ست جولات من المفاوضات مستمرة منذ ما يقرب من العام، بين القاهرةوأديس أبابا حول ملف سد النهضة، الذي يشهد حاليًا عدة خلافات بين الدولتين، أبرزها وقت إنهاء المكاتب الاستشارية من الدراسات الخاصة بالسد. وكلفت الدول الثلاثة مصر وإثيوبيا والسودان مكتبان استشاريان للقيام بدراستين حول السد، تستهدف الأولى تأثير السد على دولتي المصب مصر والسودان، والأخرى تدرس الجوانب الفنية للسد، حيث سعة الخزان، وسنوات الملء. وبعد تعثر اجتماع القاهرة الذي عقد مطلع يوليو الجاري في إبرام العقود مع المكتبين الاستشاريين، يستعد وزير الري بحكومة الانقلاب حسام مغازي لخوض جولة جديدة من المفاوضات في الخرطوم، تُحيط بها عدة خلافات، نرصد أبرزها. 1 مدة الدراسات: تعتبر مصر عامل الوقت مهم جدًا في انتهاء الدراسات، بحسب تصريحات وزير الري الانقلابي، باعتبار أن أثيوبيا مستمرة في بناء السد، وتريد إنهاء الدراسات في 11 أشهر، بينما تعتبر أثيوبيا أن إنهاء الدراسات بدقة أهم من التوقيت، وهو ما يعكس مماطلة الجانب الإثيوبي المستمر قفي بناء السد. ورغم تأكيد السودان أكثر من مرة على أنها طرف محايد، إلى أنها تقف بجانب إثيوبيا في هذا الصدد، حيث أعلن رئيس الوفد السوداني وزير المياه السابق، سيف حمد في كلمة أمام الاجتماع السابق بالقاهرة، أن بلاده ترغب في إنهاء الدراسات بدقة عالية دون النظر إلى عامل الوقت. 2 مكان التوقيع: تُصر أديس أبابا على توقيع الاتفاق بين الدول والمكاتب الاستشارية في الخرطوم، وهو ما كان متفق عليه بين الدول الثلاثة سابقًا، ولكن تأخر المفاوضات دفع الجانب المصري يطرح فكرة توقيع العقد في أخر اجتماع بالقاهرة، وهو ما اعترضت عليه أثيوبيا بشده. ومن المقرر أن يتولى المكتب الفرنسي "بي آر إل"، باعتباره المكتب الرئيس، إعداد التقرير الفني النهائي الخاص بنتائج الدراسات الهيدروليكية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية. 3 سعة التخزين: تريد أثيوبيا بناء السد، بخزان يسع 74 مليار متر مكعب من المياه، وارتفاع 145 مترًا فوق سطح الأرض، وهي السعة التي تعترض عليها القاهرة، معتبرة أن سعة 14 مليار متر مكعب هي سعة مناسبة للجانب الأثيوبية ولا تضر بمصالح مصر المائية، وهو ما تركته الدولتان للمكتب الاستشاري. وتعتبر مصر أن الدول الثلاث تأخروا كثيرًا في تنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها، ويشير وزير الري المصري، حسام مغازي، إلى أنه "كان من المفترض أن نكون حاليًا قد انتهينا من الدراسات". 4 سنوات ملء الخزان: يقترح الخبراء المصريون أن يتم ملء خزان سد النهضة في 6 سنوات، حتى لا تتأثر حصة مصر في مياه النيل البالغة 55 مليار متر مكعب من المياه، بينما تعبر إثيوبيا هذه المدة كبيرة جدًا. ومن المقرر أن يعكف المكتب الاستشاري على دراسة هذه المدة، مع الوضع في الاعتبار التأثيرات على دولتي المصب. 5 ارتفاع السد: تعتبر نقطة ارتفاع السد ضمن النقاط الخلافية التي طرحتها القاهرة، حيث تريد مصر خفض الارتفاع من 145 مترًا إلى 95 مترًا، وهو ما تركته الدولتين أيضًا للمكتب الاستشاري. 6 التخلي عن سدود أخرى: تطلب مصر من إثيربيا التخلي عن بناء الثلاثة سدود الفرعية الأخرى، وهى "كارادوبى"، بسعة تخزينية 49 مليار متر مكعب، و"منداى"، بسعة تخزينية 40 مليار متر مكعب، و"بيكو" بسعة تخزينية 42 مليار متر مكعب.
