في اول ايام الغزو, وقبل ان تبسط قوات الغزو الأميركية سيطرتها على عاصمة الرشيد, بدأت الهمجية الأميركية, ولا بد ان ذاكرة الزيدي تختزن الكثير من الصور المأساوية للعراقيين, الذين وقعوا تحت سوط سطوة المحتل الأميركي, فتلك العائلة البصرية, التي حاولت الهروب داخل سيارتها الصغيرة, واذا بالدبابة الأميركية توجه نيران مدفعها صوب العائلة, فتقتل الزوجة والابنة, ويصاب بالعوق الشديد بقية افراد العائلة, ويروي الأب لاحقاً ما حصل لهم, ويقول ان القوات الأميركية تركت الجرحى ينزفون لفترة طويلة, والموتى يسبحون بدمائهم, واختلطت دماؤهم بالتراب, ولم يسمحوا لأحد بإنقاذ الجرحى واخلاء الموتى , ولا يوحد اي سبب لارتكاب هذه الجريمة البشعة, سوى ان هؤلاء عراقيون , وان حملة السلاح الفتاك من جنود قوات الغزو الأميركية. مثل هذه القصة هناك آلاف القصص, فهذه الفتاة ذات الصغيرة (فيان) , التي خرجت مع والدها واعمامها لجلب بعض المواد الغذائية في يوم الثامن ابريل 2003 , واذا بهم يشاهدون دبابة اميركية على جسر محمد القاسم بجانب الرصافة من بغداد, وكانت على بعد مئات الأمتار, فتحاشا الوالد شر الدبابة القادمة, واستدار بسيارته ليهرب بعيداً عن هذا الشر الأميركي, وما هي الا لحظات حتى صرخت (فيان) وإذا بنافورة الدم تتفجر من جسدها, وبعد لحظات لفظت انفاسها الأخيرة, وكانت من اوائل قوافل ضحايا الإجرام الأميركي, وفي ساحة الحرية ببغداد, كان عراقي يسير على الرصيف, ما ان اقتربت منه الهمر الأميركية, حتى رموه بوابل من الرصاص, وسقط وهو يصرخ, ومنع الأميركيون الحركة في المكان, وجسد العراقي ينزف وهم يتفرجون, وامضى اكثر من ساعة ونصف وهو يطلب النجدة والإسعاف, وحذر الأميركيون المجرمون اي شخص من الاقتراب منه, حتى لفظ انفاسه الأخيرة وتوقفت حركة جسده نهائياً , عندها غادرت القوات الأميركية المكان. هناك الاف العوائل التي قصفت المدفعية الأميركية بيوتهم وقتلت الرجال والنساء والأطفال, واختلطت الدماء باللحم البشري, في حين يطلق الأميركيون الضحكات المجلجلة. هذه قصص يتناقلها العراقيون, وتختزن في الذاكرة العراقية على شكل سيول من الألم والغضب الذي تفجر بزوج من الأحذية على رأس جورج بوش, ويتفجر بطرق ووسائل كثيرة اخرى. كاتب عراقي [email protected]