طالب الإمام المصري أسامة مصطفى حسن الشهير ب "أبو عمر المصري"، الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، بمحاكمة ومعاقبة المتورطين في عملية خطفه من مدينة ميلانو في فبراير 2003، حيث تعرض للخطف على يد عناصر من المخابرات الأمريكية، ومنحه التعويض المناسب عما لاقاه من سجن وتعذيب وقطع سبل العيش. وشكا "أبو عمر"، الذي كان يعمل إماما في مسجد المعهد الثقافي الإسلامي بميلانو قبل خطفه بعد أن حامت الشكوك حوله من جانب "سي آي إيه" أنه على اتصال بتنظيم "القاعدة"، أن منذ ذلك الوقت، وحتى الآن لا يجد عملا يدر عليه مالا يساعده على الإنفاق على أسرته المكونة من 8 أفراد، كما أنه أصبح غير قادر صحيا على العمل الكافي نتيجة التعذيب الذي تعرض له. وكان "أبو عمر" أعلن في وقت سابق أن المخابرات الأمريكية عرضت عليه مبلغ 20 مليون يورو تعويضًا عن الأضرار النفسية والجسدية جراء اختطافه ونقله في طائرة عسكرية لألمانيا ثم مصر، لكن تلك المفاوضات لم تكلل بالنجاح، في وقت ينظر فيه القضاء الإيطالي في دعواه ضد المتورطين في اختطافه وتعذيبه. وقال الإمام المصري الذي يعيش في مصر منذ الإفراج عنه قبل أكثر من سنتين، إنه توجه بالرسالة إلى الرئيس أوباما، بعدما لمس في خطاب تنصيبه رغبة في طي صفحة سلفه جورج بوش مع العالم الإسلامي، بعدم أكد أن الطرفين "الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي" في حاجة إلى طريق جديد، بالإضافة إلى قراراه بإغلاق معتقل "جوانتانامو" خلال سنة وتعليق المحاكمات العسكرية للسجناء الموجدين في هذا المعتقل سيئ السمعة. وتضمن خطاب "أبو عمر" شكواه من تعرضه للاغتصاب الجنسي وتعذيبه بتوصيل الكهرباء لأعضائه التناسلية وتعذيبه عن طريق صلبه وتعليقه من أرجله كالذبيحة، متهما أجهزة الأمن في مصر بانتهاك عرضه واغتصابه جنسيا، وإجباره على ارتداء فساتين وملابس داخلية نسائية وتسميته ومناداته بأسماء نسائية. وأشار إلى أنه أعيد اعتقاله وتعذيبه مرة أخرى بعد الإفراج عنه، وتم إيداعه السجن لمدة ثلاث سنوات، بسبب تحدثه لوسائل الإعلام وكشفه عن "الجرائم والانتهاكات" داخل المعتقلات والسجون المصرية. وكان الكشف عن عملية اختطاف "أبو عمر" قد أدى إلى الإطاحة بالجنرال نيكولا بولاري رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإيطالية هو وعدد من قيادات جهاز الاستخبارات المتورطين في القضية التي أثارت اهتمام وسائل الإعلام الدولية. واختتم "أبو عمر" رسالته بمطالبة الرئيس الأمريكي بالتراجع عن لهجة التصعيد التي مارسها سلفه إزاء العالم الإسلامي، مطالبا إياه بوقف آلة الحرب الهمجية الأمريكية التي اكتوت بلهيبها دولا عديدة وجماعات كثيرة وأفرادا عزل كان هو أحدهم بعد أحداث 11 سبتمبر التي اتخذها الرئيس بوش ذريعة لشن الحرب ضد الإسلام والمسلمين.