منها سم النحل.. أفكار طلاب زراعة جامعة عين شمس في الملتقى التوظيفي    إزالة عدد من مخالفات البناء بالقاهرة الجديدة    أسعار النحاس اليوم الجمعة 17-5-2024 في السوق المحلي    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    لاعبو الأهلي يؤدون صلاة العشاء باستاد رادس بتونس (صور)    اليوم، أولى جلسات محاكمة الفنانة انتصار بتهمة الشهادة الزور    اليوم، انطلاق امتحانات الشهادة الإعدادية 2024 بالجيزة    سرقة محتويات مكتب تموين العجمي بالكامل    عمرو دياب يشعل حفل زفاف ريم سامي (فيديو)    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    "الذهب في الطالع".. خبير اقتصادي: يجب استغلال صعود المعدن الأصفر    خالد أبو بكر: مصر ترفض أي هيمنة إسرائيلية على رفح    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    الاحتلال يحاول فرض واقع جديد.. والمقاومة تستعد لحرب استنزاف طويلة الأمد    وزارة الصحة الفلسطينية: شهيد و6 إصابات جراء غارة إسرائيلية على منزل بجنين    فيضانات تجتاح ولاية سارلاند الألمانية بعد هطول أمطار غزيرة    محكمة الاستئناف في تونس تقر حكمًا بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات    وسط حصار جباليا.. أوضاع مأساوية في مدينة بيت حانون شمال غزة    مسؤول: واشنطن تُجلي 17 طبيبًا أمريكيًا من غزة    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    خالد بيومي: هذه نقاط قوة الترجي.. وأنصح كولر بهذا الأمر    اللجنة المشرفة على انتخابات نادي مجلس الدولة تعلن التشكيل النهائي(صور)    بالأسماء.. كولر يستقر على تشكيل الأهلي أمام الترجي    موعد مباراة الأهلي والقنوات الناقلة بنهائي دوري أبطال أفريقيا.. معلق وتشكيل اليوم وتاريخ المواجهات    أزمة في المنتخب الأولمبي قبل الأولمبياد (مستند خاص)    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    استعدادات المواطنين لعيد الأضحى 2024: البحث عن أيام الإجازة في القطاعين الحكومي والخاص    "دلوقتي حالًا".. مباشر جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة القاهرة    إصابة 6 أشخاص بطلقات نارية في معركة خلال حفل زفاف بأسيوط    سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه في بداية الأسبوع والعملات العربية والأجنبية السبت 18 مايو 2024    حظك اليوم برج الجدي السبت 18-5-2024 مهنيا وعاطفيا    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    حظك اليوم برج الدلو السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    "الدنيا دمها تقيل من غيرك".. لبلبة تهنئ الزعيم في عيد ميلاده ال 84    عايدة رياض تسترجع ذكرياتها باللعب مع الكبار وهذه رسالتها لعادل إمام    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    ارتفاع سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 18 مايو 2024    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    "الصدفة خدمتهما".. مفارقة بين حارس الأهلي شوبير ونظيره في الترجي قبل نهائي أفريقيا    الأرصاد تكشف عن موعد انتهاء الموجة الحارة التي تضرب البلاد    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    هل يمكن لفتاة مصابة ب"الذبذبة الأذينية" أن تتزوج؟.. حسام موافي يُجيب    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المراقب يكشف حقيقة 6 قنوات إيرانية شيعية تدعى الدفاع عن الإسلام وتبث إرسالها على القمر الصناعي الإسرائيلي
نشر في المراقب يوم 30 - 06 - 2011

لا تزال موجات الغضب تجتاح الشارع العربي بعد التقرير الذي نشره موقع "سات ايدج" المتخصص في رصد حركة الأقمار الصناعية حول العالم وما تحمله من قنوات تلفزيونية، الذي نشرته جريدة الاهرام، حيث كشف عن وجود 6 قنوات إيرانية دينية موجهه الى العرب تبث من قلب تل أبيب وتقف وراءها واحدة من اكبر شركات الاتصالات الإسرائيلية ذكر الموقع ان القنوات هي: "آل البيت، الأنوار، فداك، الحسين، العالمية، الغدير".
جميع هذه القنوات رغم اختلاف مسمياتها تنطلق من خلال القمر الاسرائيلى "أموس" من شركة "ار ار سات" التي يملكها رجل الأعمال اليهودي دايفيد ريفر وتأسست في عام 1981 بموجب ترخيص من وزارة الاتصالات الإسرائيلية على ان تقوم بتقديم خدمات التداول عبر الأقمار الصناعية للإذاعة والتلفزيون إلى جانب الألياف البصرية والانترنت ويرأس مجلس إدارة الشركة راموت جلعاد وهو عميد احتياط في قوات الدفاع الجوي بجيش الاحتلال الإسرائيلي وهو حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم الاجتماعية من جامعة بار أيلان بإسرائيل وعلى درجة الماجستير في الإدارة من كلية الحرب العليا للطيران بفرنسا.
وذكر التقارير ان هذه القنوات تحاول التظاهر بالولاء لآل البيت وتجتهد في تمرير الرؤية الإيرانية وإقناع الجمهور العربي بها وتستهدف في المقام الأول تجميل صورة إيران وتشويه المذهب السني والإيحاء بوجود قرآن في بلاد فارس مخالف للقرآن الذي بين يدي المسلمين السنة في بقية أنحاء العالم وأن مصحف عثمان المتداول منذ 1400 سنة به أخطاء فجه بينما المصحف الإيراني خال من الأخطاء وتعمل على تهيئة العقول لقبول المذهب والفكر الشيعي وتسويق النظام الإيراني على انه حامي الديار والمدافع الوحيد عن كرامة الأمة أمام الصهاينة والصليبيين، واضافت الصحيفة ان هذة القنوات استطاعت ان تجذب الكثير من فطالحة الاعلام العربي والمصري على وجه الخصوص امثال يوسف ندا، فهمي هويدي، محمد سليم العوا، منتصر الزيات، ابراهيم عيسى وغيرهم.
ومن جانبه علق حسن كامل المغربي، كاتب صحفي متخصص في الشئون الاسلامية، بقوله: إن ما ذكر في التقرير يتوافق بالفعل مع السياسة الايرانية الواضحة منذ اعلان الثورة الايرانية وفتوى الخميني بضرورة تصدير الثورة الى جميع انحاء العالم وخصوصا منطقة الشرق الاوسط وان ما يحدث من تواصل ايرانى اسرائيلى في مجال الإعلام الفضائي يعد حلقة جديدة من مسلسل التحالف بينهم وهو ما ذكره من قبل الكاتب الامريكي الايراني الاصل ثريتا بارسي، استاذ العلاقات الدولية والمتخصص في شئون الشرق الاوسط ورئيس المجلس الايراني الامريكي السابق، في كتابه الشهير "التحالف الغادر" والذي اكد من خلاله ان إيران هي الدولة الثانية في الشرق الأوسط بعد اسرائيل التي تضم عدد كبير من اليهود والمزارات اليهودية كما يضم البرلمان الايراني نوابا من اليهود مؤكدا على وجود تعاون استخباراتي وصفقات اسلحة ومحادثات سرية بين طهران وتل ابيب تتم خلف الكواليس فى كافة المجالات واضاف موسى ان الامام الخميني قد سبق واصدر فتوى من قبل تقضي بحماية اليهود كاقلية دينية خاصة وان الكثير من المسئولين الاسرائيليين اصولهم فارسية ومن ابرزهم الرئيس الاسرائيلي السابق موتشيه كاتساف ورئيس التشيك السابق ايضا.
وشدد المغربي على ضرورة مناهضة صيغة الانصياع التي اجتاحت الشارع العربي للافكار الايرانية التي تحاول ان تروج لنفسها "المخلص والمنقذ" للعالم العربي والاسلامي من جشع و امبريالية الغرب واسرائيل عبر الخطب النارية التي يطلقها رؤسائها ومن قبلهم الشاه الايراني، خاصة وان هناك العديد من التقارير التي اكدت ان الماسونية هي الداعم الاساسي لاندلاع الثورة الإيرانية رغبة من قياداتها بتغيير معالم الحكم في منطقة الشرق الاوسط وليس هناك دليل قطعي على ذلك الا حفاظ الامام الخميني على بقاء الباب مواربا أمام اسرائيل عرفانا لها على مساعدتها لهم للقضاء على شاه ايران الذي استضافته مصر بعد ذلك لعلمها ببواطن الامور والخيوط التي دفعت لاندلاع هذة الثورة في بلاد فارس. لذا علينا ان نفكر جيدا قبل ان نصدق اي شيء يقال لنا او اي اعلام موجه الى المنطقة خاصة العبارات الرنانة التي يروجها الشيعة الايرانيين لاظهار مناهضتهم لامريكا واسرائيل لان كل الدول المحيطة بالمنطقة العربية لا تسعى الا لمصلحتها الخاصة وايران مثلها مثل كل الدول تحاول فرض سيطرتها وتكريس نفسها كدولة اقليمية عبر التلاعب بكل الخيوط وان كان تركيزها الاكبر على القضية الفلسطينة ولبنان ونشر المذهب الشيعي المخالف لتعاليم الاسلام في المنطقة العربية، وهو نفسه الهدف الذي تروج له اسرائيل اي ان المصالح الايرانية تتقدم على كل شيء حتى لو كان الاسلام نفسه، فكل شيء يهون امام السطوة والنفوذ اي ان المصلحة الايرانية هي التي تتحكم بالعلاقة مع اسرائيل وليست الشعارات المعادية لها والخطب الرنانة.
التحالف الغادر
يذكر ان كتاب بارسي "التحالف الغادر" قد اكد على قوة العلاقات بين اسرائيل وايران سواء في فترة حكم الشاه او فترة ثورة الخميني، حيث اوضح ان الشاه كان دائما يقول ان العلاقة بين اسرائيل وايران تشبه تلك القائمة بين عاشقين يعيشان قصة حب غير شرعية وهذة العلاقة استمرت فيما بعد مع بداية ثورة الخميني التي حافظت على علاقة تعاون مع اسرائيل فبقيت العلاقات تسيرعلى نفس منهج الشاه الساعي نحو النفوذ والهيمنة في المنطقة باستخدام كل الوسائل المتاحة ولو كانت تتعارض مع المبادئ المعلنة لقيادات الثورة وهو ما يؤكده استمرار ثورة الخميني في احتلال الاحواز والمطالبة بالبحرين ومحاولة السيطرة على منطقة الخليج والاصرار على تسميته بالخليج الفارسي واحتلال جزر الاماراتية و ايعاز الامام الخميني للرئيس الايراني ابو الحسن بني صدر اول رئيس لجمهورية إيران الاسلامية بضرورة الموافقة على اول صفقة سلاح بين اسرائيل وايران مؤكدا له ان الاسلام يسمح بذلك والغريب ان صفقة السلاح هذة كانت موجهة في الاساس الى قلوب وصدور العراقيين ولردع اي محاولة لانتزاع الجزر الاماراتية الثلاث مؤكدا له ان هذة الصفقة سوف تخفف عن ايران درجة العداء الامريكي وتقدم له قطع غيار السلاح الذي يحتاجه وللاسف كان هذا السلاح هو ما استولت عليه اسرائيل من سلاح الفلسطينيين في لبنان سنة 1982م.
وصلت قيمة الصفقة 100 مليون دولار وهذا يدل على ان الخطابات التي تملا عنان السماء للاستهلاك العام والشعبوي لا غير، أضاف بارسي ان العلاقة بين المثلث الاسرائيلي – الإيراني – الامريكي تقوم على المصالح والتنافس الاقليمي وليس نتاج ايدولوجيات وسياسات دينية على الاطلاق، فاسرائيل تعتمد في نظرتها الى إيران على "عقيدة الطرف" الذي يكون بعيدا عن المحور فيما تعتمد إيران على المحافظة على قوة الاعتماد على "العصر السابق" او التاريخ حين كانت الهيمنة "الطبيعية" لايران تمتد لتطال الجيران القريبين منها وكلتهما ليستا في صراع ايديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل.
فكل من إيران وإسرائيل يسعى الى مضاعفة حجم التعاملات السرية بينهما وهو ما يفسر لماذا ظلت الخطابات الصادرة من الجانبين في واد و التصرفات السياسية في واد اخر معاكس موضحا ان ايران الثيوقراطية ليست "خصما لا عقلانيا" للولايات المتحدة وإسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدام وافغانستان بقيادة الطالبان فطهران تعمد إلى تقليد "اللاعقلانيين" من خلال الشعارات والخطابات الاستهلاكية وذلك كرافعة سياسية وتموضع ديبلوماسي فقط.
فإيران تستخدم التصريحات الاستفزازية ولكنها لا تتصرف بناءا عليها باسلوب متهور وارعن من شانه ان يزعزع العلاقات بينها وبين اسرائيل وامريكا خاصة وان هدفها هي واسرائيل واحد وهو اظهار التفوق المستمر لهما على جيرانهما العرب وزيادة وجودهما في المنطقة وبث الرعب لاي محاولة عربية لدحض مخططاتهما او الوقوف ضدهما واضعاف كل الدول العربية حتى يرسو لهم الظفر بالغنائم والوجود الاقليمي.
أي انهما يعتمدان في الاساس على نظرية (لا حرب ولا سلم) وهذا ما يجعلهما يعتقدان انهما منفصلان عن المنطقة ثقافيا وسياسيا فالاسرائيليين محاطون ببحر من العرب ودينيا محاطون بالمسلمين السنة والايرانيين كذلك فهم عرقيا محاطون بمجموعة من الاعراق غالبها عربي و طائفيا محاطون ببحر من المسلمين السنة بعد ان اختارت ايران ان تميز نفسها عن العرب باتباعها للمذهب الشيعي بدلا من المذهب السني السائر في كافة البلدان الاسلامية والعربية.
لذلك فكلاهما يخشى الاخر فايران تخشى ان يؤدي اي سلام بين اسرائيل والعرب الى تهميشها اقليميا بحيث تصبح معزولة، واسرائيل تخشى من اي تعاون بين العالم العربي وايران حتى لا يكون على حسابها فتتضافر الجهود والجبهات فيما بينهم ووقتها يسهل القضاء عليها وهو ما يعني ان السلام بين اسرائيل والعرب يضرب مصالح إيران الإستراتيجية في العمق في هذه المنطقة ويبعد الأطراف العربية عنها ولاسيما سوريا مما سيؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي والقوات العسكرية و هو امر لا تحبذه طهران.
كما كشف الكتاب عن ان اجتماعات سرية كثيرة عقدت بين إيران وإسرائيل في عواصم اوروبية، اقترح فيها الإيرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة، تابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد و كان منها اجتماع "مؤتمر أثينا" في العام 2003 والذي بدا اكاديميا وتحول فيما بعد إلى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت غطاء كونه مؤتمرا أكاديميا.
كما رفع الستار عن حقيقة التعاون الاسرائيلي الايراني في كافة المجالات، فمثلا من ناحية التعاون العسكري بينهما، اضح بارسي ان اسرائيل المصدر الاول للسلاح للايران في الفترة من 1980- 1985 وهي فترة حرب الخليج الاولى المسماه بحرب الثمان سنوات حيث بدا هذا التعاون في مجال التسليح من خلال شركة الشيخ صادق طبطبائي، وهو احد اقرباء الامام الخميني مفجر الثورة، وكانت هذة الشركة حلقة الوصل بين ايران واسرائيل بالتعاون مع يوسف عازر احد رجال اجهزة المخابرات الاسرائيلية ولعب ايضا العقيد يعقوب النمرودي الملحق العسكري الاسرائيلي بطهران ابان حكم الشاه باستغلال شركته "شركة التجهيزات الدولية لإزالة الملح" لفتح خط تسليح لايران من اسرائيل واستطاع وقتها توقيع صفقة اسلحة كبيرة مع العقيد كوشك نائب وزير الدفاع الاسرائيلي لصالح ايران وظلت العلاقات العسكرية بين ايران وإسرائيل سرية الى ان انكشفت في عام 1981 عندما اسقطت وزارة الدفاع بالاتحاد السوفيتي السابق طائرة تابعة لشركة اروريو بلنتس الارجنتينية وهي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين ايران واسرائيل محملة بانواع السلاح وقطع الغيار ضمن صفقة قدرت بمبلغ 150 مليون دولار، تنقل خلالها 360 طنا من الاسلحة الاسرائيلية، وقد قتل خلال عملية اسقاط هذة الطائرة الوسيط البريطاني استويب ماك كفرتي.
وتواصل التعاون بين إيران وإسرائيل في ازدياد حتى وصل ذروته في عام 1984 وعقد فيه صفقة اسلحه اسرائيلية الى ايران قيمتها بلغت 4 مليارات دولار وهي تعد اكبر صفقة سلاح بينهما منذ بدء التعاون، وقد حوت على 58 الف قناع مضاد للغازات السامة من قبل شركة "شالون للصناعات الكيماوية" وكاشفات للغازات صنعتها شركة "ايلبت" الاسرائيلية تستعمل لغرض الكشف عن عوامل الاسلحة الكيماوية، وتم نصب انظمة السيطرة على الحرائق في دبابات شرقية بيعت الى إيران بالاضافة الى 22 عربة مزودة بمعدات خاصة بالحرب الكيمياوية ثم كان التعاون بينهما في انشاء مصانع للاسلحة الكيماوية بغرض القضاء على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتجهيز وسائل واقية ضد الاسلحة الكيماوية التي كان يتردد ان الرئيس العراقي يملكها ومن اطرف التقارير عن التعاون العسكري بينهم ما ذكره بيرسي في كتابه بان رئيس الجمهورية الايرانية احمدي نجاد يتحصن بمعدات اسرائيلية الصنع فكيف يقول ان اسرائيل عدو له.
وفجر بارسي المفاجاة الكبرى في كتابه حيث اكد ان اسرائيل تتعاون مع ايران في برنامجها النووي حيث اوضح ان هنالك ثلاثة مهندسين اسرائيليين شاركوا في ترميم المنشأة النووية في مدينة بوشهر الايرانية التي تضررت من هزات ارضية في السنوات الاخيرة وكلنا نذكر عدد الهزات الارضية التي حدثت في ايران خلال السنوات السابقة كان اخرها في شهر يوليو الماضي.
وثائق الشر
بعيدا عن كتاب بارسي يذكر ان هناك ثلاثة عشر وثيقة رسمية تؤكد التعاون الوثيق بين ايران واسرائيل اولها تلكس يطلب اذنا بالسماح لطائرة من شركة (ميد لاند) البريطانية للقيام برحلة نقل اسلحة أمريكية بين تل ابيب و طهران في الرابع من يونيو 1981م وهذة الوثيقة تثبت ان الاسلحة الاسرائيلية بدات بالوصول الى طهران منذ بداية حرب الخليج الاولى "الحرب الإيرانية – العراقية"، والوثيقة الثانية كانت في ثمان صفحات وهي عبارة عن عقد بين الإسرائيلي يعقوب نمرودي و الكولونيل ك. دنغام و قد وقع هذا العقد في يوليو 1981م و يتضمن بيع اسلحة اسرائيلية بقيمة 135,848,000 دولار و يحمل العقد توقيع كل من شركة (اي.دي.اي) الاسرائيلية ووزارة الدفاع الوطني الاسلامي يمثلها نائب وزير الدفاع الايراني، والوثيقة الثالثة عبارة عن رسالة سرية جدا من يعقوب نمرودي الى نائب وزير الدفاع الايراني وفي الرسالة يشرح نمرودي ان السفن التي تحمل صناديق الاسلحة من امستردام يجب أن تكون جاهزة عند وصول السفن الإسرائيلية الى ميناء امستردام، اما الوثيقة الرابعة فتتضمنت طلب نائب وزير الدفاع الإيراني العقيد ايماني من مجلس الدفاع تاجيل الهجوم على العراق الى حين وصول الاسلحة الاسرائيلية، فيما تضمنت الوثيقة الخامسة رسالة جوابية من مجلس الدفاع الإيراني حول الشروط الإيرانية لوقف النار مع العراق وضرورة اجتماع كل من العقيد دنغام والعقيد ايماني وهي دليل قاطع على ان اي هجوم ايراني ضد العراق لم يكن ليبدا الا بعد وصول شحنة من الاسلحة الاسرائيلية الى ايران وهو ما يعني ان اسرائيل كانت لها الذراع الكبرى في تحريك الحرب بين ايران والعراق ان لم تكن هي من ترسم لهم السياسيات العسكرية والاستراتيجية لتحقيق المكاسب، وهو ما اكدته الوثيقة السادسة التي حوت على رسالة سرية عاجلة تفيد بان العراق سيقترح وقف اطلاق النار خلال شهر محرم وان العقيد ايماني يوصي بالا يرفض الإيرانيون فورا هذا الاقتراح لاستغلال الوقت حتى وصول الاسلحة الاسرائيلية التي قد غادرت ميناء ايلات، والوثيقة السابعة تحتوى على طلب رئيس الوزراء الايراني من وزارة الدفاع وضع تقرير شامل حول شراء اسلحة اسرائيلية، فيما تضمنت الوثيقة الثامنة شرحا وافيا للعقيد ايماني في البداية للوضع الاقتصادي الايراني والسياسي ومدى قدرتها على مواصلة الحرب مع العراق وكيفية القضاء على تلك المشاكل انتظارا لوصول السلاح الذي سيتم استيراده من اسرائيل مرورا نوتردام منه الى بندر عباس على ان يصل في بداية ابريل 1982م، فيما حوت الوثيقة التاسعة على صورة لتاشيرة الدخول الإسرائيلية التي دمغت على جواز سفر صادق طبطبائي ابن اخو اية الله الخميني الذي قام بزيارة لاسرائيل للاجتماع مع كبار المسؤولين الإسرائيلي ونقل رسائل لهم من القادة الايراني حول الموقف الايراني على الجبهة مع العراق، ثم كانت الوثيقة العاشرة التي كانت عبارة عن رسالة وجهها رئيس الوزراء الايراني في ذلك الوقت حسين موسوي في يوليو 1983م يحث فيها جميع الدوائر الحكومية الايرانية لبذل اقصى جهودها للحصول على اسلحة امريكية من اي مكان في العالم ويضيف انه على جميع الوزارات والمسؤولين ان يضعوا شهريا كشفا بهذه المحاولات، ونجحت هذة المحاولات عبر الطائرات الاسرائيلية بالفعل وهو ما اوضحته الوثيقة الوثيقة الحادي عشرة التي تضمنت على تلكس الى مطار فرانكفورت يحوي تفصيل لارقام الطائرات التي تهبط في مطار فرانكفورت في الجزء ب 5 وقرب البوابة 42 و20 المخصص للطائرات الاسرائيلية وتحديد هذا المكان لتنفيذ عمليات نقل صناديق الاسلحة مباشرة الى الطائرات الايرانية التي خصص لها نفس المكان للانتظار داخل المطار وبذلك يتم نقل الاسلحة الى طهران، وتتبعها وثيقة اخرى وهي الوثيقة الثانية عشر التي تضمنت امرا سريا صادرا من نائب القيادة اللوجستية في الجمهورية الايرانية يطلب سرعة ازالة الاشارات الاسرائيلية من كافة الاسلحة المستوردة من اسرائيل حتى لاتخسر الجبهة ولاء الكثير من الجنود الايرانيين الذين توهموا ان بلادهم تعادي اسرائيل، فيما كانت الوثيقة الثالثة عشرة تحوي على طلب صرف مليار و781 مليون ريال ايراني موقع عليها وزير المالية من اجل شراء معدات عسكرية اسرائيلية عبر بريطانيا كل هذة الوثائق والادلة ساعدت في توضيح حدود العلاقات بين اسرائيل وايران وتحالفهم الشرير ضد العرب.
فيما كانت أكثر الوثائق خطورة والتي تكشف عن الوجه الحقيقي لايران واسباب تدخلاتها في المنطقة، هي الوثيقة التي قدمتها الى الولايات المتحدة في عهد جورج بوش – الابن بعد ان نمى الى علمها تطلعات امريكا الى غزو العراق، عرضت من خلالها تقديم مساعدة اكبر واهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه مقابل ما ستطلبه ايران منها من مساعدات عسكرية وسياسية تمكنها من احداث تواجد فعلي في المنطقة على امل ان يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين، كما تضمنت الوثيقة السرية الايرانية لعام 2003 والتي مرت بمراحل عديدة منذ 11 أيلول 2001 خمس بنود هي: عرض ايران استخدام نفوذها في العراق لتحقيق الامن والاستقرار وانشاء مؤسسات ديمقراطية وحكومة غير دينية، بالاضافة لعرض لتوفير الاطمئنان والتاكيد بانها لا تطور اسلحة دمار شامل والالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل ودون قيود، علاوة على عرض ايراني بايقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة والضغط عليها لايقاف عملياتها العنيفة ضد المدنيين الاسرائيليين داخل حدود إسرائيل العام 1967، بالإضافة إلى التزام ايراني بتحويل حزب الله اللبناني الى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الاطار اللبناني، ثم قبول ايراني باعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمة بيروت عام 2002 التي تنص على اقامة دولتين والقبول بعلاقات طبيعية وسلام مع اسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود 1967 واخيرا عرض ايراني بتقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية.
ردود متباينة
وقد تباينت الردود على حقيقة التعاون الاعلامي بين ايران واسرائيل ففي البداية اوضح الشيخ محمد الشهاوي، شيخ الطريقة الشهاوية، ان الفرقة الشيعية تحاول اختراق الجبهات الاسلامية السنية وخاصة المرتكزة في منطقة الشرق الاوسط باعتبارها اكثر المحافظين على المذهب السني والمناهضين لنشر المذهب الشيعي لذا فتعاونهم مع اسرائيل امرا عادي جدا لان اهدافهم تعلو عن المباديء وهذا نابع من منعهم من بث قنواتهم الطائفية على القمر الصناعي المصري، نايل سات، مشددا ان الغرض من بث هذة القنوات هو التشكيك في اصول الدين ونشر مباديء ولاية الفقيه حتى يكون جموع المسلمين دائما تابعين للامام الشيعي الموجود في طهران وبهذة الطريقة يستطيعون فرض ارائهم على سيادة الدول العربية لتحقيق ثقل اقليمي في المنطقة وهو نفس الهدف الذي جمع اسرائيل فهي الاخرى تسعى لتدمير العدو الاكبر لها وهو الاسلام وعندما تتوافق المصالح تتلاشي المباديء
وعزا الشهاوي حالة الجمود التي باتت فيها مصر والدول العربية حيال تلك المخططات الاسرائيلية – الايرانية في الوقت الذي تسعى كلتهما لاضعافنا فلازلنا نحن محلك سر ولاتزال مؤسساتنا الدينية وعلى رأسها الازهر الشريف بحاجة الى صحوة حقيقية لاجهاض ومناهضة تلك المخططات مشددا على ضرورة ان تقوم وزارة الاعلام المصرية بضروة تشكيل لجنة متخصصة للتصدي لتلك المخططات والعمل على الرد عليها فكريا بالشكل المطلوب لاظهار وجهة النظر الصحيحة عن الاسلام الصحيح.
ومن جانبه قال الدكتور احمد عبدالرحيم السايح، استاذ العقيدة بجامعة الازهر، ان هذة التقارير لا يمكن الوثوق بها لان هدفها الواضح هو اثارة المشاكل وتقسيم المسلمين والتفرقة بينهم وهو ما تسعى اليه الحركات الماسونية والصهيونية املا في خلق دسائس بين التيارات الاسلامية والترويج لزيف كبير بينها على الرغم من نقدنا الكبير والواضح تجاه نوعية البرامج التي يتم بثها على القنوات الست ومحاولة ترويجهم بان القرآن الحقيقي هو الموجود في بلاد فارس وان ما يوجد بين العرب غير صحيح، مؤكدا زيف هذة الادعاءات لان القرآن الحالي الذي بين ايدي اهل السنة في كل بلدان العالم هو ما نزل على الرسول "صلى الله عليه وسلم" وعهد الله بحفظه للمسلمين في ايته الكريمة "انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" ومن يدعي غير ذلك فهدفه نخر عظام المجتمع الاسلامي الذي يمتلك فلسفة صادقة على صدق معتقداته وهو ما يوضح ان هناك احتمال كبير بان هذا التعاون بين اسرائيل وايران حقيقة راسخة لان مصالحهم واحدة لذا وجب التصدي لها حتى لا يثير الشكوك في نفوس المسلمين.
على النقيض قلل الدكتور رفعت سيد احمد، استاذ العلوم السياسية ومدير مركز يافا للدراسات، من حجم العلاقات الايرانية – الاسرائيلية مشككا في صدق التقرير مؤكدا انا ما يتم بثه من تقارير تندرج تت بنود اللعبة السياسية في النطقة ولا تزيد عن كونها نوعا من النميمة السياسية التي تحاول اسرائيل ترويجها سعيا وراء توسيع نقاط الخلافات بين ايران والدول العربية التي تدين بالمذهب السني املا في تكثيف حدود قوتها الاقليمية لتقف في منطقة عداوة متساوية مع ايران بالنسبة للعرب بعد ان ساعدت السياسة الايرانية المناهضة للامبريالية والصهيونية والماسونية وما تفعله اسرائيل في الاراضي المحتلة في احداث تواجد لنفسها بين الشعوب العربية وتقوية الجبهات المساندة لها في الكثير من الدول العربية كحركات المقاومة في لبنان المتمثلة في حزب الله وفي فلسطين متمثلة في حركة حماس مشددا على ضروة توخي الحذر من هذة الالاعيب الدخيلة التي تسعى لتفكيك التعاون بين الدول العربية وايران الاسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.