اختتم الرئيس السوري بشار الأسد أمس زيارة قصيرة إلي الرياض أجري خلالها محادثات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز بشأن مجمل التطورات في المنطقة وعلي رأسها القضية الفلسطينية وملفي لبنان والعراق. ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الاجتماع الذي عقد في مطار قاعدة الرياض الجوية مساء أمس الأول تناول أيضا آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في جميع المجالات. بما يخدم مصالح البلدين والشعبين. كما ذكرت مصادر قريبة من المباحثات أن الجانبين السعودي والسوري أكدا خلال اللقاء ضرورة عدم ترك مجالات لأي تدخلات أجنبية. لأن المنطقة لا تتحمل أكثر من ذلك. في إشارة إلي التدخلات الخارجية في الشأن اللبناني والعراقي. وهذه هي ثاني زيارة يقوم بها الرئيس السوري للسعودية بعد التوتر الذي اعتري علاقات البلدين في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري في فبراير عام 2005 وجاءت زيارة الأسد إلي الرياض بعد يومين من قيام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بزيارة إلي لبنان أثارت جدلا كبيرا. وذكرت وكالة "رويترز" إن السعودية تخشي أن يؤدي برنامج إيران النووي إلي تحولها إلي بلد يمتلك أسلحة نووية. وهي تحاول بالتالي إقناع سوريا التخفيف من تحالفها مع إيران. وتبني سياسة خارجية تركز أكثر علي العرب. مما سيزيد من آفاق تعاون اقتصادي أقوي مع المملكة. وأضافت أن السعودية وسوريا تحاولان تهدئة التوترات في لبنان. لكنهما ما زالتا مختلفتين حول المحكمة الدولية بشأن اغتيال الحريري. حيث تؤيد الرياض المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها. في حين تري سوريا التي تم الزج باسمها في التحقيقات الأولي أن دوافع المحكمة سياسية. وقال مسئول لبناني إن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري كان في زيارة خاصة للسعودية أمس الأول. لكن لم يكن مقررا أن ينضم للقمة السعودية السورية. وقالت صحيفة الوطن السعودية نقلا عن مصدر حكومي سعودي أن زيارة الاسد للرياض "رد لزيارة خادم الحرمين الي دمشق في يوليو الماضي".