عاد من دمشق مؤخرا الزميل أسامة شرشر رئيس تحرير جريدة النهار والذي سافر ضمن مجموعة من الإعلاميين من مختلف دول العالم لمعاينة الموقف علي أرض الواقع. "المساء" التقته بعد ساعات من عودته لينقل لنا الصورة التي شاهدها كشاهد عيان علي الموقف. يقول أسامة شرشر: ذهبنا ونحن نشعر بحالة من القلق والخوف بسبب ما تبثه الفضائيات التي تصور المشهد السوري كما لو كان الذهاب إليه اشبه بالذهاب الي المحرقة والحروب الأهلية والمذابح بل ونصحنا البعض بعدم الذهاب لأن القتل والشبيحة في انتظارنا بداية من دمشق الي اللاذقية وحماة. يضيف منذ وطئت أقدامنا أرض دمشق اصررنا علي القيام بجولة ميدانية في شوارعها والتقينا مواطنين عاديين وكانت البداية منطقة دمشق القديمة وسوق الحامدية وكنيسة "مريمية" التي التقينا فيها بطريرك انطالية وسائر المشرق اغناطيوس الرابع الذي حرص علي تأكيد ان سوريا بخير مشددا في الوقت ذاته علي عمق العلاقات بين المسيحيين والمسلمين في سوريا مستنكرا عمليات التهويل والترويع والادعاء بالاقتتال والانقسام السوري وحملنا رسالة تحية الي الشعب المصري والبابا شنودة. التقينا بعد ذلك المطران لوقا الخوري الذي كان وراء حصار السفير الأمريكي وطرده من الكنيسة ومنعه من حضور القداس حتي لا يتم تسييس الكنيسة علي هوي أمريكا بالمناسبة فقد أصبح "لوقا" رمزا للوطنية والرفض للتدخل الأمريكي والغربي في الشأن الداخلي للبلاد بعد هذه الحادثة.. وقال لنا ان سوريا بخير مادامت مصر بخير. وقد اتخذت موقفي ضد السفير الأمريكي بعيدا عن النظام لأن سوريا بلد نعيش فيه ونحافظ عليه ونحميه بأرواحنا ونحن ضد أي تدخل أجنبي في سوريا أو أي محاولة لتدويل الأزمة السورية لوأد حركة الإصلاح والمصالحة ونحن مع الحل السياسي من خلال القرار السوري والشعب السوري فقط. يضيف شرشر: هذا ما لمسناه خلال جولتنا حيث عبر السوريون عن رفضهم للتدخل الأجنبي في شئون بلادهم.. واستمرت جولتنا في سوق الحامدية ومنطقة قصر العظم وخان أسعد والجامع الأموي العريق ثم انتقلنا الي شوارع اللاذقية لتجد حركة البيع والشراء عادية وسط ترحيب بنا من المواطنين. يستكمل حديثه بقوله كانت الجولة الأخيرة التي استغرقت أكثر من 3 ساعات بالأتوبيس الي حماة وعدد من المناطق الريفية والخيام الفلسطينية حيث كان الوضع هادئا الي حد كبير وتساءلنا عن أسباب اندلاع المظاهرات في حماة فقالوا لنا ان هناك البعض يتصيد أي أخطاء نظرا لحساسية الموقف من حماة بأثر رجعي. اختتم حديثه بالاشارة الي حديث بشار الأسد للتليفزيون السوري والذي اعترف فيه بأن الفترات السابقة تم فيها تهميش الشباب الذي يعتبر وقود البلد وحاضره ومستقبله لافتا الي انه سيتم اشراكه في وضع المرحلة القادمة وعبور المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد مشددا علي انه ماض في برنامج الإصلاح الدستوري وإلغاء قانون الطوارئ خلال جدول زمني وفي مدة لا تزيد عن 6 أشهر.