اليوم، انطلاق التصويت بالداخل في جولة إعادة 19 دائرة ملغاة من انتخابات النواب    من 8 صباحا والعودة مفتوحة، فصل الكهرباء اليوم عن 5 مناطق في إسنا جنوب الأقصر    في سابقة تاريخية بالبيت الابيض، متحدثة ترامب تكشف عن "أعظم هدية" في عيد الميلاد    انفصال بعد 21 عامًا يشعل السوشيال.. داليا مصطفى في صدارة الاهتمام وتفتح صفحة جديدة فنيًا    منها السرطان والخصوبة، النوم بجانب هاتفك يصيبك ب 4 أمراض خطرة على المدى الطويل    "التحالف الوطني" يُطلق مسابقة "إنسان لأفضل متطوع" ويوقع أعضاؤه أول ميثاق أخلاقي مشترك للتطوع في مصر| صور    افتتاح مسجد «عبد الله بن عباس» بمدينة القصير بتكلفة 7.5 مليون جنيه| صور    هجوم صاروخي روسي يستهدف العاصمة الأوكرانية كييف    عماد الزيني رئيسًا ل "هواة الصيد" ببورفؤاد.. والجمعية العمومية ترسم لوحة الانتصار ب 2025    ضبط 11 محكومًا عليهم والتحفظ على 4 مركبات لمخالفة قوانين المرور    وزير الرى يتابع إجراءات تدريب الكوادر الشابة بالوزارة فى مجال إدارة المشروعات    جاهزية 550 مقرًا انتخابيًا في سوهاج لجولة الإعادة بانتخابات مجلس النواب 2025    وزيرا التعليم العالي والأوقاف يفتتحان مستشفى جامعة بورسعيد    بورسعيد تهدي الوطن أكبر قلاعها الطبية.. افتتاح المستشفى الجامعي| صور    إنذار بحري.. الأرصاد تُحذر من اضطراب ملاحة البحر المتوسط    مدرب مالي يهاجم التونسي هيثم قيراط حكم ال VAR بعد التعادل أمام المغرب في أمم إفريقيا    121 عامًا على ميلادها.. «كوكب الشرق» التي لا يعرفها صُناع «الست»    شاهد.. حريق هائل يلتهم أكشاك بمحيط محطة رمسيس| فيديو    ابني بخير.. والد القارئ الصغير محمد القلاجي يطمئن الجمهور على حالته الصحية    بسبب الميراث| صراع دموي بين الأشقاء.. وتبادل فيديوهات العنف على مواقع التواصل    صور من الظل إلى العلن.. الديمقراطيون يفضحون شبكة علاقات إبستين    التعليم: واقعة التعدى على طالبة بمدرسة للتربية السمعية تعود لعام 2022    الصحة العالمية تحذر: 800 ألف حالة وفاة سنويا في أوروبا بسبب تعاطي هذا المشروب    منع جلوس السيدات بجوار السائق في سيارات الأجرة والسرفيس بالبحيرة    ترامب: احتمالات إبرام اتفاق تسوية للأزمة الأوكرانية خلال زيارة زيلينسكي إلى فلوريدا    البروفيسور عباس الجمل: أبحاثي حوّلت «الموبايل» من أداة اتصال صوتي لكاميرا احترافية    أمم إفريقيا – مدرب مالي: كنا نستحق ركلة جزاء إضافية أمام المغرب    فلافيو: الفراعنة مرشحون للقب أفريقيا وشيكوبانزا يحتاج ثقة جمهور الزمالك    أستاذة اقتصاد بجامعة عين شمس: ارتفاع الأسعار سببه الإنتاج ليس بالقوة بالكافية    خبيرة تكشف سر رقم 1 وتأثيره القوي على أبراج 2026    زاهي حواس يرد على وسيم السيسي: كان من الممكن أتحرك قضائيا ضده    عمرو أديب عن واقعة ريهام عبدالغفور: "تعبنا من المصورين الكسر"    مها الصغير أمام المحكمة في واقعة سرقة اللوحات    أمم إفريقيا - فلافيو: أتمنى أن نتعادل مع مصر.. وبانزا يحتاج للحصول على ثقة أكبر    شيكابالا: الشناوي لا يحتاج إثبات نفسه لأحد    مانشستر يونايتد يحسم مواجهة نيوكاسل في «البوكسينج داي» بهدف قاتل بالدوري الإنجليزي    سقوط أمطار خفيفة على مدينة الشيخ زويد ورفح    الأردن يدين الانفجار الإرهابي في مسجد بحمص ويؤكد تضامنه الكامل مع سوريا    الفضة ترتفع 9 % لتسجل مستوى قياسيا جديدا    البنك المركزى يخفض أسعار الفائدة 1% |خبراء: يعيد السياسة النقدية لمسار التيسير ودعم النمو.. وتوقعات بتخفيضات جديدة العام المقبل    بعد حركة تنقلات موسعة.. رئيس "كهرباء الأقصر" الجديد يعقد اجتماعًا مع قيادات القطاع    ريابكوف: لا مواعيد نهائية لحل الأزمة الأوكرانية والحسم يتطلب معالجة الأسباب الجذرية    الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص بحاجة للمساعدات في سريلانكا بعد إعصار "ديتواه"    لماذا تحتاج النساء بعد الخمسين أوميجا 3؟    د. خالد قنديل: انتخابات رئاسة الوفد لحظة مراجعة.. وليس صراع على مقعد| حوار    صلاح حليمة يدين خطوة إسرائيل بالاعتراف بإقليم أرض الصومال    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    الأمم المتحدة: الحرب تضع النظام الصحي في السودان على حافة الانهيار    غدا.. محاكمة أحد التكفيرين بتهمة تأسيس وتولي قيادة جماعة إرهابية    الشدة تكشف الرجال    لماذا لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على السيدة خديجة طيلة 25 عامًا؟.. أحمد كريمة يُجيب    إقبال كبير من أعضاء الجمعية العمومية لانتخابات الاتحاد السكندري    إصابة مواطنين إثر انقلاب سيارة ربع نقل على صحراوى جنوب الأقصر    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    خناقة في استوديو "خط أحمر" بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات الزوجية    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    الليلة في أمم إفريقيا.. المغرب يصطدم بمالي في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين    مخالفات مرورية تسحب فيها الرخصة من السائق فى قانون المرور الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فخري عبدالنور: 10ملايين متظاهر بجميع ميادين مصر الأحد
نشر في النهار يوم 28 - 06 - 2013

توقّع منير فخري عبد النور، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، أبرز تنظيم معارض في مصر، أن تصل حشود المتظاهرين ضد الرئيس مرسي يوم الأحد المقبل إلى 10 ملايين متظاهر في مختلف ميادين مصر من الإسكندرية شمالاً، إلى أسوان جنوباً.
ورأى عبد النور، أمين عام جبهة الإنقاذ، ووزير السياحة الأسبق، أنه في حال عدم حدوث ذلك الحشد، وهو أمر "احتماله ضعيف" فستفقد المعارضة كثيراً من مصداقيتها وسيسيطر الرئيس المصري على الأوضاع في مصر.
واعتبر عبد النور، أن السيناريو الأقرب للحدوث يوم الأحد، الخروج عن السلمية، وأن أرواحاً كثيرة ستزهق، مشيراً في نفس الوقت إلى أن جبهة الإنقاذ ليست محل اتهام، ولا تعطي أي غطاء سياسي أو غير سياسي على أعمال العنف، ولكن بحسب قوله إذا خرجت المظاهرات عن السلمية ف"لن نكون نحن المعتدين بل سنكون نحن المعتدى علينا".
كما توقّع عبد النور، أن تتغير مواقف بعض الأطراف تجاه مظاهرات 30 يونيو، حيث ستسحب القوى الدولية المساندة لنظام الإخوان تأييدها، وتقف على الحياد، فضلاً عن أن الجيش المصري سيوضح موقفه ويساند الشعب المصري في تحقيق أهدافه ومطالبه، دون السيطرة على الحكم، مستفيداً من التجربة التي وصفها عبد النور بالمريرة خلال فترة إدارة الجيش للبلاد ما بين 12 فبراير 2011 و30 يونيو 2012.
وشنَّ عبد النور هجوماً حاداً على الرئيس المصري بعد خطابه أول أمس، حيث وصفه بالشخص "المرتبك المغيّب، الذي لا يريد أن يواجه الحقيقة والواقع، ولا يحترم القانون ويتهجّم على السلطة القضائية"، معتبرًا أن خطاب الرئيس، الأربعاء الماضي، سيدفع مزيداً من المصريين للنزول يوم الأحد المقبل للتظاهر ضده.
وشدد عبد النور، وهو من عائلة مسيحية معروفة باشتغالها بالسياسة منذ مطلع القرن الماضي، وذكره الرئيس مرسي في خطابه الأخير ضمن الشخصيات التي رفضت البقاء في منصبها وتحمّل المسئولية مع النظام الحالي، على أن مشاركة الأقباط في مصر ستكون "كبيرة" ضمن مظاهرات 30-6.
وإلى نص الحوار:
*بدايةً، ما هو تقييمكم للمشهد السياسي المصري الآن؟
المشهد أقل ما يمكن أن يوصف به أنه مشهد مرتبك، إنما هو أكثر من ذلك، نحن أمام مجتمع منقسم وإدارة وحكومة تتسم بعدم الكفاءة وعدم الخبرة، حكومة ليس لها رؤية أو برنامج تريد أن تطبقها لتحقق أهداف مصر ما بعد الثورة.
يجب أن نعترف بأننا أمام مجتمع غاضب وهذا يصعّب المسؤولية على الحاكم في إدارة هذا المجتمع. باختصار نحن لدينا 3 مشكلات: الحكومة غير كفء، والمجتمع غاضب ومنقسم.
*كيف يمكن، من وجهة نظر "جبهة الإنقاذ"، التغلب على هذه الأزمات والوصول إلى توافق مجتمعي؟
نحن على يقين ومؤمنين إيماناً كاملاً بأن كل مشكلات مصر دون استثناء لا يمكن حلها خارج إطار التوافق الوطني الواسع، فجميعها في حاجة إلى توافق، والتوافق يحتاج إلى مشاركة جميع أطراف الجماعة السياسية لإيجاد أفضل الحلول للمشكلات المتراكمة.
وللأسف، أحد أسباب المشكلة التي تواجههنا أن نظام الحكم الحالي غير قادر على الوصول إلى هذا التوافق المنشود.. غير قادر لأنه يريد أن يستحوذ على كل السلطات ويرفض المشاركة.. غير قادر لأنه يعتبر أنه يحتكر الحقيقة وأن الآخرين ضالون.
*عفوًا، نتحدث عن ضرورة التوافق، وطرح الرئيس المصري في خطابه الأخير عددًا من الخطوات التصالحية، من وجهة نظره، من بينها تشكيل لجنة للمصالحة، وأخرى لتعديل الدستور، فضلا عن إجراء انتخابات برلمانية قريبة، فلماذا لا تتبنوا، كمعارضة، هذه الخطوات وتقوموا بالبناء عليها؟
أولاً التوقيت مهم، وهذه كانت مطالب نطالب بها من خلال جبهة الإنقاذ منذ أكثر من 6 أشهر ولم يلب الرئيس هذه المطالب، وخلال هذه الفترة اتسعت الفجوة بين رغبات وتطلعات الشارع واستجابة نظام الحكم، للأسف قطار الغضب انطلق ولا يوجد قوة على أرض الواقع تستطيع أن توقف هذا القطار من اندفاعه، لا جبهة الإنقاذ ولا رؤساء الأحزاب ولا حتى القيادات الشبابية التي تدفع هذا القطار، لا أحد يمكنه إيقافه في اندفاعه السريع المخيف الخطير، فضلاً عن أن كل هذه الحلول تأتي متأخرة وهي أقل بكثير لما يتطلع إليه الشعب المصري.
*الحديث عن أن قطار الغضب انطلق مخيف وربما ستكون النتائج مخيفة وهو ما يجعلنّا نريد أن نعرف ما هو المتوقع يوم 30 يونيو؟
أتصوّر أن يوم 30 يونيو حجم الحشود سيكون جباراً، وأعتقد أن الأعداد في شوارع وميادين مصر من إسكندرية إلى أسوان ستتراوح بين 7 إلى 10 ملايين سيتظاهرون ويطالبون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، إن لم تكن فورية. لكن أحب أن أشير هنا إلى أن دعوة الشباب وجبهة الإنقاذ ودعوة الأحزاب كلها للتظاهر دعوة للتظاهر السلمي لكن في نفس الوقت لا يوجد قوة يمكنها أن تحول دون الخروج عن هذه السلمية.
*هل يعني حديثك أنك تتوقع وقوع أحداث عنف؟
بمنتهى الصراحة – للأسف - الخروج عن السلمية أقرب إلى الواقع بكثير من انتهاء 30 يونيو بسلمية تامة، وهذا معناه أن الدم سيسيل، وأن أرواحاً كثيرة ستزهق – للأسف - لأنها دماء ذكية، دماء مصريين أخوة في الوطن.
*من وجهة نظركم، من سيكون المتسبب في سيناريو الخروج عن السلمية؟
سيكون العنف لأسباب عدة سواء بسبب ردود الأفعال للمعارضين لهذه المظاهرات أو بسبب استجابة البعض لدعوة استخدام القوة وسحق هذه المظاهرات، كما سمعنا من بعض الشيوخ، وهذا يعني أنه لا يوجد ضمان للخروج عن السلمية.
*لكن كيف ستواجهون كمعارضة هذا العنف إذا حدث، بما أنكم الداعون لهذه المظاهرات؟
لسنا محل اتهام ولن نكون، نحن دعاة سِلم ودعاة مظاهرات سلمية، فعندما خرجت مظاهرات الجمعة الماضي 21 يونيو (للتيار الإسلامي المؤيد للرئيس) تحت مسمى "لا للعنف" مرّ اليوم بسلام لأننا لا نعتدي والشباب الثائر لا يعتدي، وبالتالي إذا خرجت المظاهرات عن السلمية فلن نكون نحن المعتدين بل سنكون نحن المعتدي علينا. فجبهة الإنقاذ ليست محل اتهام ولا تعطي أي غطاء سياسي أو غير سياسي على أعمال العنف.
*وهل ترى 30 يونيو بداية لمعارضة نظام مرسي أم أنه نهاية لحكمه؟
30 يونيو قد تكون بداية للموجة الثانية لثورة 25 يناير وقد تكون نهاية لحكم الرئيس مرسي وسننتظر 30 يونيو وما بعد 30 يونيو وما سوف سيسفر عن المظاهرات. وأعتقد أن حجم الحشد مهم جداً وهو الذي سيقرر بداية أم نهاية.
*ولكن ما إذا جاء هذا الحشد مخيباً للآمال، هل وقتها ستكون نهاية المعارضة بمصر؟
إن لم تكن هذه المظاهرات حاشدة وكبيرة فبالقطع ستفقد المعارضة كثيراً من مصداقيتها وتُضعفها كثيراً وتجعل من محمد مرسي وحزبه وأهله وعشيرته مسيطرون تماماً على الوضع في مصر سواء الوضع الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي، وأنا أرى احتمال ذلك ضعيفاً.
*دعنا ننتقل إلى خطاب الرئيس مساء الأربعاء، كيف قرأته؟
رأيت أمامي شخصاً مرتبكاً، مغيباً وشخصاً لا يريد أن يواجه الحقيقية والواقع، عندما يتحدث لمدة ساعتين ونصف الساعة أو أكثر ولا يذكر كلمة واحدة عن حركة "تمرد" التي استطاعت أن تجمع أكثر من 15 مليون توقيع لسحب الثقة من الرئيس والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة أعتقد أننا عندنا مشكلة لأننا أمام رئيس جمهورية لا يريد أن يتطرق إلى المشكلة في حد ذاتها ولا يريد أن يقدم حلولاً حتى لو كانت هذه الحلول من خلال الوعيد أو التهديد لإخافة هؤلاء الذين قد يعرضون أو يتسببون في تعريض أمن واستقرار البلاد إلى الخطر.
وجدت شخصاً مغيباً لا يعرف الحقائق أو لا يريد أن يعرفها. سمعته يقدم أرقاماً اقتصادية تعوزها الدقة والمراجعة، من غير المعقول أن يقول إن نسب البطالة قد انخفضت كيف يمكن للبطالة أن تنخفض بينما منذ سنتين تلاشت الاستثمارات سواء كنا نتحدث عن الاستثمارات الأجنبية أو الاستثمارات المحلية الخاصة.
وجدت شخصًا "لا يحترم القانون"، كيف له أن يوجّه اتهامات بدون أي ادلة، كيف له أن يوجه اتهامات لقاضٍ ويتهمه بالتزوير دون أي دليل وعلى الملأ وبعد ذكر اسمه، كيف يتهجّم على السلطة القضائية ويتطرّق إلى قضايا تنظر من جانب النيابة العامة الآن أو من المحاكم. نصيحتي للرئيس لو سنحت له الفرصة لإلقاء خطب سياسية بعد ذلك أن يكون هناك مستشار قانوني إلى جانبه لمراجعة هذه الخطب.
عقب خطاب الرئيس، توقع مراقبون أن تفقد مظاهرات 30 يونيو زخمها، ما رأيك؟
أنا كأمين عام جبهة الإنقاذ، أتمنى إرسال تلغراف شكر للرئيس لأنه بخطابه الذي ألقاه سيزيد من أعداد الشباب الذي نوى التظاهر يوم الأحد، هذا الخطاب أثار كل المستمعين المصريين لمجرد تقليل الرئيس من حجم المشكلات الاقتصادية والحياتية التي يواجهها المواطن المصري. فمحاولة رسم صورة وردية للوضع شيء مثير وإلقاء اللوم بشأن أي تقصير على الذين سبقوه في الحكم أيضا شيء مثير وكأنه لا يتحمل أي مسؤولية.
*لكن كيف يمكن لمعارضة متمثلة في جبهة الإنقاذ أن تنتقد عدم تحمل المسؤولية وعندما يطلب منها الحوار ترفض؟
الحوار شيء جاد، ولكي يكون مثمراً ومجدياً يجب أن يقوم على 3 أسس، وهو أن يكون هناك جدول أعمال وموضوعات ومعرفة من يتحاور مع من وأخيراً أن يكون هناك آلية لتنفيذ التوصيات التي تنتج عن هذا الحوار.
هنا أشير إلى أول حوار دعا إليه الرئيس عندما طلب من الأحزاب المختلفة الذهاب إلى قصر الرئاسة 6 مساء، دون تحديد جدول الأعمال أو المشاركين أو حتى آلية تنفيذ التوصيات التي تنتج عن الحوار، ثم الحوار غير المشرف حول مشكلة المياه وسد النهضة (الإثيوبي) هذا هو مستوى الحوارات التي يدعو إليها الرئيس وهذا ما نرفضه، حوارات مهينة لمصر ومهينة للنخب السياسية.
*تُشير إلى مستوى الحوارات، فيما يعتبر البعض رفضكم المشاركة في الحكومة العام الماضي الذي تحدث عنه الرئيس في خطابه الأخير، رفضاً للحوار من الأساس؟
أنا أحد هؤلاء الذين رفضوا المشاركة في الحكومة، رغم أني قبلت خدمة الوطن في أحلك الظروف وبالتحديد في فبراير 2011 بعد قيام الثورة وفي ظروف حالكة لكن قلت أن الوطن يناديني وتحمّلت المسؤولية رغم الصعوبات التي واجهناها في الوزارات المختلفة التي شاركت فيها في 2011 وحتى صيف 2012، لكن من منطلق وطني أيضا رفضت الاستمرار في منصبي في التعديل الوزاري لأنني أردت إرسال رسالتين للحاكم: الأولى إذا كنت تريدني أن أشارك معك يجب أن تخبرني على أي أساس سنعمل، والثانية: كيف ستتضافر جهودنا للوصول إلى أهداف محددة وسياسات نتفق عليها.
أنا قدمت استقالتي في منتصف شهر يوليو 2012 عندما ضرب الرئيس ضرب الحائط بحكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب (الغرفة الأولى من البرلمان)، وقرر إعادته، رأيته امتهان للأحكام القضائية وامتهان لقيمة القانون والقضاء، وبالتالي لا يمكن أن أتعاون أو أتضامن في المسؤولية مع نظام لا يحترم القانون.
* هل ترى أن الرئيس مرسي في هذا التوقيت تحديداً أصبح لا يمثل جميع المصريين رغم أنه جاء عبر صندوق الانتخابات؟
جاء عبر صندوق الانتخابات بأغلبية بسيطة جداً ومع ذلك نحن نعترف أنه جاء من خلال صندوق الانتخابات وأنه رئيس للجمهورية ورئيس للمصريين، لكن هو لم يتصرف كرئيس لكل المصريين، فحضوره لمؤتمر نصرة سوريا أو نصرة الحق حيث بدا سعيداً بكل ما يقال من خطب ألقاها مشايخ، رغم أنها طائفية (ضد الشيعة)، وهذا تقسيم لا يمكن أن يقبل به رئيساً يحكم لكل المصريين.
وفي مظاهرات "لا للعنف" الجمعة الماضي، عندما ألقيت خطب عدائية ضد المعارضة وقالوا إنهم سيسحقونها وتهجموا على رموز من الواجب احترامها، أيا كانت الظروف، يجب أن نحترم شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب وبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وبابا الكنيسة الوطنية تواضروس الثاني، يجب أن نحترم القضاء والجيش المصري، لأن هذه بمثابة سند هذه الدولة.
وعنما وقع الحادث المؤلم والاعتداء على كنيسة الكاتدرائية الكبرى (في أبريل الماضي) خرجت علينا الرئاسة ببيان موقّع من مستشار الرئيس للشؤون الخارجية عصام الحداد باللغة الإنجليزية يتهم المعتدى عليهم (الأقباط) بأنهم البادئون في الاعتداء، إنهم لا يعرفون مصر، يحدثنا باللغة الإنجليزية وكأنه لا يهتم بالرأي العام المصري، إنما اهتمامه الأول بالرأي العام العالمي والأمريكي بالتحديد المساند لرأيهم وحكمهم. أظن أن الحكم يحتاج إلى خبرة ومعرفة وحنكة ووطنية.
*ماذا تتوقع من مشاركة الأقباط في مظاهرات 30 يونيو؟
بالقطع، مشاركة الأقباط ستكون كبيرة لأن مشاركة المصريين جميعاً ستكون كبيرة. المصريون مسلمون كانوا أم أقباطًا، صعايدة أم من بحري سيشاركون وبكثرة وبغزارة في المظاهرات يوم 30 يونيو رغم التهديد الخاص بزيد أو عبيد، هذا الشيخ أو ذاك، الحقيقة الغضب كبير والحماس كثير والنزول سيكون غزيراً.
*قلت إن الموقف الأمريكي مساند لحكم جماعة الإخوان المسلمين، هل سيتغيّر ذلك الأيام المقبلة؟
أتصور أمام هذه الحشود المتوقعة، هناك بعض الأطراف ستغيّر من مواقفها، فالقوة الدولية المساندة لنظام الإخوان ستغيّر من مواقفها أو على الأقل ستسحب هذا التأييد وهذه المساندة وتقف على الحياد، أتصور أيضاً أن الجيش المصري سيوضح موقفه، وتاريخيًّا الجيش دائما وعبر التاريخ وقف مع الشعب المصري ووقف وراء مطالب الشعب المصري وأتصور أيضا أنه سيساند الشعب المصري في تحقيق أهدافه ومطالبه.
*هل تعني بوقوف الجيش مع الشعب ووراء مطالبه أن تدخله هو ما تنتظره المعارضة؟
تدخل الجيش لا يعني بالضرورة تدخلاً للسيطرة على الحكم، أعتقد أن التجربة المريرة التي مر بها الجيش في الفترة ما بين 12 فبراير 2011 و 30 يونيو 2012 ستجعله حريصاً ألا يستدرج إلى هذا الفخ لأنه فخ. أعتقد أن تدخله سيكون لإيجاد حل للمشكلة .. حل توافقي وقد يكون الاحتكام إلى الصندوق هو هذا الحل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.