تنوعت الفرضيات وتحليلات الخبراء، حول حادث تفجير الكنيسة البطرسية، بالكاتدرائية الذى وقع أمس الأحد، وخلف ورائه أكثر من 25 قتيل و35 مصاب، وبعد أن أكدت جميعها (من الموالين للنظام والرافضين لوجوده)، أن الأمن متواطئ بشكل أو بآخر فى العملية، إما بشكل مباشر أو بالتقصير، فالإثنين لا يختلفان كثيرًا نظرًا لهذا الكم الكبير من الضحايا. لكن فى نهاية كل تحليل صدر منذ الحادث، تأكد شئ واحد وهو أن هذا ما تريده أمريكا والكيان الصهيبونى، فمخططهم فى المنطقة له سوابق عة فى ذلك، كما أن تصريحات المسئولين فى السابق والآن تؤكد أن مصر على جدول أولويات الكيان الصهيونى، بتقسيمها من ناحية، وابتعاد أهلها عن بعضه من ناحية آخرى. وحسب ذات المخططات التى تم كشفها منذ عشرات السنين، فإن أولها ان تكون هناك سلطة عميلة، وموالية للكيان والحلف الصهيو أمريكى، وهذا مكان، بعد انقلاب العسكر بشكل علنى على محمد مرسى فى يوليو 2013. فالنظام الحالى بقيادة عبدالفتاح السيسى وجنرالات المجلس العسكرى، جاء بمباركة غربية، وهذا يفسر تعامله مع العديد من الأزمات فى البلاد بل واختلاقه للعديد منها أيضًا، بجانب حرصه على حفظ أمن الكيان الصهيونى، مقابل التنازل عن دور مصر التاريخى فى الدفاع عن القضية الفلسطينية، وظهر هذا فى الدعوات التى تنادى بالتطبيع مع الكيان فى احدى الخطب الرسمية التى تحدث فيها "السيسى". ورغم كل ذلك إلا أن إعلام النظام يقوم أحيانًا بمهاجمة أمريكا التى يسعى الجنرالات إلى التقرب منها أكثر وبأى طريقة، لكن فى الغالب يستبعدون الكيان الصهيونى، الذى اخترق موساده العديد من الأماكن فى مصر، وقاموا بتوجيه ضربات عدة من أجل نشر الطائفية والاقتتال الأهلى بين المصريين. ولعل حادث تفجير الكنيسة البطرسية أمس كان خير دليل على ذلك، ورغم كل هذا إلا أن إعلام النظام، ذهب بفرضيته الدائمه وهى أن الإخوان المسلمين هم من فعلوها، لكن التظاهرات التى خرجت أمام الكنيسة أمس واليوم الإثنين أيضًا أكدت أن هذه الكذبة باتت مفضوحة ، بل إن المتظاهرين ذهبوا إلى أن النظام هو من فعلها، أو أحد المتعاونين معهم، والذين لن يبتعدوا عن الحلف الصهيو أمريكى فى مصر. على الرغم من أن طرق ادخال قنبلة بهذا الحجم وفى هذا المكان، جديرة بالشك، بجانب التقنيات العالية التى تم استخدامها فى التفجير عن بعد كما حدث، وهو الأمر الذى يحتاج إلى امكانيات واسعة غير متاحة للحركات المسلحة التى انتشرت فى البلاد مؤخرًا. الكاتب الصحافى وائل قنديل يقول، إن المستبدين يلجأون دائما إلى استخدام لعبة الإرهاب لصناعة حالةٍ من الفزع العقائدي، لحرق أي فرصةٍ لمعارضة وطنية، حقيقية وليست تجارية، تواجه نظاماً فاشلاً مستبداً قمعياً، موضحا أنه رغم تشابه الدوافع في تفجير كنيسة القديسين والكنيسة البطرسية بالعباسية، إلا أن النظام في الأولى لم يكن على هذا النحو من البشاعة والإجرام، والرغبة المحمومة في حرق المجتمع، كما فعل النظام الحالي في هذا التفجير الأخير، ولم يكن الاحتقان الطائفي والمجتمعي قد بلغ حدود الإقصاء، والدعوة إلى الإبادة والاستئصال والتطهير العرقي. وأكد أنه لو كان الصهيوني عدواً، بالبداهة والفطرة، لنظام السيسي، لم تكن فرضية حضور الموساد في الجريمة مستبعدةً من حسابات الرصد والتحليل، الا انه في عهد السيسي صار الصهيوني شريكاً وراعياً رسمياً لعصابة الأشرار التي اختطفت مصر إلى المجهول. وأكد قنديل ان هتافات الأقباط الغاضبين أمام الكاتدرائية، أمس، ضد النظام، مطالبةً برحيله، تبقى دليلاً على أن ست سنواتٍ من تجارب الوجع والألم والمعاناة من ألاعيب السلطة، أوجدت وعياً عصياً على الاستجابة لسيناريوهات الخراب، التي يحملها من وصفهم ب "الأوغاد" لمصر.