أثارت تصريحات المخرجة المثيرة للجدل إيناس الدغيدي، بأن ممارسة الجنس حرية شخصية بعد بلوغ الإنسان سن الطفولة سيلا من الانتقادات في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية إلا أن الغريب هنا أن إيناس الدغيدي التي لم تكن هذه هى المرة الأولى لها التى تدلى بمثل تلك التصريحات لاقت انتقادات واسعة وغير مسبوقة من رجال دين محسوبين على نظام الانقلاب بشكل لافت للنظر , جميعهم انتقدوها وهاجموا مع ذلك أيضا ما أسموه بالإرهاب والتطرف وتحدثوا عن الأمن القومي للدولة من المخربين من كلا الطرفين في إشارة ضمنية إلى الإخوان المسلمين كثير من رواد مواقع التواصل اعتبروا أن مثل تلك التصريحات هي محاولات من السلطة الحاكمة لشغل الرأي العام في قضايا فرعية تبعدهم عن الشأن السياسي العام الذى يعاني اضطرابا واضحا منذ انقلاب يوليو 2013 ودللوا على ذلك بأن رجال دين الانقلاب أنفسهم هم من خرجوا في وسائل إعلامهم ينتقدون تلك التصريحات في محاولة للظهور بدور النزاهة والحرص على الإسلام الذي باركوا في عهده قتل آلاف المسلمين وإغلاق نحو 80 ألف مسجد وزاوية في حين بنيت آلاف الكنائس. كما أنها تأتي متسقة مع التوجه الجديد للدولة المصرية التي تتجه بقوة إلى تطبيق تجربة الزعيم العلماني التركي مصطفى كمال أتاتورك في مصر وهى الدعوة التى عبر عنها السيسي بالثورة الدينية. حيث أكد القطاع الديني في اجتماعه الطارئ الذي عقد اليوم الخميس، برئاسة مختار جمعة وزير أوقاف الانقلاب أن الدعوات الإباحية والشاذة الهدامة كهذه إنما هي خروج على حدود اللياقة والحياء ، وعلى قيمنا الدينية والأخلاقية ، وعادتنا وتقاليدنا المصرية الأصيلة ، وهي دعوات يرفضها الشعب المصري بمسلميه ومسيحيه ، لأنه تربى على العفة والطهارة ، ولا يقر الإباحية والشذوذ الجنسي ولا الفكري ولا الانفلات الأخلاقي ، ولا يمكن أن يجني أصحاب هذه الدعوات سوى الاحتقار والازدراء من عموم الشعب المصري. وراح القطاع الدينى يوظف تصريحات الدغيدى توظيفا سياسيا ويطلق السهام تجاه المعارضة الإسلامية ويحاول إيهام متابعيه بأنه يوجد في مصر حرية رأى وتعبير وأن البعض يسيء استخدامها من كلا الطرفين بقوله : كما أن هذه الدعوات تشكل خطرًا بالغًا على أمننا القومي ، لأنها تعد أكبر وأهم وقود للتطرف والإرهاب ، وتعطيه ذريعة لوصف المجتمع بما ليس فيه ولايمكن أن يقره ولا يرتضيه ، على أن الأفكار الشاذة لا تعبر إلا عن شذوذ أصحابها , وأنهم استثناء شاذ ومنفلت في مجتمع محترم يحترم الدين والأخلاق والقيم والتقاليد المرعية. وقال إنه ردًا على هذا الانفلات الأخلاقي سنخصص خطبة الجمعة بعد القادمة يوم 8 مايو للحديث عن الحياء تحت عنوان : ” الحياء خير كله ” ، مؤكدين أن وزارة الأوقاف كما تتصدى لكل ألوان التشدد والتطرف والغلو ستتصدى لكل ألوان التسيب والانفلات والخروج على حدود القيم ومكارم الأخلاق , وتؤكد أن هذا هو لبُّ رسالتها . وتؤكد أن حرية الرأي في مجتمعاتنا المحترمة لا يمكن أن تصل إلى نشر الإباحية أو الدعوة الصريحة إليها , وأن الذوق العام للشعب المصري الأصيل لا يمكن أن يقبل بهذا التحلل أو يقر الدعوة إليه. وانتفضت دار الإفتاء بسرعة البرق فنشرت بيانًا لها على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” عن تحريم الزنا، نشرت فيه العشرات من الآيات التي تبين جريمة الزنا في المجتمع قائلة : “أهل الملل أجمعوا على تحريم الزنا، فلم يحل في ملة قط، ولذا كان حده أشد الحدود؛ لأنه جناية على الأعراض والأنساب، وتعد على واحد من جملة الكليات الخمس، وهي حفظ النفس، والدين، والنسب، والعقل، والمال”، كما قال الله تعالى: «وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا»، وذلك في رد على إيناس الدغيدي حول تصريحاتها بتحليل الجنس قبل الزواج. ورفض ياسر برهامى رئيس الدعوة السلفية الموالى للانقلاب، ما صرحت به المخرجة إيناس الدغيدى، قائلا: “استحلال الزنا تكذيب للقرآن الكريم والإنجيل والتوراة فالزنا محرم فى جميع الأديان السماوية. ووظف برهامي تلك التصريحات توظيفا سياسيا حيث اعتبرها تعطى مبررا للإرهاب والعنف ووصم دولة الحرية بما ليس فيها بحسب زعمه. قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن ما قالته الدغيدى، هو قول لا يصدر عن إنسان مسلم يحترم دينه ويعلم أن ممارسة العلاقة غير المشروعة بين فتاة وشخص حتى لو بنية الزواج أمر محرم بنص قطعي في القرآن والسنة. وأضاف الجندى أن الزاني والزانية يطلق على كل رجل اتصل بامرأة لا تربطه بها علاقة زواج، ولا يجوز التلفظ بهذا اللفظ، موضحا أن ما قالته الدغيدي هو طامة كبرى، لا يدع فواصل بين كل ما هو حلال وحرام، موضحا أن ممارسة الجنس قبل الزواج هو منتهى الصدمة للضمير المسلم. حيث أكد الشيخ زين العابدين كامل، الداعية السلفي، أن حديث الدغيدي يتعارض مع ما جاء به القرآن، لأن الله تعالى حرم الزنا ومقدماته أيضا، مستشهدا بالآية الكريمة “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً”. وأضاف هذا الكلام باطل ولابد لقائله أن يتوب وهو من أسباب نشر الفاحشة في المجتمع، وهو تحليل لما حرم الله، ولابد أن ندعو جميعا إلى نشر الفضائل والأخلاق والقيم فى المجتمع لا أن ندعو إلى نشر الفواحش. و قال الدكتور أحمد كريمة، الأستاذ بجامعة الأزهر: «هذا الادعاء والافتراء ضد الشرائع والدين،وهو لا يتفق مع الإسلام أو الفطرة أو العرف». وهاجم ائتلاف مزعوم يدعى “الصحابة وآل البيت ” لشخص يدعى “ناصر رضوان” ،في بيان له الدعوة ومهاجما في ذات الوقت الإخوان المسلمين: “إيناس الدغيدي وأمثالها يعملون ضمن مخطط لعلمنة مصر بعد أن عانينا من أخونتها بطريقة الطعن فى الثوابت، بالإضافة إلى أن كل من يخبو نجمه يطعن فى الثوابت لكى يشتهر كالذي بال في بئر زمزم”. وكانت الدغيدي،قد قالت في لقاء تليفزيوني ببرنامج “شباب توك” عبر فضائية “DW” الألمانية، أرى أن الجنس عمومًا حرية شخصية داخل أو خارج الزواج، فالجنس بشكل عام بعد سن الطفولة أي عندما يدخل في مرحلة الشباب هو اختيار شخصي ليس له أي اعتبارات من الآخرين. وأضافت: “أعطي الحق لأي شخص يمارس الجنس حسب فكره وعقليته وعاداته وتقاليده، فأنا لم أستطع أن أعمم الفكرة على الجميع، لأن البعض يستحرم العملية الجنسية قبل الزواج، “ومش مقتنعين أنها حلال مينفعش أروح أقوله روح مارس ومايهمكش لإن أنا مش هحاسبه ولا أقوله ده حلال ولا حرام”.