عجز مرسى عن توفير تكاليف الدعم للسلع الأساسية للفقراء عَجَّل بالإطاحة به .. والحكومة الحالية تحث على تجاهل تقارير نقص المواد الغذائية رأت صحيفة " وول ستريت جورنال " – الأمريكية – أن الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش تصارع نفس التحديات التى واجهها مرسى محاولة ضمان أن يظل سعر رغيف العيش فى متناول الفقراء، لافتةً إلى أن عجز نظام الإخوان عن تلبية مطالب الشارع المصرى فيما يتعلق بدعم تكاليف المواد الغذائية الأساسية والوقود قد أثار السخط الشعبي؛ مما عجل الإطاحة بهم على يد القوات المسلحة . وقالت إنه على الرغم من تأكيدات الحكومة المؤقتة على أن لديها ما يكفى البلاد من القمح حتى نهاية العام؛ إلا أن الأسر المصرية " الساخطة – على حد وصف الصحيفة – والتى تعتمد بشكل أساسى على السلع المدعومة من الدولة غالباً ما تجد البضائع قد نفذت لدى منافذ البيع المملوكة للدولة . ونقلت عن مصطفى بسيونى – الخبير الاقتصادى لدى معهد "سينت" بالقاهرة – قوله :" إن الحفاظ على الدعم الغذائي، من وجهة نظر الحكومة، أمر لابد منه؛ حفاظاً على الاستقرار السياسي، وتجنب المعارضة الاجتماعية." وتابع بسيونى القول: "إنه على الرغم من أن مصر لا تواجه ناقصاً حاداً فى الغذاء إلى اللحظة الراهنة؛ إلا أن المشكلة قد يكون لها تأثير كبير فى المستقبل إذا ما تُركت دون حل." وأشارت إلى قول فاطمة إبراهيم العائل الوحيد لأسرتها والتى تتقاضى ألفى جنيه شهرياً أنها على مدى الأربعة أشهر الماضية غالباً ما كانت تجد الخبز قد نفذ من المخابز المملوكة للدولة، وفى هذه الحالة يبقى الخيار الوحيد أمامها هو إما أن تشترى الخبز من مخبز خاص والذى يصل فيه سعر الرغيف لثلاثة أضعاف المدعم، أو تعود إلى بيتعها صفر اليدين . وقالت الصحيفة الأمريكية إنه على الرغم من تأزم الأوضاع فى البلاد إلا أن المصريين يبدو أنهم على استعداد؛ لإعطاء الحكومة الجديدة وقتاً لإصلاح الأمور؛ إذ لم يصل نقص الدعم للدرجة التى أثارت أعمال الشغب؛ لأجل " رغيف العيش " فى عامى 1977 ، و2008 ، ونقلت عن إبراهيم قولها:" نحن بحاجة للتحلى بالصبر على الرغم ما نعانيه من صعوبات فى المعيشة ." وتابعت " وول ستريت " أنه على الرغم من استعداد البعض للتحلى بالصبر إلا أن الشكاوى تتصاعد مما دفع الحكومة الأسبوع الماضى لحث المصريين على تجاهل التقارير المتعلقة بنقص الغذاء . وذكرت " وول ستريت " أن توفير إمدادات القمح يشغل الحكومة المؤقتة منذ وصولها إلى سُدة الحكم؛ ونظرًا لعجز الإنتاج المحلى منه عن سد حاجة الاستهلاك الداخلى تستورد البلاد القمح منذ سنوات لتحتل المركز الأول فى مصاف الدول المستوردة له وفقا لما ورد عن وزارة الزراعة الأمريكية . وقالت الصحيفة إن المواطنين باتوا يشكون من صغر حجم الرغيف عن المعتاد، وبأن الحكومة تخضع لضغوط؛ لتلبية مطالب الشارع وتسعي؛ لشراء القمح بسعر أرخص من رومانيا وأوكرانيا، كما تسعى للبحث عن سُبل لتحسين برامج الرفاة للمواطنين، مشيرةً إلى تصريح مسئولين الأسبوع الماضى بأنهم يضافرون جهودهم مع برنامج الغذاء العالمي؛ لوضع برنامج قومى لتغذية أطفال المدارس الابتدائية . وأفادت أنه مع تدهور ميزانية الدولة، اتخذت الحكومة خطوات جديدة للحفاظ على دعم المواد الغذئية الأساسية، فخلال الشهر الجاري، عقدت مصر أكبر مزاد للعملة إلى الآن، وبيع حوالى 1,3 مليار دولار لتسهيل استيراد المواد الغذائية الأساسية مثل الشاى والعدس واللحوم كما خفضت من حجم الإنفاق . ولفتت " وول ستريت " إلى أنه فى أحد الأيام كانت أرفف منافذ البيع التابعة للدولة فى حى " باب البحر " فارغة تقريباً . لم يكن هناك سوى أجولة قليلة من السكر وزجاجاتين من زيت الطعام المتبقى جنباً إلى جنب عدة كراتين فارغة للمكرونة والشاي، وقالت إن البسطاء يشكون نقص السلع الأساسية مثل العدس، والأرز، والشاى . ونقلت عن إبراهيم قولها: "لقد اعتادوا صرف ثلاث زجاجات من زيت الطعام لكل شخصين فى العائلة؛ إلا أنه خلال الثلاثة أشهر الأخيرة ؛ قللوا العدد إلى زجاجتين ."