توصلت حركتا التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) إلى اتفاق بعقد سلسلة من اللقاءات الدورية لمتابعة بحث الملفات العالقة بين الجانبين في إطار جهودهما لتهدئة الوضع في الداخل الفلسطيني وتوحيد المواقف الفسطينية. وناقش الاجتماع الذي عقد في مقر الرئاسة الفلسطينية بحضور الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية – بحسب مصادر فلسطينية - ملف الشراكة السياسية وموضوع المصالحة الوطنية إلى جانب ملف التهدئة فيما أكد المجتمعون التزامهم باتفاق مكةالمكرمة. من جانبه جدد عباس ترحيبه بالخطة الأمنية الجديدة التي قدمتها الولاياتالمتحدة الذي اعتبرها تعزيزا لاستئناف ما يسمى بمباحثات السلام مع الكيان الصهيوني. وقال عباس- بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية - إن الوثيقة الأمريكية التي تسلمتها القيادة الفلسطينية بها خطوات "هامة" – على حد قوله - لاستتباب الأمن في الأراضي الفلسطينية.واصفا الخطة بأنها خطوة أولى نحو رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني. وكانت عدة فصائل فلسطينية -بينها حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى وحتى حركة حماس- قد دعت إلى رفض الخطة الأمريكية التي عبرت دولة الاحتلال عن تحفظاتها بشأن بعض بنودها. ميدانيا أفادت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال قصفت مساء أمس عددا من المناطق غير المأهولة شمال قطاع غزة دون أن يسفر القصف عن وقوع إصابات. وكان مدني فلسطيني قد أصيب في وقت سابق نتيجة استهداف طائرة صهيونية سيارة كانت تقل مقاتلين من سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في بيت حانون شمالي قطاع غزة فيما نجا ركاب السيارة ولم يصب أي منهم بأذى. وأدان ناطق باسم رئاسة الحكومة الفلسطينية جريمة محاولة الاغتيال مطالبا المجتمع الدولي بوقف العدوان والتصعيد العسكري الصهيوني . وفي التعليق الصهيوني قال دافيد بيكر- المسئول في مكتب رئيس الحكومة-: إن الضربة كانت جزءًا من الجهود الصهيونية المستمرة للقضاء على الهجمات الصاروخية في مهدها ومنع ارتكابها وهو بالضبط ما ينبغي على السلطة الفلسطينية أنْ تفعله. وهو نفس ما أكده إيهود أولمرت الذي توعد بردّ قاس على استمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية وآخرها صاروخ أطلقته حركة الجهاد صباح الاثنين على مدينة سديروت دون أن يسفر عن إصابات. وعلى الرغم من قوة تلك المواقف الصادرة عن المسئولين الصهاينة والتهديدات التي يطلقها قادة جيش الاحتلال باجتياح غزة أو على الأقل القيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق في القطاع فإنَّ الأمر الوحيد الذي تُشير إليه هذه التصريحات هو أن الكيان الصهيوني غير قادر- على المدى المنظور على الأقل- على القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة. وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام- الجناح العسكري لحماس- قد توعد الاحتلالَ بمفاجآتٍ في حال إقدامه على اقتحام قطاع غزة لوقف إطلاق المقاومة الفلسطينية للصواريخ على الكيان من القطاع. وقال أبو عبيدة- المتحدث باسم "القسام" - إن الكتائب صارت مستعدة أكثر من أي وقت مضى للتصدِّي للاحتلال الصهيوني، وأضاف "سنفاجئ العدو الصهيوني ونواجهه حتى آخر قطرة دماء، ولن يدخل الجيش الصهيوني إلى القطاع إلا على أجسادنا"، واصفًا أية محاولة من جانب الاحتلال لاقتحام القطاع بأنها "مغامرة سوف تنتهي بالفشل". وأوضح أن التصريحات التي أطلقها عمير بيريتس- وزير الحرب الصهيوني- بأن الجيش الصهيوني على استعداد لتنفيذ عملية واسعة في قطاع غزة هي محاولةٌ من جانب بيريتس لرفع شعبيته التي تضرَّرت كثيرًا بعد صدور "تقرير فينوجراد" حول الحرب التي شنَّها الصهاينة على لبنان الصيف الماضي، وهو التقرير الذي وجَّه انتقاداتٍ حادَّةً إلى بيريتس زادت من المطالب الداخلية باستقالته ودفعته إلى التفكير فعليًّا في الاستقالة. وأكد أبو عبيدة أن الكيان لن يغامر بالقيام باجتياح غزة لأنه يخشى الفشل من جديد، لكنه أشار إلى أن القسام تتخذ إجراءاتها لصدِّ أي اجتياح، مضيفًا أنها تتعاون مع مختلف فصائل المقاومة في ذلك؛ حيث "تعمل على إنشاء غرفة عمليات مشتركة ليكون العمل في الميدان منسّقًا في حال حدوث أي اجتياح لقطاع غزة". وانتقد أبو عبيدة النداءات الداعية إلى وقف إطلاق الصواريخ على الكيان، معتبرًا أن النداءات "تأتي لإنقاذ العدو الصهيوني بعد أن أثبتت الصواريخ تأثيرَها في توازن الرعب"، وأكد ضرورة استخدام الصواريخ للرد على جرائم العدو الصهيوني المتكررة في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة. وعبر أبو عبيدة عن رفض كتائب القسام للخطة الأمنية الأمريكيةالجديدة الرامية إلى وقف المقاومة لإطلاق الصواريخ مقابل تقديم الصهاينة بتخفيف بعض القيود على تنقل الفلسطينيين بين الضفة الغربية وقطاع غزة وبين المناطق المختلفة في الضفة، ووصف الخطة بأنها عملية مراوغة "لإنقاذ العدو الصهيوني وحكومة أولمرت بعد الفشل الذريع في الجنوب اللبناني، وهي إقرار للنهج الأمريكي الذي لا يقرُّ لشعبنا الحياة الكريمة".