أعلنت المملكة العربية السعودية أنها تجري محادثات مع روسيا بشأن صفقات سلاح ممكنة، كما رحبت بالعرض الروسي من أجل التعاون بين البلدين في المجال النووي . وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي في الرياض "ليس هناك أي عوائق للتعاون بين البلدين في شتى المجالات، بما يتعلق بالجانبين التسليحي من جهة، والطاقة النووية من جهة أخرى". ويأتي هذا الإعلان بعد زيارة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية، وعرض خلالها مساعدة في "المجال الذري". والرياض حليفة واشنطن الكبيرة في المنطقة تعتمد تقليديا على أنظمة دفاعية غربية، إلا أنها أظهرت أخيرا رغبة في تنويع مصادر سلاحها . وقال الفيصل في هذا السياق "في الجانب التسليحي كانت هناك مباحثات بين البلدين، وتجري وفق ما تتطلبه المملكة من التسليح، ووفق ما يتوفر لدى روسيا مما تحتاجه المملكة من هذه المعدات". ولم يدل الفيصل بمزيد من التفاصيل، إلا أن مصادر دبلوماسية توقعت أن تفضي المحادثات في الرياض إلى "تفاهم شفهي" حول شراء السعودية حوالى 150 دبابة روسية من طراز "تي-90". وكانت تجارب أجريت العام الماضي على دبابات "تي-90" في السعودية لتحديد مدى قدرتها على العمل في الظروف المناخية الصحراوية القاسية للسعودية . وقال المصدر نفسه إن روسيا عرضت أيضا بيع المملكة طائرات مروحية من طراز "مي-17" لنقل الجند . وعقد بوتين خلال زيارته إلى المملكة الاسبوع الماضى اجتماعا مغلقا مع ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز . وفي لقاء مع رجال أعمال سعوديين وروس في الرياض أدرج بوتين مسألة "تطوير الطاقة الذرية" بين المجالات التي يمكن أن تشهد تعاونا بين موسكووالرياض . وأتى هذا العرض بعد شهرين من إعلان دول مجلس التعاون الخليجي رغبتها المضي قدما في تطوير برنامج نووي سلمي . وذكّر الفيصل في مؤتمره الصحفي بالقرار الصادر عن قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة، مؤكدا أن المسعى الخليجي يتماشى مع المعايير والشروط التي حددتها معاهدات حظر انتشار التسلح النووي. وأضاف في هذا السياق "بطبيعة الحال أن روسيا من الدول التي تمتلك هذه الصناعة، والتعاون معها كالتعاون في أية مجالات أخرى ليس أمامه أي عوائق".