كتب محمد كساب مصطفى حمزةانتقد خبراء محليون ودوليون ضعف الدور الذى تلعبه منظمات المجتمع المدنى فى مصر، حيث قالوا إنها تحولت إلى جماعات مصالح، وأنها تختلف فى دورها بالمجتمعات الغربية الذى يتحدد فى تحقيق التكيف والاستقرار على عكس ما نراه بأن دورها احدث التغيير والتحول الديمقراطى، مؤكدين أن النظم السياسية فى المنطقة العربية لا تسمح بمشاركة حقيقية للأحزاب التى تآكلت عضويتها، خاصة أن مصر خالفت إلتزاماتها الدولية بمكافحة الفساد تحديداً ما يصرف من أموال على العملية الانتخابية.وانتقد أيمن عبد الوهاب، مدير وحدة المجتمع المدنى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، منظمات المجتمع المدنى بالنسبة لدورها فى الانتخابات، قائلاً إن دورها انحصر على متابعتها وليس مراقبتها، كما أنها تعانى كثير من الضعف وحجم اسهامها فى فى ذلك ضعيف، حيث أكد أنها تتوقف عند الفرز واعلان النتيجة مع أنه يجب أن تكون نقطة البداية بالنسبة لها.المجتمع المدنى مش بيغير فى سياسة البلد والمنظمات مختلفة بشكل تام عن المنظمات الموجودة فى الغرب، حيث تقوم بتحقيق التوازن والاستقرار والتكيف .. ولا أنكر أن هناك دور مهم له لدينا ولكن بعض المنظمات تحولت لجماعات مصالح ، هكذا تحدثت الدكتورة أمانى قنديل، المدير التنفيذى للشبكة العربية للمنظمات الأهلية، خلال الندوة التى نظمتها وحدة المجتمع المدنى اليوم، بالتعاون مع المنظمة الدولية لنظم الانتخابات أيفيس، وحملت عنوان ندوة المجتمع المدنى وقضايا الانتخابات فى مصر.مؤكدة أن الجمعيات الأهلية فى مصر تتعرض للتوظيف السياسى فى الانتخابات، وحين ذلك نقول أننا لسنا أمام مجتمع مدنى، ومن لعب هذه اللعبة هم جماعة الاخوان المسلمين عبر لعبها لدور اجتماعى خدمى. ولفتت إلى أنها وجدت نحو 400 مرشح فى الانتخابات لديهم جمعيات أهلية، منوهة بأن الانتخابات تتطلب ممارسة ديمقراطية سليمة واحترام للآخر الآن أصبح الآخر حزب وطنى وحزب وطنى فقط ومش قابلين بعض .. احترام آخر إيه بقى .من جانبه، قال بشار الديك، مستشار الأمين العام للمجلس التشريعى الفلسطينى، خلال الجلسة الثانية من الندوة التى تعرضت لموضع المشاركة السياسية والانتخابية، إن النظم السياسية فى الوطن العربى لا تتيح المشاركة للأحزاب، مشدداً على أن عملية التحول الديمقراطى ليست أصيلة لدينا، حيث جاءت اما استجابة لاحتياجات داخلية لدى الأنظمة التى تشعر بنقص شرعيتها، واما استجابة دولية كجزء من عملية التحول الديمقراطى فى العالم، وهو ما أدى إلى إخراج التجربة من سياقها ومضمونها، بالتالى شعرت الأحزاب بعدم جدوى المشاركة.ووافقه فى الرأى الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مؤكداً أن الظاهرة العامة تشير إلى غلبة تعرض الأحزاب فى المنطقة العربية للتآكل الوفد والتجمع مثلاً بدأوا بعضوية واسعة فى وصلت فى الوفد لنصف مليون وفى التجمع لربع مليون، فى وقت كان عدد سكان مصر نصف العدد الحالى، والآن عدد من بقوا فيه لا يكاد يذكر مقارنة بعدد من انضموا إليه .. وهى حالة متكررة فى بلاد عربية أخرى.بينما نفى ماجنوس أومان، الخبير ب أيفيس، تنفيذ مصر لإلتزامات اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد، التى صدقت عليها، خاصة أنها مصنفة من بين البلاد التى لا تتوافر بها بيانات عن حجم الأموال التى تنفق فى العملية الانتخابية، إلا أنه أوضح أن الأموال المقدمة إلى الأحزاب من الدولة خلالها قليلة للغاية ولا تصنع أى فرق، موجهاً انتقاده لقصر مدة الدعايا لانتخابات الرئاسة المحددة فى 12 يوم فقط، مما يجعل المرشحين يقومون بحملات مبكرة ربما سنوات تحت مسميات أخرى.