شرشر: الجيش العمود الفقري للبلاد.. وأراهن على ذكاء المواطن المصري انتقد أسامة شرشر، رئيس تحرير جريدة النهار المصرية، المظاهرات المناهضة للقضاء، ووصف المشهد الحالي بالعبثي، واعتبر في حوار اليوم السبت مع برنامج "اللقاء الإخباري" على إذاعة "صوت العرب، الجيش العمود الفقري للبلاد وحاميها. وقال أسامة شرشر، في حواره مع الإعلامي أيمن عطيه والإعلامية منال هيكل مقدما برنامج "اللقاء الإخباري"، إن مصر مقبلة على مرحلة لم تمر بها في تاريخها القديم والحديث، وتتجه نحو المجهول بيد أبناءها، لذلك يجب علينا أن نقول لها "إحنا أسفين يا مصر" بعد أن أصبحت مهانة بسبب أبناءها. وانتقد رئيس تحرير النهار التظاهرات التي نُظمت أمس الجمعة ضد القضاء المصري، وأشار إلى أنه لم يسمع أحد من قبل عن مظاهرة للقضاء على القضاء، ولم نسمع في مرحلة من المراحل بمظاهرة لتفكيك الجيش المصري أخر عمود فقري في البلد، كما لم نسمع في تاريخ مصر بأن الإعلام أصبح هو المتهم الأول والأخير في إسقاط الدولة. ووصف "شرشر" المشهد الحالي الذي تعيشه البلاد ب"الكارثي" و"العبثي"، وقال إن الثورة للأسف الشديد أفرزت أسوأ ما فينا، معتبرا عدم شعور المواطن المصري بالأمان في بلده "كارثة"، إلا أنه أكد أن مصر لن تخضع ولن تركع وستظل كما هي تمصر غيرها ولا يؤثر أحد فيها. ولفت رئيس تحرير النهار إلى أن الجيش المصري هو العمود الفقري للبلاد وحاميها، ولكنه لن يراهن عليه لأنه يجب أن نخرجه من المعادلة، مشيرا إلى أنه يراهن على ذكاء المواطن المصري. وأتهم "شرشر" النظام السابق بتغييب وعي المواطن ليصبح خارج الخدمة، إلى جانب احتكار كل شيء ليكون المواطن المصري خارج المشهد، مضيفا أننا كنا نرى في البرلمان خلال النظام السابق ما لم يراه حد من اتفاقيات أسماها باتفاقيات "شرف اللصوص"، والتي قسمت البلد لقطاعات، وكل قطاع مسئول عليه أحد من هؤلاء النخبة الذي دمرت البلد، وتابع قائلاً: دخلنا في مواجهات مع أعمدة هذا النظام في هذه المرحلة ما كان أحد يستطيع أن يتكلم معهم. وأشار رئيس تحرير النهار إلى أنه في ظل النظام السابق كان هناك تزوير علني ومنظم على مستوى الجمهورية، أفرز كائنات برلمانية ليس لها علاقة بالعمل السياسي ولا العمل الشعبي ولا الخدمي ولا بالعمل التشريعي، وأصبح كل شيء في البلد يصب في اتفاقية "شِرف اللصوص"، التي أصبحت تثرى ثراءا فاحشا، فيما كان الشعب يعاني معاناة شديدة، واستطرد قائلا أن الحياة الديمقراطية كانت معتقلة أو موقوفة، وكان المواطن المصري ليس له رأي، لافتا إلى أن المجالس المحلية التي تعتبر البرلمان الشعبي الحقيقي الذي يحل مشاكل المواطنين، كانت أداة للنخبة والحزب الوطني الحاكم الذي كان يختار مجموعة الموالين له، فأصبحت مشاكل المواطنين والوطن بلا حدود، وأصبح الأداء السياسي منعدم، إلا أنه أكد أن المواطن المصري كان بذكائه الفطري والتلقائي يميز بين الشخصية الجيدة والشخصية الرديئة، ومازالت الفطرية مستمرة، ضاربا مثالا على ذلك بتعاطف المواطن المصري في مرحلة من المراحل مع الإخوان المسلمين، ثم معارضته لهم بعد مجيء الدكتور محمد مرسي لرئاسة الجمهورية، حيث اكتشف المواطن إنه يعاني أكثر من الفترة السابقة لأنه هناك تكميم حقيقي وتزوير إرادة الجماهير، وأصبح المواطن المصري لا يجد لقمة العيش. وأكد "شرشر" أن مصر اليوم أصبحت محاصرة في ظل حكم الإخوان والرئيس محمد مرسي من خلال قوانين وشخصيات وكفاءات غير موجودة في الخدمة ، مشيرا إلى أن النظام السابق الذي نقول عنه فاسد، كان فيه كفاءات، مضيفا أن المشروع الإخواني ليس فيه عقليات ولا كفاءات ولا خطة ولا رؤية، ويتم خلاله اختيار العناصر الغير الصالحة للأماكن الحساسة والمهمة، وهذه الطامة الكبرى التي تعيشها مصر. وأبدى رئيس تحرير النهار، استياءه من أن الاختيار للمناصب في معظم قطاعات العمل العام بالدولة الآن أصبح طبقا للولاء للجماعة، مشددا على أن الولاء أولا وأخيرا يكون للوطن وللأرض وللتراب وليس للمرشد العام. وردا على سؤال أحد المواطنين، ماذا قدمت الأحزاب للمواطن المصري البسيط قديما وحديثا؟، أجاب رئيس تحرير النهار أنه لا توجد أحزاب في الأصل في مصر، موضحا أنه من خلال الممارسة السياسية الحقيقية، فإن الأحزاب ليست صناعة جماهيرية، ولكنها صناعة حكومية صناعة رئاسية صناعة كرتونية، لا تعبر عن الواقع ولا تعبر عن الشارع ولا تعبر عن المواطن المصري، مؤكدا أن الأحزاب القديمة والأحزاب الحديثة كلاهما كان يعمل لحساباته الخاصة. وتابع: الكل يتاجر بدماء الشهداء للوصول للسلطة - بالنسبة للأحزاب الحالية -، أما الأحزاب القديمة فكانت أحزاب موالية وتتلقي الدعم والعطايات والرشاوي السياسية من خلال العضويات في مجلس الشورى أو مجلس الشعب مقابل صمتها، لانها لم تكن أحزاب من واقع الشعب المصري. وأضاف رئيس تحرير النهار أن المواطن المصري عندما قام بالثورة كان يريد الخلاص من النظام السابق ليجد نظاما حقيقيا تكون أولى أولوياته هي حريته وحياته و أن تحقق العدالة الاجتماعية وتحترم أدميته ولا تنتهك، ولكن فوجئنا للأسف الشديد بعد الثورة بأن المشهد أكثر عبثية وأكثر مأسوية وأكثر ضبابية، وأصبح هناك مشاهد لم نراها من قبل أصبحت تحدث. وانتقد "شرشر" أداء بعض القنوات الفضائية، التي تعمل لحسابها وليس لحساب مصر، وتؤجج وتنشر الفتنة من خلال الشائعات ومن خلال الأجندات الخاصة، وقال رئيس تحرير جريدة النهار المصرية في ختام حديثه، إنه يخاف على جيش مصر ومؤسسة الأزهر والقضاء، وغير قلق على وسائل الإعلام الصحافة، لأنهم يمتكلون أقوى قنبلة في العالم وهي لكلمة، وأعرب عن أمله أن يكون هذا الخوف على مصر رسالة للرئيس محمد مرسي.