أصدرت مكتبة مدبولى كتابًا مؤخرًا للدكتور عبدالله الأشعل ، مساعد وزير الخارجية الأسبق والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ، تحت عنوان مصر من الجمهورية الوراثية إلى الجمهورية الديمقراطية .جاءت مقدمة الكتاب التى قالت أنه يصدر فى حقبة فاصلة بين عصرين وليس نهاية لنظام يمتد عبر عامين 2010 2011 مؤكدة أن مصر مرت منذ عام 1952 حتى الآن بجمهورية وراثية كان نائب الرئيس هو ولى العهد وكان الأستفتاء هو البيعة فى الأسر فى النظم الملكية حتى أغرى هذا النظام جمهورية مبارك فلم يعين نائبًا وأنما أعد وليًا للعهد اختصارًا للزمن ، على حد وصف المؤلف ، ويأمل المجتمع المصرى أن ينهى هذه الحقبة ويدخل مرحلة الجمهورية الديمقراطية أو حتى الملكية الديمقراطية التى يعرف فيها تداول السلطة عن طريق الأنتخاب الحر .وأضاف ، الأشعل فى كتابه ، أن مصر عندما أنطلقت فيها ثورة 23 يوليو كان الأمل يراود شعبها فى أن تتمكن الثورة من إعادة صياغة المجتمع والنظام السياسى بحيث تصبح مصر قدوة فى الدولة العصرية الديمقراطية ثابتة الأركان ، ولكن مصر فى عهد الناصر أكتسبت مكانتها بتحدى الغرب ومناهضة الأستعمار والصهيونية ، محاولة رد الأعتبار المصرى والعربى على المسرح الدولى لكن عبدالناصر فشل فى أن يقيم نظامًا سياسيًا منفصلًا عن الأشخاص حتى يضمن لنفسه البقاء والثبات .ثم جاء أنور السادات وكان يطمح إلى إستعادة سيناء وإعادة توجيه بوصلة السياسة الخارجية نحو الغرب وبالغ فى ذلك نكاية فى الشرق وبقايا رموز الناصرية حتى أنغمس السادات مع واشنطن وإسرائيل وأختارت مصر هذا المعسكر وهجرت المعسكر العربى .وأشار إلى أن الدولة شهدت فى العصر الأخير تآكلًا ملحوظًا ، وشهد دور مصر تراجعًا مخيفًا مثلما تفاقمت مشاكلها الداخلية ووصلت التجربة الديمقراطية إلى الحائط وبدأت مصر تعانى احتباسًا ديمقراطيًا خارقًا فى صورة نظام أطلق لنفسه العنان وفساد يتفاقم وعجز ملحوظ فى الإدارة والأنتاج وجمود فى الحياة السياسة وزخم عبر عن نفسه فى حركات إحتجاج رغم أنه فئوى ، ووصل إنحناء مصر أمام أمريكا وإسرائيل إلى درجة السجود فصار المواطن المصرى يعانى من الحياة وإنعدام الكرامة .وقد جاء الكتاب فى خمسة فصول تناولت الأزمة الديمقراطية والدستورية فى مصر وطرح عدّة تساؤلات منها متى يستقيل الوزير ؟ ، وهل أنهى تعديل المادة 76 حقًا قضية التوريث؟ ، ومعضلة التحول الديمقراطى : منهجية أم إجرائية ؟ ، وهل يجوز للمرشح المسقل أن يغير صفته بعد فوزه ؟ وناقش أشكالية تعديل الدستور والأنتحار الديمقراطى ، وعندما يصبح الترشح للرئاسة جريمة .وتابع أن مصر تغلى وتنتظر لحظة الأنطلاق الحقيقى إلى القرن 21 وسوف تكون نقطة الفاصلة فى تاريخ مصر هى الأنتخابات التشريعية والرئاسية ، كاشفًا عن أن جذر المأساة فى مصر هى دمج الدولة فى الحزب الوطنى .