تستضيف الجامعة العربية، غدا الخميس، أعمال الاجتماع العربى المشترك لوزراء الخارجية والدفاع العرب بمقر أمانتها العامة، لإقرار مشروع البروتوكول الخاص بإنشاء القوة العربية المشتركة، تنفيذا لقرار القمة العربية التى عقدت فى شرم الشيخ مارس الماضى. وأكد اللواء محمود خليفة، مستشار الأمين العام للجامعة العربية للشئون العسكرية، أهمية هذا الاجتماع، موضحا أن هناك العديد من الدول أرسلت موافقة فعلية، دون أن يفصح عنها. وقال في تصريحاته: أيًا كان عدد الدول التى ستقوم بالتوقيع على البروتوكول فسيتم تشكيل القوة العربية وليس إلزامًا أن تكون القوة بإجمالى كافة الدول العربية. وأكد أن القوة العربية المشتركة ستكون جاهزة لتنفيذ أى مهام، بعد المصادقة والتوقيع على البروتوكول الخاص بها، موضحًا أن هذا البروتوكول من شأنه أن يحدد مهام القوة والقيادة والسيطرة والمخصصات المالية كدعم مادى أو الإنفاق والتمركز والأحجام والاشتراك من عدمه، معتبرا أن البروتوكول يمثل مرونة كاملة فى كافة الجوانب. وكشف اللواء خليفة عدم وجود خلافات أو رفض كامل لفكرة تشكيل القوة المشتركة. وقال إن الدول التى لن توقع لم ترفض رفضًا قاطعًا ولا توجد دولة عبرت عن الرفض التام وإنما كل دولة قد تكون لديها دساتيرها وقوانينها، وأيضًا قد تكون هناك دولة ترى أنه ليس لديها احتياج فى الوقت الراهن للانضمام ونحن نحترمها تماما ونحترم رغبتها. ويتضمن المشروع 11 مادة تناقش جميع التفاصيل المتعلقة بأهداف ومهام القوة وإنشاء هيئات جديدة منها المجلس الأعلى للدفاع ومجلس لرؤساء الأركان وكيفية تشكيل القيادة العامة المشتركة وتشكيل القوة وآلية اتخاذ القرار الخاص بالاستعانة بها وتمويل القوة وأماكن تمركزها. وعلى الرغم من الأهمية القصوى التى يكتسبها هذا الاجتماع التاريخى الذى يأتى لتنفيذ قرار القمة العربية التى تترأسها مصر بإنشاء القوة العربية المشتركة لتكون درعا وسيفا للأمة وأداة لصيانة الأمن القومى العربى إلا أن عمل هذه القوة على أرض الواقع يثير العديد من التساؤلات، خاصة فى ظل التهديدات التى تواجه العديد من دول المنطقة، خاصة فى العراق وليبيا واليمن وسوريا. إذ يرى الخبراء ضرورة أن تسهم هذه القوة فى دحر الإرهاب وتنظيماته المتطرفة بما يسهم فى الحفاظ على سيادة الدول العربية والتصدى للمؤامرات التى تحاول النيل منها. وأعربت مصادر ل"النهار" عن أملها فى أن تحظى هذه القوة بالدعم العربى اللازم لها خاصة فى ظل وجود تحفظات من بعض الدول كقطر والعراق وكذلك الجزائر قد تعرقل عملها، مؤكدة أن التعاون العسكرى واللوجيستى والفنى وتبادل المعلومات المخابراتية بين الدول العربية من شأنها تفعيل دور هذه القوة التى سيكون من ضمن مهامها التدخل السريع فى مناطق الأزمات وتقديم الدعم والإغاثة الإنسانية والحفاظ على الأمن القومى العربى.