توقع محللون سياسيون ان تشهد الانتخابات البرلمانية القادمة حراكا متزايدا فى ظل مطالبات الاصلاح السياسى منتقدين توظيف المنظمات الاهلية فى العملية الانتخابية. اكد السيد ياسين المفكر السياسي علي ضرورة عمل دراسة حقيقية تسعي الي التعرف علي ما تريده منظمات المجتمع المدني من الشارع المصري لافتا الي ان دور غالبية تلك المنظمات صار يقتصر علي الانتخابات النيابية ومراقبتها فقط دون الاهتمام بحياة المواطن وحقه الاقتصادي والصحي وليس السياسي فقط. واضاف ياسين في مؤتمر "المجتمع المدني والانتخابات البرلمانية" الذي نظمه مركز الاهرام للدرسات الاسترتيجية والسياسية اليوم ان هناك ازمة ما في مصر تتمثل في ثقافة المواطن تجاه دور مجلسي الشعب والشوري، موضحا ان المواطن مازال يعتقد ان دور الشورى هامشي ولم يفهم بعد صلاحياته الكبيرة مما ادي الي العزوف نسبيا عن التصويت في الشوري الماضية متوقعا ان تشهد الشعب القادمة حضورا واسعا. وهاجم ياسين مااسماهم الاحزاب المجهولة، لافتا الي الي وجود مايقرب من 20 حزب لا يعرف المواطن او النخبة عنها شيئا، حتي ان النخبة نفسها لاتعرف قيادات هذه الاحزاب او برنامجها الذي من المفترض تنزل به الي المواطن العادي داعيا هذه الاحزاب الي "عرض نفسها وبضاعتها السياسية علي الاعلام". واكد ياسين ان تعبير (سيادة الدولة) لم يعد مصطلح "مطلق"، مطالبا بمشاركة المجتمع المدنى العالمى فى مراقبة الانتخابات وهذا لايعد تدخلا فى شئون الدولة بل يدخل ضمن حقوق المجتمع المدنى المحلى. وقالت د امانى قنديل عضو المجلس القومى للمرأة ان جميع الادبيات الغربية التى تناولت دور المجتمع المدنى لم تتناول قدرته على احداث تغير، متسائلة كيف يأتى الغرب الان ويطلب بأن يكون للمجتمع المدنى دور فى تغيير السايسيات المطروحة، موضحة ان دور المجتمع المدنى فى الدول الغربية يتحدد فى وظيفتين وهما الحفاظ على التوزان وتحقيق الاستقرار والتكيف مع السوق دون المشاركة في إحداث تغيير. وقالت امانى ان انتخابات البرلمانية عام 2005 شهدت اختلاط للنفوذ السياسى والاقتصادى معا فضلاعن دخول المصالح الرأسمالية الكبرى فى الجمعيات الاهلية، لافتا الى ان الاخوان حيث استطاعوا توظيف قدراتهم المالية داخل الجمعيات الاهلية مما انعكس عليهم اثناء الانتخابات البرلمانية. وانتقدت قنديل بشدة توظيف الجمعيات الاهلية لصالح العملية الانتخابية، لافتة الى ان الانتخابات الماضية كشفت عن ما يقرب من 400 مرشح (رجال اعمال واثرياء) ممن لديهم جمعيات اهلية واستطاعوا توظيفها اثناء العملية الانتخابية، كما انتقدت ايضا ما يحدث من تبادل الاتهامات والشتائم بين النساء اثناء العملية الانتخابية وقالت ان (كوتة النساء) كشفت ما يحدث داخل الجمعيات الاهلية، متهمة هذه المنظمات بانفصام الشخصية. وأشارت أمانى الى ما رصدته دراسىة اعدتها عام 2006 كشفت عن ان 38 منظمة خيرية كانت تراقب انتخابات انتخابات عام 2005.. ولم يتواجد بها اية كوادر حقيقية، مشددة على ان دور المجتمع المدنى هو متابعة العملية الانتخابية.. وليس رقابتها. وتساءل أيمن عبد الوهاب رئيس برنامج المجتمع المدنى بمركزالاهرام: هل لدينا مجتمع مدنى فى مصر؟ مجيبا ان هذا التساؤل يتنافى مع حالة النشاط والحيوية التى تبدو عليها بعض قطاعات هذا المجتمع خلال فترات زمنية معينة وربما يتنافى مع العمق التاريخى للعمل الاهلى. ورأى ايمن فى ورقته البحثية بعنوان (المجتمع المدنى المصرى.. اشكاليات الدور) ان الدولة سعت الى التعامل مع الجمعيات الاهلية كادوات تنفيذ السياسة العامة للدولة، الا ان الاندماج التنظيمى لم يمنع النوادي النقابية كالقضاة وهئية تدريس جامعة القاهرة من الاحتجاج على اتجاهات سياسية للنظام، ما يعني تراجع دور وزارة الشئون الاجتماعية فى التاثير على نشاط النوادي، كما ان جمعيات اهلية دينية.. اسلامية ومسيحية لعبت ادورا سياسية الى جانب ادوارها الاجتماعية والخيرية. واتفق مع د. اماني في ان دور الجمعيات في الإنتخابات هو المتابعة لا الرقابة.