المعنوي للرافد للأول. ويتمثل مستوى المواجهة في حركتي حماس الجهاد بفلسطين كقوى مؤثرة في الساحة الفلسطينية، وحزب الله كقوة لها وزنها في معادلة موازين القوى في لبنان، والمقاومة السنية-غالبا- في العراق، والمحاكم الإسلامية قبل تصفيتها –مؤقتا- في الصومال، كما يتمثل مستوى الدعم في الجماعات الإسلامية المنتشرة في العالم العربي كالإخوان المسلمين وبعض القوى الوطنية الهشة في مصر وفي جبهة الإنقاذ وقوى إسلامية متوافقة مع أنظمة الحكم في المغرب العربي. وتتجه كل المؤشرات الميدانية إلى أن المقاومة الفلسطينية هي أول وأكبر المستهدفين وستكون أول المضارين إذا لم تسعف بمتغيرات عربية شعبية جديدة، فها هي تدفع إلى زاوية الحلبة بأدوات داخلية جناح في فتح ( سلطة عباس / دحلان )، وبأدوات عربية ( المعتدلون العرب ) ، وأدوات دولية تحت غطاء الشرعية الدولية والرباعية( منظومة التجويع والحصار )، لتكون المقاومة وأنصارها بين خيارين لا ثالث لهما : أ- إما أن تتنازل عن مشروع المقاومة تماما بما يعني التصفية المعنوية عاجلا والتصفية الشعبية والمادية آجلا. ب- وإما التصفية المادية للقيادات والكوادر التي صارت مرصودة الحركة بدقة متناهية حيث يستهدفون في غارات ممنهجة لا تتوقف إسرائيليا[1]، وفتنة تطل برأسها بين الحين والآخر ( فتح – حماس ). وبالتوازي مع الغارات الإسرائيلية على غزة ينشط فريق 14 آذار لإشعال الحرائق بمساعدات أمريكية وغطاء أممي وعربي فاقد للمصداقية والنزاهة لتحويل قضية مقتل الحريري إلى قميص عثمان ليتم بمقتضاه وبأدوات لبنانية مختلفة: 1- نزع سلاح المخيمات الفلسطينية بإثارة الإشكاليات من داخلها( لاحظ دوافع وتأثيرات ونتائج عمليات جماعة فتح الإسلام المدعومة دوليا حسب مقال " سيمور هيرش" في شمال لبنان 21، 22 مايو 2007) 2- تجفيف منابع المقاومة الإسلامية لحزب الله لتجريده من سلاحه لاحقا. في ندوة عقدت- مؤخرا 22/مايو 2007- بمركز الملك فيصل بالرياض سمعت السيد " تيرج رود لارسون" مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة يقول ليس هناك حل للقضية الفلسطينية على المدى المنظور لأنها تتحول بفعل فاعل إلى قضية هامشية لأنه صارت هناك ثلاث قضايا أخري تشاركها نفس المساحة الإعلامية والاهتمام الدولي في المنطقة ( العراق- لبنان- إيران )، أي أنها أصبحت تمثل أقل من 25% من حجمها السابق وتتحول شيئا فشيئا إلى قضية إنسانية منح ومعابر مرور. ولذلك أكاد أجزم أن مسوقي وهم السلام الاستراتيجي الذي يحملون المبادرة العربية بعد تجميدها خمس سنوات سيسوقونها خمس سنوات دوليا قبل أن تفرغ حمولتهم من أي مضمون وينبئ المستقبل بأن الشعوب العربية إذا لم تستيقظ قبل فوات الأوان سيعيش معظمهم في معازل شبيهة بمعازل الهنود الحمر للعمل خدما في منظومة العولمة وسادتها إما في بورصات المنطقة وإما في قنوات تغييب الوعي والعري والدعارة الفضائية. • كلمة في الصميم: أظن أنه على قوى المقاومة بأشكالها المختلفة ( الإسلامية والقومية ) في العالم العربي أن تعد مشروعا متكاملا للصمود فترات طويلة في وجه الحصار من الداخل والخارج وإلا .... [email protected] [1] لاحظوا أن التهديدات الإسرائيلية لقيادات حماس والجهاد خالد مشعل وهنية والبطش تعالت وتيرتها في الفترة الأخيرة.