قبل ان يجف الحبر، الذي كتب البيان الختامي لوزراء الداخلية العرب، الذي انعقد في العاصمة الاردنية، سارعت الصواريخ الاميركية للشطب بالقوة المسلحة، على فقرة من اهم ما تبناه وزراء امن الدول العربية المجاورة للعراق، التي تقضي بعدم استخدام الاراضي العراقية لشن هجمات ضد دول الجوار، حيث نفذت القوات الاميركية هجوما خطيرا، استهدف المدنيين الابرياء في منطقة البوكمال داخل الاراضي السورية. لقد انطلقت الطائرات(المروحيات) الاميركية من قواعدها داخل الاراضي العراقية المحتلة، قاصدة بيوت المواطنين السوريين في منطقة تقع قرب الحدود العراقية- السورية، وبينما كان الاطفال والنساء والشيوخ داخل منازلهم، واذا بالقوة الاميركية تنفذ هجومها الواسع، مستخدمة الصواريخ والقنابل، وقتلت من فتلت واختطفت من وجدت امامها، وعادت الى قواعدها العسكرية في العراق، بعد ان ارتكبت الاتي: اولا: اسالة دماء الابرياء من قرية البوكمال وازهاق ارواح ثمانية رجال من اهل هذه المنطقة، بعد ان دهم وحوشها بإصرار مسبق البيوت، وصوبوا أسلحتهم الى صدور المواطنين السوريين العزل، ودارت معركة طرفها الوحيد، هو قوات الاحتلال الاميركية، التي وصلت المكان في غفلة، لتنفذ هجوما إجراميا ضد بلد عربي ومواطنيه الأبرياء. ثانيا: ان ماحصل في قرية البوكمال، يتجاوز الهجوم الخاطف، وما قيل عن عملية اختطاف لعدد من المواطنين، الى ماهو ابعد من ذلك، فما حصل هو غزو عسكري استهدف دولة عربية ذات سيادة كاملة، وان القوات الاميركية اعتدت على سوريا اعتداءا سافرا، ودنست اراضيها، وارادت قوات الغزو الاميركي ان تحقق بعضا من حلمها الذي رسمته الخرائط الاستخبارية ووضعت تفاصيله البنتاغون، لزحف قواتهم الاميركية من الاراضي العراقية بعد اكمال مهمتها في احتلال العراق، اذ كانت الصفحة السورية، هي اللاحقة بعد بسط السيطرة على العراق، الا ان رجال المقاومة في العراق، كانوا اسرع وادق واقوى من الخطط الاميركية، ولقموا بوش الف حجر وحجر وهو يعلن الانتصار الكبير في الاول من مايو عام2003، اي بعد ثلاثة اسابيع من احتلال بغداد، ومنذ تلك الايام، اندلعت شرارة المقاومة العراقية، التي وضعت قوات الاحتلال الاميركية في جحور تدافع عن نفسها، والغت حزمة المخططات والاحلام التي تستهدف الكثير من الدول وفي مقدمتها سوريا. ثالثا: لقد كشف العدوان على سوريا مايدور في اعماق المسؤولين وبعض المحسوبين على السياسة من الغاطسين في العملية السياسية الحالية، فسارعوا الى اطلاق اتهاماتهم نيابة عن المحتل الاميركي، وكشر هؤلاء عن انيابهم، وفضحوا الامراض المتململة في دواخلهم، التي تريد بسوريا كل السوء، وتتمنى لها الضياع، وهذا امر لابد من تاشيره وتشخيص الامراض الكثيفة التي تملأ عقول وقلوب الكثيرين من اقطاب العملية السياسية، الذين فعلوا كل ما باستطاعتهم لعزل العراق عن محيطه العربي. ان الهجوم الاميركي الذي استهدف سوريا اكبر من عملية قتل واختطاف، ويجب ان لاتنتهي بسيول من التظاهرات وهطول آلاف البيانات وبرقيات الاستنكار.