أكدت رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء أن تركيا لن تعيد علاقاتها مع الدولة الصهيونية إلى ما كانت عليه في السابق، ما لم تقدم اعتذارًا على "الهجوم الوحشي" على السفينة التركية التي كانت تحمل مساعدات لقطاع غزة. وقال أردوغان بالتركية لتلفزيون "فرانس 24" طبقا لترجمة التلفزيون الذي يبث برامجه من باريس: "إسرائيل ستعتذر. وإسرائيل ستدفع التعويضات. وبعد ذلك يمكن أن نبدأ التفاوض".
وكانت تركيا أقرب حليف عسكري ودبلوماسي للصهاينة في الشرق الأوسط، إلا أن العلاقات بدأت تسوء بعد انتقاد أنقرة للكيان الصهيوني بسبب الهجوم الذي شنته على قطاع غزة في شتاء 2008-2009.
وتدهورت العلاقات في مايو من هذا العام بعد العدوان الصهيونى على سفينة "مافي مرمرة" التركية التي كانت تنقل مساعدات إلى قطاع غزة في إطار "أسطول الحرية". واستشهد في الهجوم تسعة أتراك.
وقال أردوغان "أقول بصراحة إن إسرائيل هي المسئولة عن حالة العلاقات الثنائية حاليا بيننا، ويجب ألا يُفسر الأمر بغير ذلك".
وتساءل أردوغان "كيف يمكن أن نسامح هجومًا من الجو ومن البحر ضد سفينة تبحر رافعة العلم التركي وتحمل مسافرين من كافة أنحاء العالم كانوا يرغبون في مساعدة أناسا آخرين" وفق وكالة فرانس برس.
وأضاف "أعتبر أنه من الوحشي التصرف بهذه الطريقة في المياه الدولية. ولا يوجد تفسير آخر لذلك". وتابع "هل عثروا على أية اسلحة؟ لا. وهم هاجموا هؤلاء الناس العزل من الجو ومن البحر. ولذلك لا يوجد أي مبرر مطلقا لمثل هذا التصرف".
وأنهى الخلاف بين تركيا والدولة الصهيونية الدور الذي كانت تلعبة انقرة كوسيط بين "إسرائيل" وخصومها الفلسطينيين والسوريين. والشهر الماضي، قالت دمشق إن تركيا هي الوحيدة القادرة على لعب دور الوسيط في أية مفاوضات سلام غير مباشرة بين سوريا والدولة الصهيونية.