في خطاب اقتربت مدته من 29 دقيقة، صارح الرئيس عبدالفتاح السيسي بأزمة الكهرباء، التي شهدتها مصر، فيما عرف إعلاميًا ب«الخميس المظلم»، واصفًا الأمر ب«التحدي الكبير». ووجّه السيسي للمصريين رسائل عدة، الأولى منها طالبت ب«الصبر والجهاد» للتغلب على أزمة الكهرباء، والثانية تحذر ممن سماهم «أهل الشر والدمار»، في إشارة إلى أنهم يسعون ل«غضب واستياء الشعب». وقال السيسي: «المصريين محتاجين يقفوا ويصبروا ويجاهدوا، من فضلكم اصبروا ولازم تكونوا واثقين إننا هنتغلب على ده، لكن مش هنتغلب عليه في شهر ولا اتنين أو 3». وأوضح: «فيه ناس عاوزة تعرقل حل المشاكل عشان الشعب يتأثر ويكون غضبان ومستاء وزعلان، إحنا بنواجه حاجات كتير، إحنا بنحارب معركة وجود بدأت من سنين طويلة فاتت لهدم البلد، ودلوقتي بنحاول نوقفها ونرجعها تاني، بس إوعوا تتصوروا إن ده سهل، لكن هياخد وقت وجهد». الرسالة الثالثة للسيسي كانت تطالب المصريين بحماية مولدات الكهرباء، موضحًا: «إحنا محتاجين من كل المصريين والشعب المصري أن يكون عينه ويده معانا، أنا في حي فيه مولدات أو محولات كهرباء خلي عينك معايا متخليش حد يقرب منها». وتابع: «أهل الشر والدمار لو لقونا منتبهين لحالتنا مش هيقدروا يؤذونا، هيبقى الشعب المصري كله بيدافع عن حقه، فيه ناس كتير بتبلغ عن حاجات كتير إحنا محتاجين أكتر». واستعان السيسي بكلمة «الصراحة» في كلمته، موضحًا: «اتعودنا على الصراحة بين مسؤول وشعب، والتحدي الموجود تحدي كبير، وأنا ماقدرش من غيركم ولا الحكومة من غيركم تجابه التحديات». السيسي وأسباب أزمة الكهرباء السيسي أرجع أزمة الكهرباء إلى أن «المرفق بيعاني من عدم مجابهة مشاكله من سنين طويلة فاتت، والكهرباء اللي بتوصلنا البيوت من السد العالي أو المحطات أو الطاقة الشمسية المتجددة»، مضيفًا: «إننا لم نطور إنتاجنا للكهرباء وفق احتياجاتنا في السنوات الأخيرة، ولم نعمل محطات تكفي لتغطية مطالبنا، وشبكة الكهرباء لم تُحدّث لتجابه ذلك». والسبب الثاني في رأي السيسي يعود إلى أن «هذا لم يحدث لأن التمويل المطلوب لذلك كبير، باختصار نتكلم عن 130 مليار جنيه خلال ال 5 سنوات القادمة، بحاول أحطكم معايا في الصورة، عاوزين في حدود 12 ألف ميجا وات، وهذا يتكلف 12 مليار دولار.. هذا بخلاف أن كل محطة تحتاج وقودًا ب700 مليون دولار»، مشددًا على أنالدولة بذلت جهودًا مع المستثمرين لتمويل محطات توليد الكهرباء. وأوضح: «خلي بالكم إحنا بنتكلم عشان الشبكة تستطيع تتحمل الإنتاج الجديد وتستطيع تناور ولما بنلاقي شارع الحركة فيه مقفولة، نقول خش الشارع ده، ناور يعني». وتابع: «كمان محطات التحكم لازم تكون حديثة عشان المنظومة تخلينا شغالين ونستقبل الكهرباء اللي عايزنها بالشكل اللي نتمناه، وليه بنقول ده لأن إحنا كنا شايفين ده وعارفين ده، وفيه تحديات ومرفق زي الكهرباء فيه مشكلة وعايز استثمارات وأموال ضخمة، وده أمر ما بيتحلش في يوم وليلة، وأنا هفكركم بالاتفاق والعهد اللي بيني وبينكم وقلت إننا بنواجه تحديات كتيرة وماحدش أبدا هيقدر يتغلب عليها لا رئيس ولا حكومة». السيسي يعذر المواطن والتمس السيسي العذر للمواطن، الذي تسبب انقطاع الكهرباء في تلف طعامه أو صعوبة خروجه من الأسانسير، وقال: «شفت رد الفعل وأنا أقبله من الناس، لما الواحد حاطط أكل في بيته ويتلف، أنا بعذره، واللي في أسانسير أنا بعذره». كما طالب الشعب المصري بمساندة الحكومة في مواجهة التحديات التي تشهدها البلاد، وعلى رأسها أزمة الكهرباء. وخاطب القائمين على إدارة الكهرباء، حيث دعاهم إلى أن «يكونوا أمناء وعندهم الجرأة ليعملوا بمنتهى القوة والفعالية، ولا يترددون في اتخاذ القرار المناسب لمواجهة المشاكل.. عندنا مشاكل كتير ومكانتش مستخبية، وقولنا هنعالجها مع بعض». السيسي ينتقد متابعة الإعلام لأزمة الكهرباء في الوقت نفسه، السيسي انتقد تغطية وسائل الإعلام لأزمة الكهرباء في رسالته الرابعة، قائلًا: «لما ألاقي في الجرنال عنوان (الحكومة منورة)، تعامل الإعلام مع الأزمات لا يتم بأسلوب تاريخ المشاكل». وقال: «أصارح الإعلاميين اللي أنا مرتين كلمتهم على إنهم مهم كلنا نتكلم بلغة الفهم الحقيقي لحجم المشاكل، ثم نقول عرفنا، ونقول نقدر ولا مانقدرش، عشان نبقى عارفين وقادرين، مهم أوى نكون واعيين بمشاكلنا، ثم عارفين إننا نتغلب عليها وننجح». وأضاف: «قلت لا يمكن أتكلم من كلام مكتوب، قولت مش هتكلم كلام مترتب لكن هتكلم من واقع المسؤولية والأمانة اللى أنتم حملتوني بيها»، عارجًا بحديثه إلى أزمة الصرف الحي والموازنة العامة، قائلًا: «الصرف الصحي معمول ل20%، وإحنا بنتكلم في المليارات وإذا موجودة هنعمله، وهفكركم الموازنة 4 أقسام قسم منه الربع، عجز، وأنا مابنساش، والربع الثاني خدمة الدين لكن الدين بيزيد، وربع للدعم، وكلمتكم عن موضوع الدعم، وخففنا خمسه، وعمل الآثار اللي بنتكلم فيها، وفيه ناس مساكين كتير ولازم نخلي بالنا من ده، بس بقوله عشان نفتكر مع بعض». وكشف عن حوار دار بينه ووزير التربية والتعليم، محمود أبوالنصر، قائلًا: «كلمني في إن 51 ألف مدرس عايزينهم طيب ما نعينهم، هنجيب المرتبات منين؟، واحد يقول الكلام مايتقالش، لأ الكلام ده يتقال». السيسي يدعو الشعب لقبول التحدي وإلى جانب الصبر والجهاد، قدم السيسي رسالة خامسة، بقوله: «عاوز أقولكم أرجو إنكم ماتتألموش من ده، ولازم ننتصر في معركتنا ولازم ناخد مصر في المكان اللائق بيها، لو كلنا مع بعض اشتغلنا على ده، وقلنا إننا نقبل التحدي ونصبر عليه، نستطيع نعمل المستحيل». وشدد على أن المصريين سيعرفون الأسباب الحقيقية لأزمة انقطاع الكهرباء، بقوله: «مش هنخبي عليكم حاجة»، مؤكدًا تفاؤله بمستقبل مصر، وسط خطابه، الذي جاء في تمام الساعة ال12 من ظهر 6 سبتمبر الجاري. السيسي يحيي شهداء مدرعة العريش ويدعو ربه وترك السيسي أزمة الكهرباء، للحديث عن شهداء مدرعة العريش، موجهًا لهم التحية والتقدير، وقال: ««هما أبدا لم يُفقدوا، هما واقفين كويس أوى عشان بلدهم، هما بيقدموا بلدهم ودمهم عشان حياتنا، التحية والاحترام والتقدير ليهم، وربنا يجمعنا بيهم في الجنة إن شاء الله»، مقدمًا العزاء لذويهم. وعن أسلوب الرد على قاتلي رجال الجيش والشرطة، قال: «قلنا فيه إرهاب، عاوزين يهدوا الدولة وبيعتبرونا أعداء، وبنحاول نجابههم بمنتهى الحزم والحسم، لكن بنبقى حريصين إنه ما يكونش فيه تجاوز يسىء أو يؤذي البشر والأبرياء في المناطق دي جراء المواجهات». وفي ختام خطابه دعا ربه أن يساعد مصر في البناء والإصلاح، وأضاف: «يا رب على قد إخلاصنا ومن فضلك ومن عظمتك ومن قدرتنا إدينا، ويا رب إذا كنا مخلصين في البناء والإصلاح ساعدنا، وإن شاء الله ربنا يساعدنا، ومرة تانية بقول تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر».
