«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انسحاب القوات الصهيونية من غزة بعد مواجهات ضارية من المقاومة واستمرار الغارات
نشر في الشعب يوم 03 - 03 - 2008

انسحبت قوات الاحتلال الصهيوني من جباليا (شمال قطاع غزة)، فجر اليوم الاثنين (3/3)، بعد أن جوبهت بمقاومة ضارية من المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وبعد أيام من القتال خلف أكثر من 120 شهيد فلسطيني وأثار موجة احتجاجات دولية.
وبعد سلسلة الغارات الجوية التي توالت فجر اليوم بشكل متلاحق وبلغت ما يزيد عن 11 غارة جوية صهيونية خلفت أربعة شهداء على الأقل بينهم مجاهدان من "كتائب القسام" وآخران من "كتائب المجاهدين" في فلسطين. وبعد المواجهات الضارية التي جوبهت بها اندحرت قوات الاحتلال ليخرج الأهالي إلى الشوارع مرددين هتافات النصر.
وأكد مواطنون العثور على بزات عسكرية صهيونية وآثار دماء الجنود الصهيونية وبعض الأشلاء خلفها جنود الاحتلال قبل أن يفرّوا هاربين مما واجهوه من مقاومة أقر ضباط في جيش الاحتلال وأركانه العسكرية أنها كانت مقاومة ومنظمة وأنهم جوبهوا بحرب عصابات حقيقية تنم عن قيادة عسكرية منظمة وليس مجرد مجموعة مسلحة.
إقرار صهيوني بالهزيمة
وأقرت قوات الاحتلال بهزيمتها بصورة غير مباشرة بعد اندحارها، فبعد أن بقي قادة العدو يرددون أن الهدف من هذه الهجمة العدوانية هو وقف إطلاق الصواريخ على مغتصبات العدو بل وصل الأمر ببعض هؤلاء القادة إلى القول أن الهدف هو إسقاط حكم "حماس"، تراجعت قوات الاحتلال عن هذه الأهداف الكبيرة.
وقالت مصادر أمنية صهيونية للإذاعة العبرية باللغة العربية إن الهدف من هذه العملية لم يكن وقف الاعتداءات الصاروخية كلياً وإنما التوضيح لحماس أن جيش الاحتلال سيواصل استهداف عناصر الحركة بدون تردد إذا استمرت في إطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية المحاذية لغزة.
وفيما بدا تأكيد على الانتصار؛ دكت "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، صباح اليوم الاثنين بعدة صواريخ قسام مغتصبة "سديروت" و"ناحل عوز" لتؤكد انتصار الكف في مواجهة المخرز.
أربعة شهداء
وكان فجر اليوم الاثنين قد استشهد المجاهدان القساميان إبراهيم المصري ودرويش مقداد في غارتين صهيونيتين جويتين غرب غزة وموقع لشرطة مخيم النصيرات أصيب فيهما عدد من المجاهدين.
كما استشهد المجاهدان رمزي خويطر وعبد الفتاح عبد العال من كتائب المجاهدين في فلسطين في غارة كانت استهدفتهم شرق غزة في منطقة جبل الريس
وشنت طائرات الاحتلال عدة غارات أخرى قبل وبعد صلاة الفجر وأطلقت عدد من الصواريخ في الأحياء الشرقية لمدينة غزة وجباليا مما أدى إلى وقوع إصابات ويدور الحديث عن وجود شهداء دون أن يرد تأكيد لذلك.
وفي خان يونس؛ قصفت طائرات الاحتلال بصاروخ واحد على الأقل مكتب كتلة "التغيير والإصلاح"، ممثلة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في المجلس التشريعي بخان يونس الواقع في عمارة الفرا ودمرته بالكامل دون وقوع إصابات.
أما في رفح؛ فقد قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني ورشة حدادة في دوار زعرب ودمرتها دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
يشار بهذا الصدد إلى أن العدوان الصهيوني بدأ يتصاعد منذ فجر الأربعاء الماضي (27/2)، حيث كانت ذروة هذا التصعيد يوم السبت (1/3)، حيث ارتكب مذبحة راح ضحيتها سبعة وستين شهيداً وأكثر من مائتي جريح، حيث صنّفت بأنها أكبر مجزرة ترتكب في يوم واحد منذ سنة 1967، وبذلك يرتفع عدد الشهداء حتى فجر اليوم إلى أكثر من مائة وعشرين شهيداً، ثلثهم على الأقل من الأطفال.
فشل الاحتلال
من جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن اندحار الجيش الصهيوني، صباح اليوم من شمال شرق جباليا هو "إعلان بداية فشل الحرب البرية الصهيونية على القطاع".
وشدد الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة "حماس"، في مؤتمر صحفي عقده بغزة اليوم الاثنين (3/3)، على أن الاندحار الصهيوني من مناطق التوغل شرق جباليا هو "إعلان بداية فشل وذلك أمام بسالة المقاومين من أبناء كتائب الشهيد عز الدين القسام والأذرع العسكرية الأخرى".
وقال "نؤكد أن ما جرى من انسحاب هو تعبير عن فشل جنود الاحتلال في مواجهة كتائب القسام وبداية لفشل الحرب البرية"، مشيراً إلى أن "الاحتلال يحاول تعويض هذا الفشل من خلال ارتكاب مجازر دموية بحق المدنيين من النساء والأطفال عبر غارات جوية".
وأكد القيادي في "حماس" على أن "هذه المجازر لن تزيدنا إلا إصراراً على المواجهة وحماية شعبنا الفلسطيني وعلى رئيس حكومة العدو إيهود أولمرت التقاط الدرس جيداً من هزيمة جنوده أمام كتائب القسام شرق جباليا".
وأضاف أبو زهري: "نؤكد رغم الثمن الذي يدفعه شعبنا الكبير، أن هذه الحرب ستفشل في تحقيق أهدافها ولن تفلح في كسر إرادة شعبنا الذي سيكتب له النصر في النهاية".
وشدد على أن التسريبات الصهيونية عن مصادقة أولمرت على حملة تصفيات واغتيالات في صفوف قيادة "حماس" هو "أمر لا يخيفنا أو يخيف شعبنا الفلسطيني، بل يزيدنا إصراراً على التحدي والمواجهة"، محذّراً الاحتلال مجددا من الإقدام على أي حماقة من هذا النوع. وقال: "على الاحتلال أن يتوقع الردود".
استنكار
واستنكر استمرار صمت النظام الرسمي العربي على المجزرة ضد الأبرياء، ودعا الجماهير العربية للنزول إلى الشارع للتعبير عن دعمها والتفافها حول الشعب الفلسطيني في مواجهة المجزرة المدعومة أمريكياً وبعض الأطراف الغربية "وفي ظل، بكل أسف، هوى من بعض الأطراف الإقليمية ودعم من فريق رام الله".
كما استنكر الناطق باسم "حماس" صمت المجتمع الدولي "الذي يعتبر مشاركاً في الجريمة على شعبنا سواء بالصمت عليها أو محاولة تبريرها، كما ورد على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أنكر حق شعبنا في المقاومة وحمله المسؤولية عما يجري".
وقال "إن الصور التي تبثها وسائل الإعلام عن الدمار الذي خلفه التوغل تعكس نازية هذا الاحتلال وتدفع شعبنا للدفاع عن نفسه بكل الأشكال الممكنة في مواجهة العدوان".
وشدد على أن "العدوان الصهيوني لم يقف، والمجزرة مستمرة وفي كل لحظة هناك غارات جوية"، مؤكداً على أن "أي اجتياح لغزة لن يجابه بالورود، وأي اجتياح لغزة يعني أن سكان القطاع سيتحولون لاستشهاديين لمواجهة هذا العدوان".
غضب شعبي ورسمي
وكان قد تصاعد الغضب والاستنكار على الصعيدين الشعبي والرسمي في العالم العربي والإسلامي على اعتداءات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة التي أسفرت عن استشهاد ما يزيد عن120 فلسطينيا معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال.
فقد عمت أجواء الغضب والحداد العام والإضراب الشامل في الضفة الغربية، ونظمت اعتصامات ومسيرات احتجاجية في العديد من المدن والمخيمات احتجاجا على "محرقة" غزة التي يعمل بها رئيس الحكومة االصهيونية إيهود أولمرت ووزير دفاعه إيهود باراك.
وفي الضفة الغربية أندلعت مواجهات عنيفة بمدينة الخليل في عدد من المحاور ونقاط الاحتكاك والتماس مع قوات الاحتلال بين الشبان الفلسطينيين وجنود صهاينة، أسفرت عن استشهاد الفتى محمد مسالمة (14 عاما) وجرح ثلاثة أحدهم بحالة خطرة.
ولأول مرة منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة في يونيو الماضي، نظمت الحركة فعاليات ومسيرات احتجاجية في الضفة الغربية في عدد من الجامعات الفلسطينية، ولم تعترضها السلطة الفلسطينية.
وفي لبنان انطلقت تظاهرة حاشدة في مخيم عين الحلوة والبداوي ونهر البارد شاركت فيها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية، وألقيت فيها كلمات اعتبرت أن عدم توافق الدول العربية على موقف موحد حيال ما يجري في غزة دليل على عجز العرب وغياب دور الجامعة العربية. ونظم حزب الله مسيرة عند بوابة فاطمة الحدودية.
وفي مصر تواصلت التظاهرات المنددة بالعدوان الصهيوني حيث خرج أكثر من عشرة آلاف طالب وطالبة في جامعة الإسكندرية للتضامن مع أبناء غزة وللمطالبة بطرد السفير الصهيوني وقطع العلاقات مع "العدو الصهيوني".
وفي الإسكندرية نددت التظاهرة أيضا ب"الصمت العربي والضعف الذي يعتري الأنظمة العربية والإسلامية"، وطالبت بفتح باب الجهاد وفتح معبر رفح وتقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي و"إحياء المقاطعة الاقتصادية والشعبية للمنتجات الأميركية والصهيونية".
وفي العاصمة الموريتانية، نظم طلبة جامعة نواكشوط مظاهرة مماثلة استنكروا فيها الصمت العربي المخزي إزاء ما يجري في فلسطين، وطالبوا الحكومة الموريتانية بقطع علاقاتها فورا مع الكيان الصهيوني .
وكانت عدة عواصم عربية شهدت تظاهرات يوم أمس من بينها تظاهرة حاشدة في العاصمة الأرنية عمان ضمت أعدادا غفيرة من المواطنين وأحزابا ونقابات، والعاصمة التونسية والمغربية واللبنانية.
جمعيات ومنظمات
وفي رد فعله على التطورات في غزة، حذر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ومقره بروكسل من أن "الحملة الحربية الإسرائيلية في غزة دخلت منعطفا خطيرا بات ينذر بما هو أسوأ من كافة الفظائع" بحق السكان الفلسطينيين.
وطالب بوقف فوري "وبلا تلكؤ للحملة الإسرائيلية المتواصلة التي تصاحبها اعتداءات واجتياحات في الضفة الغربية أيضا"، ورفع الحصار المفروض على المليون ونصف المليون فلسطيني، وفتح المعابر، وتجريم الممارسات الإسرائيلية واستباحة دماء الأبرياء وبخاصة الأطفال والأمهات.
كما دعا الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا والحكومات والأسرة الدولية عامة لاتخاذ مواقف ترقى إلى جدية التطورات المتسارعة وخطورتها بما يضمن ردع الجانب الإسرائيلي عن اعتداءاته المتواصلة وإلزامه بالامتثال للمواثيق الدولية.
وفي البحرين، أدانت الجمعيات السياسية في بيان -تلقت الجزيرة نت نسخة منه- العدوان الصهيوني الجديد بحق الفلسطينيين في غزة، وحملت الأنظمة العربية الرسمية مسؤولية ما يجري بسبب "صمتها المريب"، واستنكرت الغطاء الأميركي للمجازر واستعراض القوة عبر المدمرة كول.
أما منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا لها، فأدانت في بيان "كل الهجمات على السكان المدنيين"، ولكنها قالت إن "هجمات غير قانونية من جهة لا يمكن أن تبرر انتهاكات من جهة أخرى".
إدانة دولية
وقد صدرت ردود فعل عديدة على المستوى العالمي إزاء ما يجري من هجمات صهيونية على قطاع غزة.
ومع استمرار تزايد الشهداء في الغارات التي سقط فيها مدنيون وأطفال، عمدت هذه الردود إلى المساواة بين إطلاق الصواريخ الفلسطينية وبين الهجمات الصهيونية.
وفيما فشل مجلس الأمن الدولي في توجيه إدانة للكيان الصهيوني، دعت الدول ال15 الدائمة العضوية فيه -بحسب ما جاء في ملخص عن مجريات المناقشات تلاه السفير الروسي فيتالي تشوركين- إلى "ضرورة أن توقف كل الأطراف فورا أعمال العنف كافة"، معبرة عن "القلق البالغ بشأن فقدان أرواح مدنيين في جنوب الكيان الصهيوني وغزة".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أدان الهجمات الصاروخية الفلسطينية ودعا إلى "الوقف الفوري لكافة الأعمال الإرهابية التي لا تخدم أي هدف وتعرض حياة المدنيين للخطر وتجلب البؤس للشعب الفلسطيني".
وأكد بان أن للكيان الصهيوني الحق فيما أسماه الدفاع عن نفسه، ولكنه انتقد بشدة "استخدام القوة المفرط وغير المتكافئ الذي أدى إلى مقتل وجرح عدد كبير من المدنيين بينهم أطفال".
ورداً على ذلك فقد حمل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مجلس الأمن الدولي مسئولية ما يحدث في قطاع غزة, وقال موسى إن تراجع المجلس عن أداء دوره أدى إلى إمعان الكيان الصهيوني في تصرفاته الخرقاء على حد وصفه.
وفي ردود الفعل الأخرى، طالب البيت الأبيض بإنهاء العنف بين الصهاينة والفلسطينيين في قطاع غزة ومعاودة المفاوضات بين الجانبين.
وقال المتحدث غوردون جوندرو إن "الولايات المتحدة تأسف للخسائر البشرية الإسرائيلية والفلسطينية وتوجه نداء لوقف العنف وكل الأعمال الإرهابية التي تطاول مدنيين أبرياء".
وأوروبيا، أدانت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الأوروبي استخدام القوة بشكل "غير متكافئ" من جانب الجيش الصهيوني ضد المدنيين في قطاع غزة، معتبرة أن مثل هذه الممارسات "مخالفة للقانون الدولي".
كما كررت الرئاسة "إدانتها لاستمرار إطلاق الصواريخ على الأراضي الصهيونية".
ومن جانبه، جدد البابا بنديكت السادس عشر دعوته طرفي النزاع إلى وقف القتال "من دون أي شروط".
وقال في عظة الأحد "لا أمل في صنع مستقبل من السلام والتعايش لكلا الشعبين اللذين يضربان بجذورهما في الأرض المقدسة إلا من خلال إبداء الاحترام المطلق لحياة الإنسان حتى لو كانت حياة العدو".
كما أدانت كل من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا واليونان استمرار العنف الصهيوني ضد الفلسطينيين.
وفي فرنسا أقيم تجمع حاشد في العاصمة باريس ندد فيه المتظاهرون بما اعتبروه تواطؤا رسميا عربيا وغربيا، كما نددوا بالموقف الفرنسي الداعم للكيان الصهيوني سياسيا وإعلاميا.
أما موقف تركيا إزاء الكيان الصهيوني فقد كان أكثر وضوحا، حيث اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجيش الصهيوني ب"استخدام غير متكافئ للقوة" وب"ممارسات غير إنسانية" في عملياته في قطاع غزة.
ورغم النداءات الدولية بوقف أعمال العنف، واصل الكيان الصهيوني غاراته الجوية وإطلاق قذائف قطع البحرية على أهداف في القطاع.
واستهدفت معظم الهجمات الجوية ورش تصنيع المواد المعدنية في أنحاء القطاع، وهناك تقارير بشأن مشاركة قطع البحرية في قصف الورش.
وأكد ناطق باسم الجيش الصهيوني وقوع " عدد من الغارات الجوية على منشآت لتصنيع الأسلحة".
ويقول الكيان الصهيوني إنه يستهدف المواقع التي تستخدمها حركة حماس وحلفاؤها لتصنيع وتخزين وإطلاق الصواريخ التي ضربت البلدات الحدودية الصهيونية خلال العام الماضي.
كما دمرت غارة أخرى مقر أعضاء البرلمان الفلسطيني في خان يونس جنوبي القطاع.
تجميد الاتصالات
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن وقف كافة الاتصالات الفلسطينية مع الحكومة الصهيونية احتجاجا على الهجمات التي تشنها على قطاع غزة، والتي أوقعت إلى الآن 105 قتيل على الأقل.
وسقط من الجانب الصهيوني ثلاثة قتلى وهم جنديان قتلا في الاجتياح البري في غزة والثالث رجل مدني قتل بصاروخ أطلقه مسلحون فلسطينيون على سديروت.
وقال نبيل ابو ردينة الناطق باسم عباس " في ضوء الاعتداء الصهيوني فان مثل هذه الاتصالات ليس لها معنى".
وقال الناطق باسم الحكومة الصهيونية، مارك ريجيف، إن المشكلات ينبغي حلها عن طريق المفاوضات، وأضاف أن " الكيان الصهيوني تظل ملتزمة بهدف التوصل إلى اتفاق تاريخي مع الفلسطينيين قبل نهاية السنة الحالية".
وتابع "إن قرار الجانب الفلسطيني الانسحاب من المباحثات يبعث على الأسى. لا يمكن حل أي مشكلة بوقف المباحثات بل بالعكس يكمن الحل في الانخراط في المباحثات".
مظاهرات غاضبة
وتزامنت تلك الخطوة مع المظاهرات الغاضبة التي شهدها قطاع غزة والضفة الغربية حيث ندد الآلاف من الفلسطينيين بالهجوم الصهيوني، كما شهدت الضفة اشتباكات مع القوات الصهيونية.
وكان رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت قد تعهد بمواصلة العملية العسكرية وأعلن رفضه الانتقادات الدولية الموجهة لبلاده.
وقال أولمرت مخاطبا أعضاء مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأسبوعي الأحد "إذا كان هناك من يتوهم أن زيادة مدى ( الهجمات الصاروخية) سيجعلنا نخفض حجم عملياتنا، فإنه يرتكب خطأ كبيرا".
وقالت مصر أنها فتحت المعبر الحدودي مع غزة وسمحت للحالات الحرجة بدخول البلاد من اجل تلقي العلاج.
تواصل الصواريخ
وتواصل إطلاق الصواريخ الفلسطينية على الكيان الصهيوني رغم استمرار الهجوم على غزة.
وقال يوري بارليف رئيس الشرطة الصهيونية في جنوب الكيان الصهيوني إن بلدة سديروت استهدفت يوم الأحد بخمسة عشر صاروخا.
وقال إن حوالي 50 صاروخا تضرب البلدة يوميا. وكان رجل صهيوني قد قتل جراء احد هذه الصواريخ منذ أيام.
ووصلت الصواريخ الفلسطينية إلى مدينة عسقلان التي تبعد 16 كيلو مترا عن قطاع غزة.
اشتباكات الضفة
وفي وقت مبكر من الأحد دمرت غارة جوية مكاتب إسماعيل هنية القيادي في حركة حماس.
وأفادت تقارير أن 10 فلسطينيين قد قتلوا في أعمال العنف الأحد في قطاع غزة.
ووصف مسئولو لجنة الصليب الأحمر الوضع الصحي في غزة بأنه " هش للغاية".
وقد شهدت الضفة الغربية اشتباكات في مدينة الخليل بين شبان فلسطينيين رشقوا القوات الصهيونية بالحجارة التي ردت بإطلاق الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي مما أسفر عن مقتل شاب فلسطيني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.