«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المراقب يكشف حقيقة 6 قنوات إيرانية شيعية تدعى الدفاع عن الإسلام وتبث إرسالها على القمر الصناعي الإسرائيلي
نشر في المراقب يوم 30 - 06 - 2011

لا تزال موجات الغضب تجتاح الشارع العربي بعد التقرير الذي نشره موقع "سات ايدج" المتخصص في رصد حركة الأقمار الصناعية حول العالم وما تحمله من قنوات تلفزيونية، الذي نشرته جريدة الاهرام، حيث كشف عن وجود 6 قنوات إيرانية دينية موجهه الى العرب تبث من قلب تل أبيب وتقف وراءها واحدة من اكبر شركات الاتصالات الإسرائيلية ذكر الموقع ان القنوات هي: "آل البيت، الأنوار، فداك، الحسين، العالمية، الغدير".
جميع هذه القنوات رغم اختلاف مسمياتها تنطلق من خلال القمر الاسرائيلى "أموس" من شركة "ار ار سات" التي يملكها رجل الأعمال اليهودي دايفيد ريفر وتأسست في عام 1981 بموجب ترخيص من وزارة الاتصالات الإسرائيلية على ان تقوم بتقديم خدمات التداول عبر الأقمار الصناعية للإذاعة والتلفزيون إلى جانب الألياف البصرية والانترنت ويرأس مجلس إدارة الشركة راموت جلعاد وهو عميد احتياط في قوات الدفاع الجوي بجيش الاحتلال الإسرائيلي وهو حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم الاجتماعية من جامعة بار أيلان بإسرائيل وعلى درجة الماجستير في الإدارة من كلية الحرب العليا للطيران بفرنسا.
وذكر التقارير ان هذه القنوات تحاول التظاهر بالولاء لآل البيت وتجتهد في تمرير الرؤية الإيرانية وإقناع الجمهور العربي بها وتستهدف في المقام الأول تجميل صورة إيران وتشويه المذهب السني والإيحاء بوجود قرآن في بلاد فارس مخالف للقرآن الذي بين يدي المسلمين السنة في بقية أنحاء العالم وأن مصحف عثمان المتداول منذ 1400 سنة به أخطاء فجه بينما المصحف الإيراني خال من الأخطاء وتعمل على تهيئة العقول لقبول المذهب والفكر الشيعي وتسويق النظام الإيراني على انه حامي الديار والمدافع الوحيد عن كرامة الأمة أمام الصهاينة والصليبيين، واضافت الصحيفة ان هذة القنوات استطاعت ان تجذب الكثير من فطالحة الاعلام العربي والمصري على وجه الخصوص امثال يوسف ندا، فهمي هويدي، محمد سليم العوا، منتصر الزيات، ابراهيم عيسى وغيرهم.
ومن جانبه علق حسن كامل المغربي، كاتب صحفي متخصص في الشئون الاسلامية، بقوله: إن ما ذكر في التقرير يتوافق بالفعل مع السياسة الايرانية الواضحة منذ اعلان الثورة الايرانية وفتوى الخميني بضرورة تصدير الثورة الى جميع انحاء العالم وخصوصا منطقة الشرق الاوسط وان ما يحدث من تواصل ايرانى اسرائيلى في مجال الإعلام الفضائي يعد حلقة جديدة من مسلسل التحالف بينهم وهو ما ذكره من قبل الكاتب الامريكي الايراني الاصل ثريتا بارسي، استاذ العلاقات الدولية والمتخصص في شئون الشرق الاوسط ورئيس المجلس الايراني الامريكي السابق، في كتابه الشهير "التحالف الغادر" والذي اكد من خلاله ان إيران هي الدولة الثانية في الشرق الأوسط بعد اسرائيل التي تضم عدد كبير من اليهود والمزارات اليهودية كما يضم البرلمان الايراني نوابا من اليهود مؤكدا على وجود تعاون استخباراتي وصفقات اسلحة ومحادثات سرية بين طهران وتل ابيب تتم خلف الكواليس فى كافة المجالات واضاف موسى ان الامام الخميني قد سبق واصدر فتوى من قبل تقضي بحماية اليهود كاقلية دينية خاصة وان الكثير من المسئولين الاسرائيليين اصولهم فارسية ومن ابرزهم الرئيس الاسرائيلي السابق موتشيه كاتساف ورئيس التشيك السابق ايضا.
وشدد المغربي على ضرورة مناهضة صيغة الانصياع التي اجتاحت الشارع العربي للافكار الايرانية التي تحاول ان تروج لنفسها "المخلص والمنقذ" للعالم العربي والاسلامي من جشع و امبريالية الغرب واسرائيل عبر الخطب النارية التي يطلقها رؤسائها ومن قبلهم الشاه الايراني، خاصة وان هناك العديد من التقارير التي اكدت ان الماسونية هي الداعم الاساسي لاندلاع الثورة الإيرانية رغبة من قياداتها بتغيير معالم الحكم في منطقة الشرق الاوسط وليس هناك دليل قطعي على ذلك الا حفاظ الامام الخميني على بقاء الباب مواربا أمام اسرائيل عرفانا لها على مساعدتها لهم للقضاء على شاه ايران الذي استضافته مصر بعد ذلك لعلمها ببواطن الامور والخيوط التي دفعت لاندلاع هذة الثورة في بلاد فارس. لذا علينا ان نفكر جيدا قبل ان نصدق اي شيء يقال لنا او اي اعلام موجه الى المنطقة خاصة العبارات الرنانة التي يروجها الشيعة الايرانيين لاظهار مناهضتهم لامريكا واسرائيل لان كل الدول المحيطة بالمنطقة العربية لا تسعى الا لمصلحتها الخاصة وايران مثلها مثل كل الدول تحاول فرض سيطرتها وتكريس نفسها كدولة اقليمية عبر التلاعب بكل الخيوط وان كان تركيزها الاكبر على القضية الفلسطينة ولبنان ونشر المذهب الشيعي المخالف لتعاليم الاسلام في المنطقة العربية، وهو نفسه الهدف الذي تروج له اسرائيل اي ان المصالح الايرانية تتقدم على كل شيء حتى لو كان الاسلام نفسه، فكل شيء يهون امام السطوة والنفوذ اي ان المصلحة الايرانية هي التي تتحكم بالعلاقة مع اسرائيل وليست الشعارات المعادية لها والخطب الرنانة.
التحالف الغادر
يذكر ان كتاب بارسي "التحالف الغادر" قد اكد على قوة العلاقات بين اسرائيل وايران سواء في فترة حكم الشاه او فترة ثورة الخميني، حيث اوضح ان الشاه كان دائما يقول ان العلاقة بين اسرائيل وايران تشبه تلك القائمة بين عاشقين يعيشان قصة حب غير شرعية وهذة العلاقة استمرت فيما بعد مع بداية ثورة الخميني التي حافظت على علاقة تعاون مع اسرائيل فبقيت العلاقات تسيرعلى نفس منهج الشاه الساعي نحو النفوذ والهيمنة في المنطقة باستخدام كل الوسائل المتاحة ولو كانت تتعارض مع المبادئ المعلنة لقيادات الثورة وهو ما يؤكده استمرار ثورة الخميني في احتلال الاحواز والمطالبة بالبحرين ومحاولة السيطرة على منطقة الخليج والاصرار على تسميته بالخليج الفارسي واحتلال جزر الاماراتية و ايعاز الامام الخميني للرئيس الايراني ابو الحسن بني صدر اول رئيس لجمهورية إيران الاسلامية بضرورة الموافقة على اول صفقة سلاح بين اسرائيل وايران مؤكدا له ان الاسلام يسمح بذلك والغريب ان صفقة السلاح هذة كانت موجهة في الاساس الى قلوب وصدور العراقيين ولردع اي محاولة لانتزاع الجزر الاماراتية الثلاث مؤكدا له ان هذة الصفقة سوف تخفف عن ايران درجة العداء الامريكي وتقدم له قطع غيار السلاح الذي يحتاجه وللاسف كان هذا السلاح هو ما استولت عليه اسرائيل من سلاح الفلسطينيين في لبنان سنة 1982م.
وصلت قيمة الصفقة 100 مليون دولار وهذا يدل على ان الخطابات التي تملا عنان السماء للاستهلاك العام والشعبوي لا غير، أضاف بارسي ان العلاقة بين المثلث الاسرائيلي – الإيراني – الامريكي تقوم على المصالح والتنافس الاقليمي وليس نتاج ايدولوجيات وسياسات دينية على الاطلاق، فاسرائيل تعتمد في نظرتها الى إيران على "عقيدة الطرف" الذي يكون بعيدا عن المحور فيما تعتمد إيران على المحافظة على قوة الاعتماد على "العصر السابق" او التاريخ حين كانت الهيمنة "الطبيعية" لايران تمتد لتطال الجيران القريبين منها وكلتهما ليستا في صراع ايديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل.
فكل من إيران وإسرائيل يسعى الى مضاعفة حجم التعاملات السرية بينهما وهو ما يفسر لماذا ظلت الخطابات الصادرة من الجانبين في واد و التصرفات السياسية في واد اخر معاكس موضحا ان ايران الثيوقراطية ليست "خصما لا عقلانيا" للولايات المتحدة وإسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدام وافغانستان بقيادة الطالبان فطهران تعمد إلى تقليد "اللاعقلانيين" من خلال الشعارات والخطابات الاستهلاكية وذلك كرافعة سياسية وتموضع ديبلوماسي فقط.
فإيران تستخدم التصريحات الاستفزازية ولكنها لا تتصرف بناءا عليها باسلوب متهور وارعن من شانه ان يزعزع العلاقات بينها وبين اسرائيل وامريكا خاصة وان هدفها هي واسرائيل واحد وهو اظهار التفوق المستمر لهما على جيرانهما العرب وزيادة وجودهما في المنطقة وبث الرعب لاي محاولة عربية لدحض مخططاتهما او الوقوف ضدهما واضعاف كل الدول العربية حتى يرسو لهم الظفر بالغنائم والوجود الاقليمي.
أي انهما يعتمدان في الاساس على نظرية (لا حرب ولا سلم) وهذا ما يجعلهما يعتقدان انهما منفصلان عن المنطقة ثقافيا وسياسيا فالاسرائيليين محاطون ببحر من العرب ودينيا محاطون بالمسلمين السنة والايرانيين كذلك فهم عرقيا محاطون بمجموعة من الاعراق غالبها عربي و طائفيا محاطون ببحر من المسلمين السنة بعد ان اختارت ايران ان تميز نفسها عن العرب باتباعها للمذهب الشيعي بدلا من المذهب السني السائر في كافة البلدان الاسلامية والعربية.
لذلك فكلاهما يخشى الاخر فايران تخشى ان يؤدي اي سلام بين اسرائيل والعرب الى تهميشها اقليميا بحيث تصبح معزولة، واسرائيل تخشى من اي تعاون بين العالم العربي وايران حتى لا يكون على حسابها فتتضافر الجهود والجبهات فيما بينهم ووقتها يسهل القضاء عليها وهو ما يعني ان السلام بين اسرائيل والعرب يضرب مصالح إيران الإستراتيجية في العمق في هذه المنطقة ويبعد الأطراف العربية عنها ولاسيما سوريا مما سيؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي والقوات العسكرية و هو امر لا تحبذه طهران.
كما كشف الكتاب عن ان اجتماعات سرية كثيرة عقدت بين إيران وإسرائيل في عواصم اوروبية، اقترح فيها الإيرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة، تابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد و كان منها اجتماع "مؤتمر أثينا" في العام 2003 والذي بدا اكاديميا وتحول فيما بعد إلى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت غطاء كونه مؤتمرا أكاديميا.
كما رفع الستار عن حقيقة التعاون الاسرائيلي الايراني في كافة المجالات، فمثلا من ناحية التعاون العسكري بينهما، اضح بارسي ان اسرائيل المصدر الاول للسلاح للايران في الفترة من 1980- 1985 وهي فترة حرب الخليج الاولى المسماه بحرب الثمان سنوات حيث بدا هذا التعاون في مجال التسليح من خلال شركة الشيخ صادق طبطبائي، وهو احد اقرباء الامام الخميني مفجر الثورة، وكانت هذة الشركة حلقة الوصل بين ايران واسرائيل بالتعاون مع يوسف عازر احد رجال اجهزة المخابرات الاسرائيلية ولعب ايضا العقيد يعقوب النمرودي الملحق العسكري الاسرائيلي بطهران ابان حكم الشاه باستغلال شركته "شركة التجهيزات الدولية لإزالة الملح" لفتح خط تسليح لايران من اسرائيل واستطاع وقتها توقيع صفقة اسلحة كبيرة مع العقيد كوشك نائب وزير الدفاع الاسرائيلي لصالح ايران وظلت العلاقات العسكرية بين ايران وإسرائيل سرية الى ان انكشفت في عام 1981 عندما اسقطت وزارة الدفاع بالاتحاد السوفيتي السابق طائرة تابعة لشركة اروريو بلنتس الارجنتينية وهي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين ايران واسرائيل محملة بانواع السلاح وقطع الغيار ضمن صفقة قدرت بمبلغ 150 مليون دولار، تنقل خلالها 360 طنا من الاسلحة الاسرائيلية، وقد قتل خلال عملية اسقاط هذة الطائرة الوسيط البريطاني استويب ماك كفرتي.
وتواصل التعاون بين إيران وإسرائيل في ازدياد حتى وصل ذروته في عام 1984 وعقد فيه صفقة اسلحه اسرائيلية الى ايران قيمتها بلغت 4 مليارات دولار وهي تعد اكبر صفقة سلاح بينهما منذ بدء التعاون، وقد حوت على 58 الف قناع مضاد للغازات السامة من قبل شركة "شالون للصناعات الكيماوية" وكاشفات للغازات صنعتها شركة "ايلبت" الاسرائيلية تستعمل لغرض الكشف عن عوامل الاسلحة الكيماوية، وتم نصب انظمة السيطرة على الحرائق في دبابات شرقية بيعت الى إيران بالاضافة الى 22 عربة مزودة بمعدات خاصة بالحرب الكيمياوية ثم كان التعاون بينهما في انشاء مصانع للاسلحة الكيماوية بغرض القضاء على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتجهيز وسائل واقية ضد الاسلحة الكيماوية التي كان يتردد ان الرئيس العراقي يملكها ومن اطرف التقارير عن التعاون العسكري بينهم ما ذكره بيرسي في كتابه بان رئيس الجمهورية الايرانية احمدي نجاد يتحصن بمعدات اسرائيلية الصنع فكيف يقول ان اسرائيل عدو له.
وفجر بارسي المفاجاة الكبرى في كتابه حيث اكد ان اسرائيل تتعاون مع ايران في برنامجها النووي حيث اوضح ان هنالك ثلاثة مهندسين اسرائيليين شاركوا في ترميم المنشأة النووية في مدينة بوشهر الايرانية التي تضررت من هزات ارضية في السنوات الاخيرة وكلنا نذكر عدد الهزات الارضية التي حدثت في ايران خلال السنوات السابقة كان اخرها في شهر يوليو الماضي.
وثائق الشر
بعيدا عن كتاب بارسي يذكر ان هناك ثلاثة عشر وثيقة رسمية تؤكد التعاون الوثيق بين ايران واسرائيل اولها تلكس يطلب اذنا بالسماح لطائرة من شركة (ميد لاند) البريطانية للقيام برحلة نقل اسلحة أمريكية بين تل ابيب و طهران في الرابع من يونيو 1981م وهذة الوثيقة تثبت ان الاسلحة الاسرائيلية بدات بالوصول الى طهران منذ بداية حرب الخليج الاولى "الحرب الإيرانية – العراقية"، والوثيقة الثانية كانت في ثمان صفحات وهي عبارة عن عقد بين الإسرائيلي يعقوب نمرودي و الكولونيل ك. دنغام و قد وقع هذا العقد في يوليو 1981م و يتضمن بيع اسلحة اسرائيلية بقيمة 135,848,000 دولار و يحمل العقد توقيع كل من شركة (اي.دي.اي) الاسرائيلية ووزارة الدفاع الوطني الاسلامي يمثلها نائب وزير الدفاع الايراني، والوثيقة الثالثة عبارة عن رسالة سرية جدا من يعقوب نمرودي الى نائب وزير الدفاع الايراني وفي الرسالة يشرح نمرودي ان السفن التي تحمل صناديق الاسلحة من امستردام يجب أن تكون جاهزة عند وصول السفن الإسرائيلية الى ميناء امستردام، اما الوثيقة الرابعة فتتضمنت طلب نائب وزير الدفاع الإيراني العقيد ايماني من مجلس الدفاع تاجيل الهجوم على العراق الى حين وصول الاسلحة الاسرائيلية، فيما تضمنت الوثيقة الخامسة رسالة جوابية من مجلس الدفاع الإيراني حول الشروط الإيرانية لوقف النار مع العراق وضرورة اجتماع كل من العقيد دنغام والعقيد ايماني وهي دليل قاطع على ان اي هجوم ايراني ضد العراق لم يكن ليبدا الا بعد وصول شحنة من الاسلحة الاسرائيلية الى ايران وهو ما يعني ان اسرائيل كانت لها الذراع الكبرى في تحريك الحرب بين ايران والعراق ان لم تكن هي من ترسم لهم السياسيات العسكرية والاستراتيجية لتحقيق المكاسب، وهو ما اكدته الوثيقة السادسة التي حوت على رسالة سرية عاجلة تفيد بان العراق سيقترح وقف اطلاق النار خلال شهر محرم وان العقيد ايماني يوصي بالا يرفض الإيرانيون فورا هذا الاقتراح لاستغلال الوقت حتى وصول الاسلحة الاسرائيلية التي قد غادرت ميناء ايلات، والوثيقة السابعة تحتوى على طلب رئيس الوزراء الايراني من وزارة الدفاع وضع تقرير شامل حول شراء اسلحة اسرائيلية، فيما تضمنت الوثيقة الثامنة شرحا وافيا للعقيد ايماني في البداية للوضع الاقتصادي الايراني والسياسي ومدى قدرتها على مواصلة الحرب مع العراق وكيفية القضاء على تلك المشاكل انتظارا لوصول السلاح الذي سيتم استيراده من اسرائيل مرورا نوتردام منه الى بندر عباس على ان يصل في بداية ابريل 1982م، فيما حوت الوثيقة التاسعة على صورة لتاشيرة الدخول الإسرائيلية التي دمغت على جواز سفر صادق طبطبائي ابن اخو اية الله الخميني الذي قام بزيارة لاسرائيل للاجتماع مع كبار المسؤولين الإسرائيلي ونقل رسائل لهم من القادة الايراني حول الموقف الايراني على الجبهة مع العراق، ثم كانت الوثيقة العاشرة التي كانت عبارة عن رسالة وجهها رئيس الوزراء الايراني في ذلك الوقت حسين موسوي في يوليو 1983م يحث فيها جميع الدوائر الحكومية الايرانية لبذل اقصى جهودها للحصول على اسلحة امريكية من اي مكان في العالم ويضيف انه على جميع الوزارات والمسؤولين ان يضعوا شهريا كشفا بهذه المحاولات، ونجحت هذة المحاولات عبر الطائرات الاسرائيلية بالفعل وهو ما اوضحته الوثيقة الوثيقة الحادي عشرة التي تضمنت على تلكس الى مطار فرانكفورت يحوي تفصيل لارقام الطائرات التي تهبط في مطار فرانكفورت في الجزء ب 5 وقرب البوابة 42 و20 المخصص للطائرات الاسرائيلية وتحديد هذا المكان لتنفيذ عمليات نقل صناديق الاسلحة مباشرة الى الطائرات الايرانية التي خصص لها نفس المكان للانتظار داخل المطار وبذلك يتم نقل الاسلحة الى طهران، وتتبعها وثيقة اخرى وهي الوثيقة الثانية عشر التي تضمنت امرا سريا صادرا من نائب القيادة اللوجستية في الجمهورية الايرانية يطلب سرعة ازالة الاشارات الاسرائيلية من كافة الاسلحة المستوردة من اسرائيل حتى لاتخسر الجبهة ولاء الكثير من الجنود الايرانيين الذين توهموا ان بلادهم تعادي اسرائيل، فيما كانت الوثيقة الثالثة عشرة تحوي على طلب صرف مليار و781 مليون ريال ايراني موقع عليها وزير المالية من اجل شراء معدات عسكرية اسرائيلية عبر بريطانيا كل هذة الوثائق والادلة ساعدت في توضيح حدود العلاقات بين اسرائيل وايران وتحالفهم الشرير ضد العرب.
فيما كانت أكثر الوثائق خطورة والتي تكشف عن الوجه الحقيقي لايران واسباب تدخلاتها في المنطقة، هي الوثيقة التي قدمتها الى الولايات المتحدة في عهد جورج بوش – الابن بعد ان نمى الى علمها تطلعات امريكا الى غزو العراق، عرضت من خلالها تقديم مساعدة اكبر واهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه مقابل ما ستطلبه ايران منها من مساعدات عسكرية وسياسية تمكنها من احداث تواجد فعلي في المنطقة على امل ان يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين، كما تضمنت الوثيقة السرية الايرانية لعام 2003 والتي مرت بمراحل عديدة منذ 11 أيلول 2001 خمس بنود هي: عرض ايران استخدام نفوذها في العراق لتحقيق الامن والاستقرار وانشاء مؤسسات ديمقراطية وحكومة غير دينية، بالاضافة لعرض لتوفير الاطمئنان والتاكيد بانها لا تطور اسلحة دمار شامل والالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل ودون قيود، علاوة على عرض ايراني بايقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة والضغط عليها لايقاف عملياتها العنيفة ضد المدنيين الاسرائيليين داخل حدود إسرائيل العام 1967، بالإضافة إلى التزام ايراني بتحويل حزب الله اللبناني الى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الاطار اللبناني، ثم قبول ايراني باعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمة بيروت عام 2002 التي تنص على اقامة دولتين والقبول بعلاقات طبيعية وسلام مع اسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود 1967 واخيرا عرض ايراني بتقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية.
ردود متباينة
وقد تباينت الردود على حقيقة التعاون الاعلامي بين ايران واسرائيل ففي البداية اوضح الشيخ محمد الشهاوي، شيخ الطريقة الشهاوية، ان الفرقة الشيعية تحاول اختراق الجبهات الاسلامية السنية وخاصة المرتكزة في منطقة الشرق الاوسط باعتبارها اكثر المحافظين على المذهب السني والمناهضين لنشر المذهب الشيعي لذا فتعاونهم مع اسرائيل امرا عادي جدا لان اهدافهم تعلو عن المباديء وهذا نابع من منعهم من بث قنواتهم الطائفية على القمر الصناعي المصري، نايل سات، مشددا ان الغرض من بث هذة القنوات هو التشكيك في اصول الدين ونشر مباديء ولاية الفقيه حتى يكون جموع المسلمين دائما تابعين للامام الشيعي الموجود في طهران وبهذة الطريقة يستطيعون فرض ارائهم على سيادة الدول العربية لتحقيق ثقل اقليمي في المنطقة وهو نفس الهدف الذي جمع اسرائيل فهي الاخرى تسعى لتدمير العدو الاكبر لها وهو الاسلام وعندما تتوافق المصالح تتلاشي المباديء
وعزا الشهاوي حالة الجمود التي باتت فيها مصر والدول العربية حيال تلك المخططات الاسرائيلية – الايرانية في الوقت الذي تسعى كلتهما لاضعافنا فلازلنا نحن محلك سر ولاتزال مؤسساتنا الدينية وعلى رأسها الازهر الشريف بحاجة الى صحوة حقيقية لاجهاض ومناهضة تلك المخططات مشددا على ضرورة ان تقوم وزارة الاعلام المصرية بضروة تشكيل لجنة متخصصة للتصدي لتلك المخططات والعمل على الرد عليها فكريا بالشكل المطلوب لاظهار وجهة النظر الصحيحة عن الاسلام الصحيح.
ومن جانبه قال الدكتور احمد عبدالرحيم السايح، استاذ العقيدة بجامعة الازهر، ان هذة التقارير لا يمكن الوثوق بها لان هدفها الواضح هو اثارة المشاكل وتقسيم المسلمين والتفرقة بينهم وهو ما تسعى اليه الحركات الماسونية والصهيونية املا في خلق دسائس بين التيارات الاسلامية والترويج لزيف كبير بينها على الرغم من نقدنا الكبير والواضح تجاه نوعية البرامج التي يتم بثها على القنوات الست ومحاولة ترويجهم بان القرآن الحقيقي هو الموجود في بلاد فارس وان ما يوجد بين العرب غير صحيح، مؤكدا زيف هذة الادعاءات لان القرآن الحالي الذي بين ايدي اهل السنة في كل بلدان العالم هو ما نزل على الرسول "صلى الله عليه وسلم" وعهد الله بحفظه للمسلمين في ايته الكريمة "انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" ومن يدعي غير ذلك فهدفه نخر عظام المجتمع الاسلامي الذي يمتلك فلسفة صادقة على صدق معتقداته وهو ما يوضح ان هناك احتمال كبير بان هذا التعاون بين اسرائيل وايران حقيقة راسخة لان مصالحهم واحدة لذا وجب التصدي لها حتى لا يثير الشكوك في نفوس المسلمين.
على النقيض قلل الدكتور رفعت سيد احمد، استاذ العلوم السياسية ومدير مركز يافا للدراسات، من حجم العلاقات الايرانية – الاسرائيلية مشككا في صدق التقرير مؤكدا انا ما يتم بثه من تقارير تندرج تت بنود اللعبة السياسية في النطقة ولا تزيد عن كونها نوعا من النميمة السياسية التي تحاول اسرائيل ترويجها سعيا وراء توسيع نقاط الخلافات بين ايران والدول العربية التي تدين بالمذهب السني املا في تكثيف حدود قوتها الاقليمية لتقف في منطقة عداوة متساوية مع ايران بالنسبة للعرب بعد ان ساعدت السياسة الايرانية المناهضة للامبريالية والصهيونية والماسونية وما تفعله اسرائيل في الاراضي المحتلة في احداث تواجد لنفسها بين الشعوب العربية وتقوية الجبهات المساندة لها في الكثير من الدول العربية كحركات المقاومة في لبنان المتمثلة في حزب الله وفي فلسطين متمثلة في حركة حماس مشددا على ضروة توخي الحذر من هذة الالاعيب الدخيلة التي تسعى لتفكيك التعاون بين الدول العربية وايران الاسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.