تحت عنوان "ما يريده المصريين.. الخبز الرخيص" سعت صحيفة "وول استريت جورنال" لرصد المخاطر المحدقة بالمصريين مع انهيار الاقتصاد وسط استمرار دوامة العنف والاضطرابات التي دخلتها البلاد منذ ثورة يناير 2011، وزدات بقوة بعدها وعقب إنقلاب الجيش على أول رئيس منخب بحرية. وقالت الصحيفة إن الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش تواجه حاليا نفس التحديات التى واجهها الرئيس محمد مرسى لضمان استمرار دعم رغيف الخبز ليظل فى متناول الفقراء. وأضافت إن عجز نظام الرئيس مرسي عن تلبية مطالب الشارع فيما يتعلق بدعم تكاليف المواد الغذائية الأساسية والوقود أثار السخط الشعبي. وتابعت إنه رغم تأكيدات الحكومة المؤقتة على أن لديها ما يكفى البلاد من القمح حتى نهاية العام؛ إلا أن الأسر الساخطة والتى تعتمد بشكل أساسى على السلع المدعومة من الدولة غالباً ما تجد البضائع قد نفذت لدى منافذ البيع المملوكة للدولة. ونقلت الصحيفة عن مصطفى بسيونى الخبير الاقتصادى لدى معهد "سينت" بالقاهرة قوله:" إن الحفاظ على الدعم الغذائي، من وجهة نظر الحكومة، أمر لابد منه؛ حفاظاً على الاستقرار السياسي، وتجنب المعارضة الاجتماعية." وتابع: ورغم أن مصر لا تواجه نقصاً حاداً فى الغذاء حتى اللحظة الراهنة؛ إلا أن المشكلة قد يكون لها تأثير كبير فى المستقبل إذا ما تُركت دون حل. واستندت الصحيفة إلى قول "فاطمة إبراهيم" العائل الوحيد لأسرتها لمعرفة مدى المعناة التي يعيشها المصريين بالقول إنها على مدى الأربعة أشهر الماضية غالباً ما كانت تجد الخبز قد نفذ من المخابز الحكومية، وفى هذه الحالة لا يبقى امامها خيار إلا أن تشترى الخبز من مخبز خاص والذى يصل فيه سعر الرغيف لثلاثة أضعاف المدعم، أو تعود إلى بيتها بلا خبز. وأوضحت الصحيفة إنه رغم تأزم الأوضاع فى البلاد إلا أن المصريين يبدو أنهم على استعداد؛ لإعطاء الحكومة الجديدة وقتاً لإصلاح الأمور؛ إذ لم يصل نقص الدعم للدرجة التى أثارت أعمال الشغب عامى 1977 ، و2008 ، ونقلت عن إبراهيم قولها:" نحن بحاجة للتحلى بالصبر على الرغم ما نعانيه من صعوبات فى المعيشة ." وتابعت الصحيفة أنه رغم استعداد البعض للتحلى بالصبر إلا أن الشكاوى تتصاعد مما دفع الحكومة الأسبوع الماضى لحث المصريين على تجاهل التقارير المتعلقة بنقص الغذاء. ولفتت الصحيفة إلى أنه حتى السلع الغذائية المدعومة من الدولة لم تعد موجودة فقد كانت أرفف منافذ البيع التابعة للدولة فى أحد احياء القاهرة الفقيرة فارغة تقريباً، ولم يكن هناك سوى أجولة قليلة من السكر وزجاجاتين من زيت الطعام المتبقى جنباً إلى جنب عدة كراتين فارغة للمكرونة والشاي.