انتقد مسئولان كبيران في الأممالمتحدة بشدة الإجراءات التي يتخذها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، بدعوى استمرار إطلاق الصواريخ على سديروت، وطالبا بضرورة إيجاد حل عاجل للوضع في القطاع، فيما قال تقرير آخر صادر عن الأممالمتحدة إن الإرهاب المقاومة الفلسطينية هي النتيجة الحتمية للاحتلال الصهيوني. فقد حذّر نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جون هولمز من أن الوضع في غزة بات يشكّل ثالث أكبر مشكلة إنسانية في العالم، بعد إقليم دارفور والكونغو الديمقراطية. وجاءت تصريحات هولمز، التي أغضبت مندوب الكيان الصهيوني لدى الأممالمتحدة، في الاجتماع الشهري الذي عقده مجلس الأمن لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، وفق ما نقلت صحيفة السفير اللبنانية الأربعاء 27-2-2008. وسبق أن أكد هولمز صحة المعلومات التي وردت بشأن رفض وزيري الخارجية والدفاع الصهاينة مقابلته، خلال وجوده في المنطقة الأسبوع الماضي، زاعمين أن المشكلة التي تواجهها مستوطنة سديروت أمنية وليست سياسية. وأشار إلى أنه مهما بلغت حجم الاستفزاز الذي تمثله الصواريخ، فإنه لا يمكن تبرير عملية العزل التي يفرضه الكيان الصهيوني على القطاع، مشدداً على أنّ هذه الإجراءات تصل إلى حد العقوبات الجماعية وتخالف القانون الدولي. من جهته، اعتبر المنسق الخاص للأمم المتحدة لمسيرة السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري، في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن، أن الوضع في غزة غير مقبول ولا يمكن أن يستمر، مطالباً كلاً من مصر والكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية بإعداد استراتيجية جديدة، وعاجلة، من شأنها أن تؤدي إلى رفع حصار الكيان الصهيوني عن غزة، ووقف إطلاق الصواريخ. ودعت الأممالمتحدة باقي أعضاء اللجنة الرباعية الدولية وكافة الشركاء الإقليميين إلى إعداد استراتيجية مختلفة وأكثر إيجابية لغزة، كما قال سيري أمام المجلس. انتقاد صهيوني وتعرض هولمز الذي وصف الأوضاع في غزة بأنها مزرية وحزينة لانتقاد من جانب المسئولين الصهاينة خلال رحلته لأنه أشار إلى دائرة العنف، وهي عبارة زعم مسئول إنها تساوي ما وصفه بدفاع الكيان الصهيوني عن نفسه بالإرهاب. ولكن هولمز قال لمجلس الأمن إن مخاوف الكيان الصهيوني الأمنية لا يمكنها تبرير كل شيء فعلته. وأضاف إسرائيل لديها مخاوف أمنية مشروعة وحق وواجب في الدفاع عن مواطنيها. ولكن حتى في مثل هذه الظروف فإن الأمن لا يمكنه تجاوز كل المخاوف الأخرى أو يبرر هذا الضرر الكبير الواقع على معيشة الناس العاديين أو النيل من كرامتهم الإنسانية أو حقوق الإنسان. واتهم سفير الكيان الصهيوني في الأممالمتحدة دان جيلرمان مجلس الأمن بالتعامل مع عواقب الأزمة في غزة ومعاناة أهلها وليس سببها، الذي شدد على أنه الصواريخ الفلسطينية. وزعم للصحفيين إن الوضع في غزة يمكنه أن يتغير في جزء من الثانية، في اللحظة التي يتم فيها وقف الهجمات الصاروخية. لا سلام وعن انعكاسات مباحثات السلام بين الفلسطينيين الكيان الصهيوني على الوضع في غزة، اعتبر المسئولان أن هذه المحادثات لم يكن لها أي مردود يذكر على حياة الفلسطينيين في ظل الحصار، ولا على الصهاينة الذين يتعرضون للصواريخ الفلسطينية. فقد لاحظ هولمز وجود انفصال تام فيما يبدو بين الواقعين والآمال والأهداف الخاصة باستئناف محادثات السلام. وأضاف ما لم يتم رأب هذا الصدع بسرعة وتبدأ المؤشرات الإنسانية بالارتفاع وتخلق شعورا بالأمل في المستقبل فإن فرص نجاح محادثات السلام ربما تكون قد تقوضت على نحو قاتل. أما سري فقال لمجلس الأمن إن الصهاينة والفلسطينيين العاديين لا يوجد لديهم أمل يذكر بأن العملية السياسية ستسفر عن نتائج وهو أمر مفهوم وهناك شعور متزايد بالتململ بشأن المنطقة. وأضاف سري في تقريره الأول منذ تعيينه في نوفمبر لا يمكن الإبقاء على عملية أنابوليس إلا بإجراء تغييرات حقيقية على الأرض. نتيجة الاحتلال من ناحية أخرى أكد تقرير صادر عن الأممالمتحدة إن الإرهاب المقاومة هو النتيجة الحتمية للاحتلال الصهيوني، وهو الادعاء الذي رفضه الكيان الصهيوني الثلاثاء ووصفته بأنه يلهب المشاعر، وفي الأثناء، قال الجيش الثلاثاء إن نتائج التحقيق الذي أجراه الجيش حول قصف منزلين لفلسطينيين في نوفمبر عام 2006، والذي أودى بحياة 21 فلسطينياً كانوا نائمين في منزليهما، تبرئ الجيش من مسؤولية مقتلهم. وجاء في التقرير الذي نشر على موقع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنه فيما تبعث الأعمال الإرهابية الفلسطينية الأسى، فإنها يجب أن تُفهم على أنها مؤلمة رغم أنها نتيجة حتمية للاستعمار أو التفرقة العنصرية أو الاحتلال. واتهم التقرير الدولة العبرية بالقيام بممارسات وسياسات تنسجم بتلك الأسباب الثلاثة، وفقاً للأسوشيتد برس. وقال معد التقرير، جون دوغارد - وهو محقق مستقل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والمحامي الجنوب أفريقي الذي كان من المناضلين ضد التفرقة العنصرية الأبرتهايد في بلاده: طالما أن هناك احتلال، فسوف يكون هناك إرهاب. وأضاف دوغارد أن البديهة توجب علينا أن نفرق بين ممارسات الإرهاب غير العقلاني، مثل تلك الأعمال التي ارتكبتها القاعدة، وتلك الممارسات التي ترتكب في سياق حرب التحرير الوطنية ضد الاستعمار أو التفرقة العنصرية أو الاحتلال العسكري. إنهاء الاحتلال ودعا التقرير لإنهاء الاحتلال الصهيوني، مشيراً إلى عدد من الأمور مثل حواجز التفتيش العسكرية والإغلاق الذي يحد من حرية حركة الفلسطينيين، وتدمير المنازل وتهويد القدس. وقال التقرير: إلى أن ينتهي الاحتلال، فإن السلام غير متوقع، والعنف سيتواصل. من جهته، رفض المندوب الصهيوني، يتسحاق ليفانون، لدى مقر الأممالمتحدة في جنيف التحليل الذي ذهب إليه دوغارد وشكك في موضوعيته. وقال ليفانون: يمكن لدوغارد أن يخدم السلام بصورة أفضل بالتوقف عن شحذ مشاعر الكراهية بين الصهاينة والفلسطينيين، الذين شرعوا في محادثات جادة نحو حل أسباب النزاع هذه. وأضاف: إن الرابط المشترك بين القاعدة والإرهابيين الفلسطينيين هو أن الجانبين يستهدفان المدنيين بصورة متعمدة، بهدف القتل، ليس إلا. مجرد حادث! وفي الكيان الصهيوني، قال الجيش الصهيوني الثلاثاء إن نتائج التحقيق الذي أجراه الجيش حول قصف منزلين لفلسطينيين في نوفمبر عام 2006، والذي أودى بحياة 21 فلسطينياً كانوا نائمين في منزليهما، تبرئ الجيش من مسؤولية مقتلهم. وجاء في نتائج التحقيق، إن عمليات قصف غزة لم تكن مقصودة وأنها نتيجة خطأ نادر وكبير في أنظمة إطلاق النيران. القصف الذي أصاب منزلين في بيت حانون والذي راح ضحيته 21 فلسطينيا وبذلك فإنه لن يجري تحقيق بواسطة الشرطة العسكرية الصهيونية ولن يتم تحميل المسؤولية لأي عنصر من عناصر الجيش، وفقاً لما جاء في بيان القوات الصهيونية. وكانت قذائف صهيونية قد أصابت في منتصف ليل الثامن من نوفمبر من العام 2006 منزلين في بلدة بيت حانون بقطاع غزة، على بعد نحو 8 كيلومترات عن الحدود مع الكيان، ما أدى إلى سقوط 21 قتيلاً فلسطينياً معظمهم من الأطفال والنساء. وقال الجيش الصهيوني إن القصف كان يستهدف مطلقي الصواريخ في شمال غزة، والذين يستهدفون مواقع في جنوب الكيان، وعبر الجيش عن أسفه لسقوط ضحايا من المدنيين. ووفقاً للبيان الصادر عن الجيش الصهيوني الثلاثاء، فإن القذائف الصهيونية سقطت على بعد نحو 450 ياردة عن هدفها، غير أن البيان لم يصف تفاصيل المشكلة الفنية التي أصابت نظم إطلاق النيران.، لكنه أشار إلى إنها جاءت نتيجة خطأ نادر الحدوث. وكان رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت قد أرجع السبب وراء مجزرة بيت حانون في شمال قطاع غزّة، في ذلك الوقت إلى خطأ فني. ورغم إعراب أولمرت عن أسفه لوقوع هذا العدد من الضحايا، إلا أنه قال أن مثل هذه الأحداث للأسف تقع أحياناً. وأوضح رئيس الوزراء الصهيوني أن ما حدث لم يكن الهدف أو الغاية أو المخطط له.