غزة ... تاريخ يمزج بين الأمل و الألم إنها مدينة الحزن و الحلم و المحبة وهى ثانى أكبر مدينة فلسطينية , هذه المدينة تعانى من جرحا عميقا منذ عام 1947م عندما صدر قرار هيئة الأممالمتحدة بتقسيم فلسطين , و أعلنت بريطانيا إنها ستنهى انتدابها فى فلسطين , و حددت موعدا لهذا , ولم يخلو الأمر من التواطؤ فقد اتفق البريطانيون سرا مع اليهود أن يحلوا محلهم بعد إنهاء الانتداب . وفى يوم 15 مايو 1948م سلمت بريطانيا لليهود أحد الثغور الفلسطينية وهى مدينة حيفا . لقد انتهى الانتداب وضاع الوقت ولم تتحرك الجيوش العربية الا بعد خروج الانجليز وتسليم فلسطين لليهود , كما كانت الجيوش العربية ينقصها السلاح و القياده الموحدة و التعاون الحقيقى مما أدى الى هزيمتهم امام اليهود . وما بين 15 مايو 1948م و 15 مايو 2011م تاريخ طويل ملئ بتواطئ عربى مع اسرائيل ولكن ليس من الشعوب بل من الحكام العرب الذين لم يدعموا القضية الفلسطينية وكانوا نعال فى حضرة اسرائيل , وعلى سبيل المثال النظام المصرى الذى قام بتصدير الغاز الى اسرائيل , واغلاق معبر رفح , والمشاركة فى قتل و تجويع الشعب الفلسطينى , ولكن جاءت ثورة الخامس و العشرين من يناير حتى تعيد لمصر دورها فى قيادة الدول العربية . ولم يكتفى الشباب المصرى فى التحرير بالمطالبة بسقوط نظام فاسد , ولكنهم قالوا انهم سوف يذهبون الى القدس ولو سيرا على الأقدام حتى يحرروها بعد تحرير بلدهم . وعندما سقط النظام لم ينسى الشعب المصرى أشقائه الفلسطينيون , ولم ينكروا جميلهم عندما قاموا بمظاهرات دعما للثورة المصرية , وأراد شعب مصر رد الجميل الى الشعب الفلسطينى , والاعتذار لهم نيابة عن كل عربى بسبب تأخرنا فى تحرير الأقصى , و صمتنا ونحن نرى كل يوم الشعب الفلسطينى يذبح ويقتل ولم يحرك العرب ساكنا . دعا بعض الشباب الى مسيرة مليونية الى معبر رفح يوم 15 – 5 – 2011م فى ذكرى النكبة لمساندة الأخوة الفلسطنيون فى انتفاضتهم الثالثة ضد الاحتلال البغيض الذى استمر 63 عاما لم يعرف خلالهم الشعب الفلسطينى معنى الفرح وتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب فى سجون الأحتلال . وجاءت الأنتفاضة الثالثة لتعبر عن وحدة العرب , وعن اصرارهم على تحرير فلسطين مهما كلفهم الأمر من تضحيات بعد أن كنا نغمض اعيننا عما يجرى من مذابح و مجازر للأطفال و النساء و الشباب فى فلسطين وكنا نكتفى فقط بصرخاتنا , وكنا نعلن ونحن متسمرون فى اماكننا أننا بالروح والدم نفديك يا فلسطين , وحكوماتنا تكتفى كعادتها بتقمص دور اهل البر و الاحسان و أصحاب القلوب الرحيمة, فترسل لاطفال غزه بعضا من البطاطين وقليلا من الادويه ) بعد اخذ الاذن من اسرائيل . ) ايها الاشقاء فى مصر وفلسطين وفى كل البلاد العربيه , انتم ليس لديكم اعداء الا اسرائيل وحكامكم الظلمه الذين افقروكم وذلوكم وتحكموا فيكم , فلا يشغلكم عنهم وعن الخلاص منهم اى شاغل مهما كان فلا تلتفتوا الى محاولات صرف انظاركم عنهم حتى تتخلصوا منهم .