محافظ أسيوط يحضر برنامج تدريب الأخصائيين على التعامل مع التنمر    142 مقعدا، الحصر العددي يكشف فوز القائمة الوطنية بقطاعي الصعيد وغرب الدلتا    رئيس هيئة الرقابة المالية يبحث مع الأكاديمية الوطنية للتدريب تطوير كفاءات القطاع غير المصرفي    نتائج أولية في انتخابات النواب بالمنيا.. الإعادة بين 6 مرشحين في مركز ملوي    12 نوفمبر 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    12 نوفمبر 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    كامل الوزير: مصر وجنوب أفريقيا قادرتان على إقامة مشروعات صناعية تكاملية تخدم التجارة البينية    خسائر عالمية جديدة.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 12-11-2025 وعيار 21 بالمصنعية بيعًا    وزير السياحة يعقد لقاءات إعلامية خلال زيارته للرياض    الزراعة تتابع عمليات صرف الأسمدة للموسم الشتوي بالمحافظات    دول ومنظمات تعزي تركيا بضحايا طائرة الشحن المنكوبة    أونتاريو الكندية تستضيف اجتماعا لوزراء خارجية الدول السبع    محافظ شمال سيناء: لن نتوقف عن إيصال المزيد من المساعدات إلى غزة    شوبير يكشف موقف ديانج والشحات من التجديد للأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. موعد مباراة بيراميدز وريفرز يونايتد النيجيري بدور المجموعات    كأس العالم للناشئين - موعد مباراة مصر ضد سويسرا في دور ال32    موعد مباراة فرنسا وأوكرانيا في تصفيات كأس العالم 2026 والقنوات الناقلة    كشف لغز حرائق قرية العقلة القبلية بكفر الشيخ.. المتهم «حدث» أشعل النيران في المنازل بسوء نية    نفاد جميع مواعيد حجز كايرو برو-ميت خلال 12 ساعة فقط من فتح التسجيل بمهرجان القاهرة السينمائي    «متحدث الوزراء»: الدولة لديها استراتيجية لتطوير المناطق السياحية    «الصحة العالمية» تعلن خلو مصر رسميًا من مرض «التراكوما» كمشكلة صحية عامة    عاشور يشهد احتفالية مرور خمس سنوات على تأسيس مركز مصري للأبحاث الطبية    وزير السياحة والآثار يعقد لقاءات إعلامية مع وسائل الإعلام السعودية والدولية خلال زيارته الرسمية للعاصمة السعودية الرياض    محافظ الغربية: رفع درجة الاستعداد القصوى لانتخابات مجلس النواب 2025    وزارة العمل تكشف نتائج حملات التفتيش على تطبيق قانون العمل الجديد في القاهرة والجيزة    بيزيرا: لم أقصد الإساءة لأحد.. وأعتذر عن الخطأ غير المقصود    الزمالك يكشف تطورات أزمة أرض النادي بأكتوبر    توجيه التربية المسرحية بشرق مدينة نصر يحصد المركز الأول في مسابقة إلقاء الشعر على مستوى القاهرة    العناية الإلهية تنقذ سكان عقار الجمرك المنهار بالإسكندرية.. صور    مباحث الجيزة تكتشف جريمة بشعة داخل شقة مهجورة فى بولاق الدكرور    «الداخلية» تقرر السماح ل 42 مواطنًا مصريًا بالحصول على جنسيات أجنبية    المستوطنون المتطرفون يشنون هجمات منسقة ضد الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية    لا يحدث إلا فى مصر    موقف ثابت وتاريخى    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 12 نوفمبر 2025    قصر العيني يحتفل بيوم السكر العالمي بخدمات طبية وتوعوية مجانية للمرضى    الصحة: لقاح الأنفلونزا لا يسبب الإصابة بالعدوى وآمن تماما    "فاطمة رشدي.. سارة برنار الشرق" ندوة بدار الكتب اليوم    حمو بيكا يودع إسماعيل الليثي بكلمات مؤثرة: "يا وجع قلبي عليك يا أخويا"    مصر تعزى تركيا فى ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية    عباس: الإجراءات القانونية بشأن تسليم الفلسطيني هشام حرب لفرنسا في مراحلها النهائية    زعمت أن أحدهم حاز طائرة لاسلكية .. أحكام قاسية على 9 معتقلين في قضية "اللجان الإعلامية للإخوان"    حظك اليوم الأربعاء 12 نوفمبر.. وتوقعات الأبراج    رسميًا.. موعد امتحانات شهر نوفمبر 2025 لصفوف النقل الجديدة بعد تعطيلها بسبب انتخابات مجلس النواب    دعمًا لمرشحيه بمجلس النواب.. «مستقبل وطن» ينظم مؤتمرًا جماهيريًا بدمياط    خالد سليم يشعل ليالي الكويت بحفل ضخم ويحتفل ب«ليلة مِ اللى هيّا» مع جمهوره    انطلاق الدورة الأولى من مهرجان «توت توت» لكتب الأطفال في ديسمبر المقبل بالمعهد الفرنسي    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    سبب استبعاد ناصر ماهر من منتخب حلمي طولان وحقيقة تدخل حسام حسن في إقصاء اللاعب    النيابة تطلب تحريات سقوط شخص من الطابق ال17 بميامي في الإسكندرية    حبس المتهم بالتسبب في وفاة والدته بعيار ناري أثناء لعبه بالسلاح بشبرا الخيمة    المستشار بنداري يشيد بتغطية إكسترا نيوز وإكسترا لايف ووعي الناخبين بانتخابات النواب    «ستأخذ الطريق الخاطئ».. ميدو يحذر حسام عبد المجيد من الانتقال ل الأهلي    أخطاء تقع فيها الأمهات تُضعف العلاقة مع الأبناء دون وعي    أمين بدار الإفتاء يعلق على رسالة انفصال كريم محمود عبد العزيز: الكلام المكتوب ليس طلاقا صريحا    هل يجوز تنفيذ وصية أم بمنع أحد أبنائها من حضور جنازتها؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناء مستوطنة الدم التى يحكمها الأشباح
نشر في النهار يوم 08 - 11 - 2012

نقلا عن العدد الأسبوعيحاتم عبدالقادر وعلى طرفايةيبدو أن مسلسل الدم في سيناء لم ينته بعد، علي أيدي جماعات مجهولة، ارتكبت عدة حوادث مؤسفة، كان أحدثها مصرع ثلاثة عناصر من الشرطة، إثر هجوم لخلايا إرهابية علي دورية تابعة للشرطة، أطلقوا النار علي ركابها قبل ان يلوذوا بالفرار. ويأتي ذلك في الوقت الذي تقوم فيه قوات مشتركة من الجيش والشرطة المصرية بعملية نسر بسيناء، في أعقاب هجوم شنه مسلحون علي قوة مصرية في مطلع أغسطس الماضي أودي بحياة 16 جنديا وأسفر عن إصابة سبعة آخرين وقبيل قدوم وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي إلي سيناء قام اللواء احمد جمال الدين بإقالة مدير أمن محافظة شمال سيناء.وشهدت سيناء والعريش بصفة خاصة حالة انفلات أمني غير مسبوقة وخاصة الفترة الأخيرة حيث تم العديد من عمليات الخطف للرجال والأطفال والشيوخ، كما انسحبت الشرطة من شوارع العريش منذ أسبوع تقريبا عقب مقتل شاب برصاص كمين للشرطة بالعريش وتبعه مقتل شاب آخر برصاص كمين للجيش بمدخل شمال سيناء من الناحية الغربية و تشهد سيناء حالة انفلات امني شديد منذ ثورة يناير و قد تناولت بعض الوكالات أنباء أجنبية معلومات عن إعلان سيناء منطقة عسكرية ومعلومات أخري عن فرض الجيش حظر التجوال بشمال سيناء . و اكد بيان للقوات المسلحة ، أن هذه المعلومات مغلوطة وبعيدة تماماً عن الصحة ، وأن هذه المعلومات تأتي في إطار إستغلال البعض للإجراءات الأمنية المشددة التي إتخذتها وزارة الداخلية في أعقاب حادث إستشهاد ثلاثة من رجال الشرطة وإصابة آخر بمدينة العريش ، بالتزامن مع حوادث قطع الطرق من قبل بعض مواطني شمال سيناء للمطالبة بإسقاط الأحكام المدنية الصادرة ضد عدد منهم . و اكد البيان أن الحالة الأمنية في شمال سيناء الآن في صورتها الطبيعية وتعمل الشرطة بكامل طاقتها بالتعاون مع رجال القوات المسلحة بكل إصرار للحفاظ علي أمن وسيادة الدولة علي بقعة غالية من أراضيها كما اوضح أن زيارة السيد القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي والسيد وزير الداخلية بعد الحادث خير دليل علي ذلك.الربيع العربياستثمرت بعض الجماعات الاسلامية المتشددة ثورة يناير، وانشغال القوات المسلحة بالداخل المصري استثمرت ذلك في انشاء معسكرات لتدريب عناصرها بسيناء ووجدوا في وفرة السلاح الخفيف و المتوسط القادم من ليبيا بعد انهيارها عقب ثورة فبراير فرصة للتدريب و تخزين السلاح و توافرت لدي هذه الجماعات صواريخ مضادة للطيران و متوسطة المدي و جرينوف و بنادق عبرت الحدود المصرية و اتجهت الي سيناء ما غزي لديهم الامل بإقامة امارة اسلامية مستقلة عن مصر خاصة و ان الطبيعة الجغرافية لسيناء تساعد علي ذلك فهي منطقة جبلية و صحراوية مترامية الاطراف يسهل الاختباء بها كما انها خالية من تواجد عسكري و شرطي مكثف و بالشكل المطلوب نتيجة معاهدة كامب ديفيد مكن من زرع الخلايا الارهابية بها.الوضع يزداد سوءايقول النائب بمجلس الشعب المنحل عن دائرة شمال سيناء، محسن عبد العزيز، ان ما يحدث في سيناء هو نتيجة التقصير الامني فالاجهزة الامنية مقصرة رغم كثافة التواجد الشرطي من الجيش و الداخلية منذ الاعلان عن العملية نسر و لا ادري ما هي النتائج التي حققتها نسر فالوضع يزداد تدهورا و النتائج كلها سلبية فكل يوم نفقد عنصرا من الامن و لا يوجد اي جديد و لا حتي تطمينات لاهالي سيناء وكل ما فعله وزير الداخلية بعد زيارته لسينا ان قام باقالة مدير الامن نفس الطريقة القديمة.وأضاف:كأن هذا هو الحل علي الرغم من انه من اكفأ مديري الامن الذين جاءوا الي شمال سيناء حتي الان و لم يأخذ دوره حتي يقوم بإقالته و لا ندري علي أي اساس أقاله وكان ينبغي علي السيد وزير الداخلية ان يضع خطة امنية جديدة و ان يلتقي بقادة الرأي بشمال سيناء و الفاعليات الشعبية و اعضاء مجالس الشعب و الشوري و مشايخ القبائل الذين انتظروه ما يقرب من ثلاث ساعات.وتابع:ما هي خطة وزير الداخلية لتأمين سيناء و لماذا فشلت خطة النسر ام انه لم تكن هناك خطة من الاساس اين حكومة بعد الثورة اين مشروع النهضة، لابد من التنمية و الامن معا فمعظم المشاكل الامنية لها اساس اقتصادي اين مشاريع التنمية التي لانسمع عنها الا في اجهزة الاعلام ؟ الحقيقة انه لا توجد تنمية و لا توجد خطة امنية و يضيف محسن عبد العزيز ان الاحداث في سيناء ليست مجرد هجوم علي قوات الامن و فقط و انما ايضا قتل مدنيين بلا مبرر من قبل اجهزة الامن فليس كافيا ان عندما يقوم ضابط شرطة بقتل انسان مدني دون ذنب او جريرة ان تقوم الداخلية بزيارة اسرة القتيل و ترضيه بأي شيء و انما يجب اعلاء القانون و ان يحاكم الضابط الذي اخطأ وهناك بعض العناصر المتربصة بنا تستغل مثل هذه الاحداث في قتل رجال الامن الذين يتخيلون ان اسرة المدني القتيل هي التي قامت بذلك فالعنصر المتربص لم يتم الكشف عنه حتي الآن.إمارة اسلاميةو يري خبراء، ان في تكرار الهجمات الارهابية علي العناصر الامنية المنتشرة في سيناء من وقت لاخر انما يهدف الي زعزعة الاستقرار و اظهار سيناء منطقة رخوة و منحلة سياسيا و امنيا لتحقيق اهداف جماعات تكفيرية تريد ان تجعل من سيناء امارة اسلامية مستقلة عن مصر يقول اللواء نبيل صادق خبير الامن القومي ووكيل المخابرات العامة الاسبق ان هذه الحوادث من الممكن ان تتكرر كثيرا ما لم يتم معالجة ازمة سيناء بالشكل المطلوب فما يحدث في سيناء هو تراكم لسنوات طوال منذ تحريرها 1982 و حتي اليوم.والملاحظ ان ابناء الشعب السيناوي كانوا يعيشون في مستوي معيشي مرتفع في ظل الاحتلال الاسرائيلي الذي كان يغدق عليهم الاموال بكثرة ليضمن ولاءهم لكن التحرير انعكس عليهم بالسلب وان كانت مصر اغدقت عليهم اموالا كثيرة في البداية بهدف ان يستثمروها في مشاريع تدر عليهم الربح لكن ثقافة المجتمع السيناوي في الزواج من أكثر من واحدة جعلت المواطن السيناوي ينفق امواله في مثل هذه الامور و يبحث عن اعمال غير قانونية لتدر عليه الربح مثل التهريب من و الي اسرائيل و الاتجار في المخدرات و ما شابه ذلك علاوة علي ان مصر ركزت جهودها التنموية في السياحة في جنوب سيناء و اهملت الوسط و الشمال ما جعله بؤرة للاعمال غير القانونية اضف الي ذلك التهميش السياسي لاهالي سيناء و حرمانهم من المناصب الرفيعة في الدولة و حرمان ابنائهم من دخول الكليات العسكرية اثر علي درجة.ولائهم لوطنهم بشكل او باخر كذلك هنا نوع من الثأر بين اهالي سيناء و الجهاز الشرطي فالظروف المعيشية و الاجتماعية السيئة التي يعيشها المواطن السيناوي دفعته الي العمل في اعمال غير مشروعة و الجهاز الشرطي منوط بمحاربة هذه الاعمال ما جعل الشرطة و مواطني سيناء في حالة صدام مستمر ونتيجة غياب اي عمل تنموي حقيقي يحقق حياة كريمة للمواطنين لم يعد لديهم اي بديل سوي العمل في الاعمال التي يجرمها القانون.الشرطةو يوضح اللواء نبيل صادق، ان الاقتصار علي الحلول الامنية لمشاكل سيناء لن يضع حدا لهذه المشاكل و قد اخطأ النظام السابق عندما سلم ملف سيناء لوزير الداخلية حبيب العادلي و اكتفي بالمعالجة الامنية التي هي اشبه بعلاج المسكنات و لكن الامر يحتاج الي علاج شامل يقضي علي المرض و لا يكتفي بتخدير الامة و الملاحظ ان اهالي سيناء لا يحبون جهاز الداخلية و التعامل الامني وحده مع ملف سيناء غير كاف و لا ننسي ان اسرائيل من مصلحتها ما يحدث الآن و لها مطامع في احتلال 5 كيلو مترات علي الحدود لتامين نفسها كما انها عرضت علي مصر في وقت سابق ابدال اجزاء من النقب مع اجزاء من سيناء فهي تريد تفريغ بعض المناطق من فلسطين و توطينهم في سيناء و يستبعد اللواء نبيل صادق ان يكون لحركة حماس اي دور فيما يجري نتيجة الروابط الايديولوجية بين حماس و جماعة الاخوان المسلمين بمصر.الحل الصعبيقترح الخبير اللواء نبيل صادق، لمعالجة الاوضاع بسيناء عدم ترك ملف سيناء للجهاز الشرطي وحده لان المعالجة الامنية بقدر اهميتها الا انها لا تكفي وحدها و يقترح عمل مجموعة ادارة ازمات خاصة بسيناء تشمل مختصين في الامن و السياسة و الاقتصاد و ان تكون هناك حلول سريعة في المدي القريب و اخرأي استراتيجية في المدي البعيد فمعروف ان الدولة برئاسة محمد مرسي اولت اهتماما كبيرا لسيناء بعد ثورة يناير و حاول الرئيس مرسي حل بعض المشاكل و لكن كان حادث رفح المشؤم و علينا ان ندرك ان مواطيني سيناء مخلصين لبلدهم و لكنهم مهمشون و لابد من ازالة هذا التهميش بعمل مشروعات تنموية كبيرة و تمليكهم الاراضي بعقود مشروطة بعدم البيع للاجنبي فتنمية سيناء تنمية حقيقية هو الضامن الحقيقي للامن المصري.سيناء خارج السيطرةويقول اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، أن الأمر يحتاج إلي خطة متكاملة متوازنة لمواجهة ما يحدث في سيناء، إلي جانب عامة للدولة خاصة بالحالة الأمنية، فهناك مجموعات لها معتقدات وتقوم بأعمال إرهابية وفق هذه المعتقدات وموجهة بشكل خاص إلي العاملين بوزارة الداخلية، والسؤال: لماذا وصلوا إلي هذه الصورة وهذه الأفكار وفي هذا التوقيت، كل هذه الأسئلة لها إجابات وهذه الإجابات تحدد الخطة للتحرك.ويضيف علام: أسباب ظهور مثل هذه الجماعات مؤكدا أن هناك بعدا اقتصاديا فهم يعانون من البطالة فليس لهم عمل أو مصدر رزق، وحين بدأت الدولة في المواجهة استيقظت هذه الجماعات وتصدت للدولة.. وهنا أود أن أؤكد أن العلاج لابد أن يكون للأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي نهاية الأمر تكون الحلول الأمنية.أين وزير الأوقاف؟ويتساءل علام: أين وزير الأوقاف وفيما يتركز دوره، نحن لانراه فهذه الوزارة لها دور مهم جدا، وكان أيام وزير الأوقاف الأسبق د.محمد علي محجوب في الثمانينيات دور كبير في التوعية والقوافل الدعوية التي طافت مصر في أحيائها والسجون والنداوات التي كان يقدمها الإعلامي القدير الراحل حلمي البلك، وكان فضيلة الإمام الراحل جاء الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر يتحدث بنفسه في هذه الندوات، وكان أعضاء الجماعات المتطرفة في محافظات الصعيد وفي السجون يرفضون حضور هذه الندوات، ولكن كنا نحضر مكبرات الصوت حتي يسمعوا رجال الدين وعلماء الأزهر وانتهت هذه الحوارات حتي صححت أفراد هذه الجماعات مفاهيمها وانتهت في التسعينيات بما عرفت المراجعات الدينية.ويعود علام ليقدم تساؤلا لوزير الأوقاف الحالي د.طلعت عفيفي: هل لديه معرفة بمصادر التكفير وعن الكتب التي تكفر المجتمع وهل تمت مناقشة هذه الكتب.. هل يعلم الوزير أن الجماعة الإسلامية لها 33 كتابا سموها المراجعات الفقهية وفي هذه الكتب قاموا بتصحيح أفكارهم وردوا عليها.وعن دور الأزهر فيقول علام : في الخمسينيات كانت قاعة الإمام محمد عبده بجامعة الأزهر تفتح يوميا بعد صلاة المغرب ويحاضر بها كبار علماء الدين والأزهر الشريف، ويأتي إلي القاعة القاصي والداني ليستفتي في أمره ويعلم ما يجهله من أمر دينه .الأخطرويوضح علام الخطورة أن هذه الجماعات وصلت إلي أن أصبحت تنظيمات يصل عددها إلي 200 أو 300 وقد يكون 1000 شخص. والأخطر أن هذه التنظيمات بدأت في الاتصال ببعضها دوليا وما يؤكد هذا عدة أمور منها: ضبط عناصر غير مصرية مؤخرا تونسي- ليبي- فلسطيني و نوعية وكميات السلاح المضبوطة تحتاج إلي قدرات تفوق قدرات الجماعات الصغيرة، كما أن الصاروخ الواحد ثمنه كبيرا، وكمية المتفجرات الكبيرة والتي تصل إلي طن. كل هذه الشواهد تؤكد أن هناك حركة دولية تنظم ما يحدث سواء في مصر والمغرب واليمن وليبيا وغيرها من الدول المتوترة في المنطقة وأتمني أن أكون مخطئا في هذه التقديرات.الغموضمن ناحيته يري الخبير الأمني اللواء حمدي البطران، أن الغموض هو الذي أثار هذا اللبس الذي نحن فيه، وبدأ من حادث رفح الذي وقع في شهر رمضان الماضي وراح ضحيته عدد من جنودنا البواسل، فكان من المفترض أن يصدر الجيش بيانا يوضح فيه حقيقة ما جري، ولكن للأسف تركوا الناس علي عماها، فهناك نوع من اللامبالاة.ويضيف البطران: علاوة علي ما سبق فالاهتمام المتزايد من النظام الجديد بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطنيية حماس وفتح المعابر وعدم هدم الأنفاق بيننا وبين قطاع غزة، وزيارة أمير قطر الأخيرة إلي غزة والعلاقة الطيبة بين جماعة الإخوان المسلمون وحماس.. كل هذه عوامل أدت إلي تفاهم الأمور،
ولا نري الإخوان يتكلمون باعتبارهم أولي الأمر، ولا الرئيس يتكلم ولاالجيش يتكلم.ويؤكد البطران أن ما يحدث تنفيذا لخطة موضوعة قديما لإنشاء وطن بديل للفلسطينيين في سيناء، وقد رفض الرئيس الراحل أنور السادات وهذا المخطط ورفضه مبارك أيضا.. ونتساءل: هل الفلسطينيين المجنسين بالجنسية المصرية لهم حق التوطين في سيناء؟.أين نتائج نسرومن أهالي سيناء يتحدث علي فريج، رئيس الحزب العربي للعدل والمساواة قائلا: ما يحدث في سيناء نتيجة تراكمات لأكثر من 30 سنة، وإهمال متعمد، فالمنطقة بها مشكلات أمنية لم تعالج، علاوة علي سوء المعاملة الأمنية خلال النظام السابق، وما زاد علي هذا هو موضوع الأحكام الغيابية والعفو الشامل الذي صدر مؤخرا من الرئيس فنرجو ألا تترك الناس هاربة فمن ينصلح حاله وينخرط مع المجتمع ويعود مواطنا صالحا فأهلا به، ومن لاينصلح فيطبق القانون عليه.مصدر الخطروأضاف:نحن نتساءل عن نتائج العمليات نسر التي يقوم بها الجيش، فقد نبهنا أكثر من مرة أن الأنفاق الموجودة بيننا وبين فلسطين هي مصدر الخطر، ولم نستطيع حتي الآن وضع أيدينا علي الفاعل الحقيقي، فعناصر هذه المجموعات تأتي من الأنفاق ليضربوا ضربتهم وفي عشر دقائق يعودون إلي مكانهم دون ملاحقة، ولذلك فجميع أهالي سيناء يطالبون الدولة والقيادات الأمنية بالكشف عن هوية من يرتكبون هذه الأعمال حتي لا يتهم أبناء سيناء بهذه الأعمال.وأوضح فريج أن قبائل سيناء طلبوا من وزير الداخلية أن يكونوا جزءا من المنظومة الأمنية حيث أن كل قبيلة تعيش علي مساحة معينة من الأرض في سيناء ليتم تعيين عدد من أفراد هذه القبائل ضد المتسللين وتجار المخدرات.ومن يهددون الأهداف الاستراتيجية وفي نهاية كلامه يطالب فريج الدولة أن تكون جادة في إغلاق الأنفاق، لأنها إذا لم تكن جادة فنحن نضحك علي أنفسنا لأن المسألة تتعلق بسمعة مصر فالأمر يحتاج إلي إرادة سياسية قوية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.