أعلن رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي أن علاقة بلده بإسرائيل مرتبطة بتنفيذ الدولة العبرية شروط أنقرة بعد الهجوم الدامي على سفينة "مرمرة" ضمن قافلة مساعدات دولية لقطاع غزة والذي أوقع قتلى من الأتراك. وفي تصريحات نشرتها اليوم الأربعاء صحيفة "العرب اليوم" الأردنية، أكد أردوغان أن "علاقتنا مع إسرائيل مرتبطة ارتباطا وثيقا بشروطنا وبما طلبناه منها وستتحدد مستقبلا على ضوء ذلك". وأضاف في حوار على الموقع الالكتروني للصحيفة "نحن لا نرد اليد التي تمتد لمصافحتنا لكننا لا نصمت ونقف مكتوفي الأيدي أمام الاعتداء على حقوقنا وعلى خرق القوانين الدولية". وبعد الهجوم الدامي على أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى غزة في 31 مايو، استدعت تركيا سفيرها في تل أبيب وألغت مناورات عسكرية مشتركة مؤكدة أن علاقاتها مع إسرائيل لن تعود أبدا إلى ما كانت عليه. من جانب آخر، أكد أردوغان أن الحرب الإسرائيلية على غزة بين 27 ديسمبر 2008 و18 يناير 2009 و"الحصار الظالم" الذي تفرضه على القطاع يحول دون تحقيق السلام في المنطقة. واعتبر أن السياسة التي تمارسها إسرائيل خصوصا بعد الهجوم على غزة واستمرارها بسياسة الاستيطان وأخيرا هجومها الوحشي على قافلة الحرية أثبتت أن إسرائيل لن تحقق السلام والأمن بسياستها الاحتلالية والتوسعية. وأضاف أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون تحقيق الأمن والحرية والعيش بكرامة وإنسانية للشعب الفلسطيني. وفي ما يتعلق بانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي قال أردوغان: نعمل على أن نصبح عضوا كاملا في الاتحاد الأوروبي ونأمل أن يتحقق ذلك. وأضاف: لا أرى أن دخول تركيا الاتحاد الأوروبي يتناقض مع علاقاتنا في الشرق الأوسط أو العالم الإسلامي أو روسيا أو أمريكا، وليس على حساب علاقاتنا بالآخرين وليس بديلا عنها. يُشار إلى أن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني أعرب أمس الثلاثاء عن غضبه حيال العراقيل التي تحول دون انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وبدأت أنقرة مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 2005، لكن العملية لا تتقدم بسرعة بسبب التحفظات الألمانية والفرنسية حيال رؤية دولة مسلمة يبلغ عدد سكانها 73 مليون نسمة تنضم إلى أوروبا، وكذلك بسبب المأزق في قبرص وبطء الإصلاحات في تركيا.