تهرَّبت حكومة الكيان الصهيوني من الدعوات الدولية المتنامية والمطالبة بتجميد الاستيطان، وقالت بعد يوم من دعوة مجموعة الثماني واللجنة الرباعية الدولية وقف العمل ببناء المستوطنات: إن ذلك ينبغي التعامل معه في إطار محادثات السلام المستقبلية مع الفلسطينيين. وقال "يغال بالمور" الناطق باسم الخارجية الصهيونية: "إن قضية المستوطنات ينبغي أن تُترك لحين موعد المفاوضات المستقبلية، وأوضح أن الطريقة الفضلى لحل هذه المسألة هو الاستئناف الفوري للمحادثات الثنائية بين إسرائيل والفلسطينيين".
من جهته قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن جمود التفاوض مع الكيان سيستمر ما لم يتوقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
وكان وزراء دول مجموعة الثماني وأعضاء اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في الشرق الأوسط دعوا الكيان إلى تجميد المستوطنات، كما دعوا طرفي الصراع في الشرق الأوسط للالتزام بخطة خارطة الطريق وإنهاء العنف.
ودعا مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط "توني بلير" للدفع من أجل التوصل لحلٍّ للنزاع في الشرق الأوسط، يقوم على أساس الدولتين، وشدَّد في ختام اجتماع اللجنة- الذي عقد على هامش اجتماعات مجموعة الثماني بمدينة "تريستي" الإيطالية- على ضرورة أن يستند حلُّ الصراع في الشرق الأوسط إلى صيغة دولتين لشعبين.
كما طالب بلير بإستراتيجية وسياسة تقضيان بمساعدة سكان قطاع غزة، وإعادة بناء البنية التحتية في القطاع، مؤكدًا أن هذا يتطلب اتخاذ إجراءات من جانب المجتمع الدولي والكيان والسلطة الفلسطينية.
ومن جهته عبَّر "جورج ميتشل" مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط عن أمل بلاده بأن يبدأ الصهاينة والفلسطينيون قريبًا مفاوضات سلام "ذات مغزى ومثمرة"، وقال بعد اجتماع مفاوضي اللجنة الرباعية: إن الإدارة الأمريكية ترى أنها تحقق تقدمًا في جهود إحلال السلام في المنطقة.
وأضاف ميتشل: "نأمل كثيرًا جدًّا في إنجاز هذه المرحلة من المحادثات، وأن يمكننا التحرك إلى مفاوضات ذات مغزى ومثمرة في المستقبل القريب".
وعقد اجتماع اللجنة التي تضم الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، ووزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي "خافيير سولانا"، وموفد اللجنة "بلير"، والأمين العام لجامعة الدول العربية "عمرو موسى".
ويُعد هذا أول اجتماع رسمي للجنة، منذ تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما منصبه في يناير الماضي.