يلتقي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد الأحد في الرياض في ظل التوتر المتصاعد في لبنان على خلفية المحكمة الدولية الخاصة بمعاقبة الضالعين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. وتأتي زيارة الأسد للرياض بعيد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان والتي تجلت خلالها في شكل قوي العلاقة الوثيقة بين طهران وحزب الله وجمهوره في لبنان.
ويرى محللون ان النقطة الرئيسية التي ستبحث خلال القمة في الرياض هي الخلافات في لبنان بين رئيس الحكومة سعد الحريري والمعارضة وفي مقدمها حزب الله، حول المحكمة الدولية الخاصة بإغتيال والده في 2005.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن القرار الظني للمحكمة الدولية في شأن هذه الجريمة قد يشير إلى ضلوع عناصر في حزب الله وقد يتم استدعاؤهم إلى المحاكمة، الأمر الذي رفع منسوب التوتر في لبنان إلى مستويات عالية.
وضاعف هذا التوتر المخاوف من مواجهات طائفية في لبنان ومن انهيار حكومة الوحدة الوطنية. كما من المتوقع أن يبحث الزعيمان عملية تشكيل الحكومة العراقية المتعثرة منذ أكثر من سبعة أشهر، بحسب المحللين.
ويذكر أيضا أن رئيس الحكومة اللبناني موجود في السعودية الأحد، الا أن مصادر لبنانية مسئولة أكدت أن سعد الحريري يقوم بزيارة عائلية للمملكة وليس هناك نية لانضمامه إلى القمة السعودية السورية.
وقال مصطفى العاني الخبير في الشئون الأمنية الاقليمية والباحث في مركز الخليج للدراسات الذي مقره في دبي إن الشأن اللبناني سيكون البند الأساسي في القمة.
وذكر في هذا السياق أن هناك أزمة كبرى حول مستقبل المحكمة الدولية، خصوصا مع اتهام حزب الله المحكمة بانها تسعى إلى النيل منه بدفع من تل أبيب، واصراره على تحريك ملف ما يعرف ب(شهود الزور) الذين يعتبر التنظيم الشيعي أن شهاداتهم ضللت التحقيق.
وبحسب العاني، فان الأسد الداعم القوي لحزب الله لم يعلن موقفه بوضوح بشأن المحكمة الدولية، فيما السعودية تدعم الحريري وتساهم في تمويل المحكمة الدولية.
ومن جهتها، قالت صحيفة الوطن السعودية نقلا عن مصدر حكومي سعودي إن زيارة الأسد للرياض رد لزيارة خادم الحرمين إلى دمشق في يوليو الماضي.
وبحسب المصدر الحكومي فان التعاون السعودي السوري هام في هذه المرحلة لمواجهة التحديات المصيرية التي تتعرض لها المنطقة والتي تتطلب تكاتف جميع القادة العرب لتفادي تأثيراتها السلبية. وقد تستمر الزيارة يومين بحسب المصدر.
وأوضحت الصحيفة أن التوافق السعودي السوري يعتبر العنصر الحاسم لنجاح عدد من القضايا العربية اولها الملف العراقي حيث ترغب الرياض في تكريس الدور السوري في العراق لايجاد توازن بين الفرقاء تدعمه علاقتها بايران.
وذكرت الصحيفة أيضا بأن رئيس الوزراء العراقي الاسبق إياد علاوي طالب خلال لقائه الرئيس الأسد الشهر الماضي القوى الدولية والاقليمية بعدم التدخل في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وناشد دمشق المساعدة في التوسط لدى ايران في ذلك الشأن.
ويعد علاوي قريبا من المملكة.
وبحسب الوطن، فان سوريا تلعب دورا في المشروع السعودي الهادف إلى اعادة احياء المحور الثلاثي الرياضدمشقالقاهرة الذي انهار بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.
طلب باجتماع وزارى عاجل من ناحية أخرى، طلبت قطر عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لبحث الخلافات العربية وملاحظات الدول بشان ما ورد في قرار قمة سرت الاستثنائية التي عقدت مؤخرا برئاسة ليبيا لتطوير منظومة العمل العربي المشترك.
وقال مصدر في الأمانة العامة للجامعة العربية الأحد لوكالة الأنباء الألمانية إن طلب قطر تم توزيعه على الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية انتظارا لردود الدول لتحديد موعد لانعقاد الاجتماع.
وكانت القمة العربية الاستثنائية اعتمدت في قرارها الخاص بشان تطوير منظومة العمل العربي المشترك توصيات اللجنة الخماسية العليا في اجتماعها الذي عقد في طرابلس فى 26 يونيو الماضي والتي ضمت رؤساء مصر واليمن وليبيا والعراق وقطر.