أبرزت غالبية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأحد، إلغاء العقوبات الدولية على صفحاتها الرئيسية بمانشيت عريض لم تنتظر بعض الصحف المحافظة إعلان تنفيذ الاتفاق النووي الذي جاء خلال الساعات الأخيرة من يوم السبت وأغلقت صفحاتها بمواضيع سبقت هذا الحدث الذي وصف بالتاريخي. صحيفة "آفتاب" الإصلاحية كتبت في عنوانها الرئيسي"العقوبات تغادر إيران" في إشارة إلى عنوانٍ رئيسي للصحف الإيرانية بعد مغادرة الشاه عام 1979 عندما كتبت حينها "مغادرة الشاه" لتوحي بأن إيران تعيش لحظات تاريخية بعد إزالة العقوبات الدولية. صباح جديد بدون عقوبات وكتبت الصحيفة إن "هذا الإنجاز مثل إرادة الشعب الذي أدار ظهره لمغامرات الحكومة السابقة وصوّت في الانتخابات للإصلاحيين لإبعاد شبح العقوبات من البلاد." اما صحيفة اعتماد" الإصلاحية كتبت في عنوانها الرئيسي "صباح جديد بدون العقوبات" وذكر في الافتتاحية رئيسُ التحرير جواد دليري:" أمضى الإيرانيون ليلةً هادئة البارحة، وخلدوا إلى النوم بطمأنينة وبدأوا أول صباح بعد إزالة العقوبات إذ نُسف جدار الحظر الدولي بعد سنوات طويلة." وقال كاتب المقال: "الخلاف بشأن القضية النووية كاد يسوق البلد الى متاهاتٍ مظلمة لكنّنا وصلنا إلى برّ الأمان والسلام وتمكنّا من كسر أقفال الحظر الدولي." 114 طائرة مدنية صحيفة " أبرار" الاقتصادية خصّصت عنوانها الرئيسي لقرار باراك أوباما إلغاء قانون حظر بيع الطائرات المدنية لإيران التي تملك أحد أسوأ أساطيل الطيران المدني بسبب الحظر الذي يشمل بيع الطائرات وقطع غيارها. واعتبرت أن هذا القرار الذي جاء قبيل إزالة الحظر الدولي يعزز اتّفاق إيران ومجموعة 1+5 بشأن تسوية القضايا العالقة. ونقلت صحيفة " تعادل" عن وزير الطرق عباس آخوندي أنّ الخطوط الجوية الإيرانية اتفقت على شراء 114 طائرة مدنية من شركة "إيرباص" وذكرت أنّ قرار إلغاء هذا الحظر يمكّن إيران أيضاً من شراء طائرات من طراز " بوئينغ" لتحديث أسطولها المدني. صحيفة " وطن أمروز" المحافظة نشرت مقالاً بقلم عبدالله عبد اللهي اعتبر فيه أن الاتفاق النووي بني على أساس معادلة سياسية أكثر منها قضايا فنية تتعلّق بالبرنامج النووي. عبد اللهي كتب أن الإدارة الأميركية وضعت أساس خطّة ناعمة من خلال الاتفاق النووي لإيجاد تغيير في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال تعزيز وتثبيت المسؤولين المنتمين إلى الغرب. واعتبر كاتب المقال أن الانتخابات البرلمانية المقبلة هي أوّل خطوة لتنفيذ هذه المآرب التي غلَّفتها الولاياتالمتحدة الأميركية في إطار الاتفاق النووي. صحيفة "رسالت" المحافظة كتبت في عنوانها الرئيسي "لا تتوقّعوا حدوث معجزة اقتصادية" واعتبرت أن إزالة العقوبات الدولية لا تحلّ جميع مشاكلنا وتوقعت أن يشهد البلد على المدى المتوسط نتائج إزالة الحظر ودعت إلى الاهتمام بإدارة الشؤون الاقتصادية بشكل يشهد فيه المواطنون تثبيت آثار التطوّرات الراهنة على حياتهم. واعتبرت الصحيفة أن الغرب كان يحلم بوقف تخصيب اليورانيوم في إيران لكنّه اعترف في نهاية المطاف بحق إيران في ممارسة هذا الحق ولو بنسبة قليلة. وأشارت صحيفة "كيهان" المحافظة إلى الوعود التي قطعها حسن روحاني للشعب خلال الانتخابات السابقة وكتبت: "إنه مع تنفيذ الاتفاق النووي لم تعد أي ذريعة لروحاني لحلّ القضايا الاقتصاديةالتي يعاني منها البلد إذ كان قد وعد بحلها خلال 100 يوم لكنه تذرّع بالعقوبات الدولية التي اعتبر أنها تمثّل حجر عثرة أمام حكومته." أما صحيفة "بي قانون" الساخرة فقد سلّطت الضوء على كيفية تغطية التلفزيون الحكومي الذي يسيطر عليه المحافظون، لتنفيذ الاتفاق النووي وكتبت: "مقاومة التلفزيون الحكومي أمام قبول الاتفاق النووي جديرة بالاهتمام، حيث إن جميع البلدان والمسؤولين والشعب يقولون شيئاً لكن التلفزيون الإيراني يصمد على وجهة نظر متناقضة."