الإرهابيون الذين نفذوا جريمتهم أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية تركوا وراءهم سيارة انفجرت وكانت تحمل ملصقاً علي الزجاج الخلفي مكتوباً عليه عبارة "البقية تأتي"! العبارة ليس لها سوي معني واحد هو أن هذا الحادث ليس إلا البداية.. وأن هناك حوادث مشابهة في الطريق وأن الهدف منها سيتحقق وهو إثارة الفتنة الطائفية بين جناحي الأمة في مصر. وأقول لمرتكبي الجريمة إذا كانوا أحياء. ولمن خططوا لهم في الخارج ودفعوهم للتنفيذ. ولمن تورطوا وتعاونوا معهم ممن يندسون بيننا.. إن هذه البقية بمفهومها الشامل لن تأتي أبداً. قد تقع حوادث مشابهة أخري.. فهذا وارد في بلد منفتح علي العالم ويضم 83 مليون مواطن وإن كنا ندعو الله ألا تتكرر.. لكن يقيناً فإن الهدف منها لن يتحقق أبداً. *** إن الحادث الإرهابي أمام كنيسة القديسين لم يستهدف الأقباط الخارجين من الكنيسة فقط.. بل استهدف مصر بأقباطها ومسلميها وحاضرهم ومستقبلهم وسقط فيه شهداء وجرحي من الجناحين امتزجت دماؤهم وكان من الصعب أن تفرق بين دم المسلم ودم أخيه المسيحي.. فهو دم مصري خالص سال غدراً وخيانة وخسة بإرهاب أعمي يتربص بنا وباستقرارنا وأمننا وانجازاتنا وهو إرهاب لا دين له ولا وطن. الغاية من هذا العمل الإرهابي الجبان هو خلق حالة من الاحتقان في مصر. ظن الإرهابيون - وبعض الظن أثم - أنهم عندما يرتكبون هذه الجريمة.. فإن أصابع الاتهام سوف تتجه حتماً وفوراً إلي المسلمين.. لتبدأ الفتنة الطائفية. نعم.. حدث بعد الانفجار انفلات في الأعصاب وغضبة شديدة من أسر الضحايا وهذا أمر طبيعي حزناً علي ذويهم. لكن.. سرعان ما هدأت الأمور بعد تدخل العقلاء من الأقباط والمسلمين ووضوح الرؤية تماماً بأن الجريمة "إرهاب دولي" هدفها إثارة الفتنة الطائفية.. فتحولت البوصلة 180 درجة.. وبدلاً من أن تكون فتنة أصبحت وحدة.. ليخرج المسلمون والأقباط أمس خلال تشييع جنازة الشهداء متشابكي الأيدي ينددون بالإرهاب العالمي ويعلنون وحدة الهلال مع الصليب في مشهد جعل الدموع تتساقط من العيون.. ليرد الله كيد الإرهابيين في نحورهم وليثبت الحادث الإجرامي من جديد أن المسلمين والأقباط في خندق واحد. *** لقد لخص الرئيس حسني مبارك في كلمته أمس إلي الشعب وبمنتهي البلاغة الرد الحاسم علي جريمة كنيسة القديسين عندما قال إننا جميعاً سنقطع رأس الأفعي ونتصدي للإرهاب ونهزمه. نعم.. سوف نتصدي لهذا الإرهاب الجبان كما تصدينا له من قبل. وسوف نهزمه ونقطع رأس الأفعي كما كسبنا المعركة الأولي في التسعينيات. يخطئ من يظن أن دماء أبنائنا سوف تضيع هدراً أو هباء. .. ويخطيء أيضاً خطأً فادحاً من يظن أن الإرهابيين بمكونهم الثلاثي "المخططين. والمنفذين. والمتورطين المندسين بيننا" أنهم بمنأي عن عقاب أبناء مصر من المسلمين والأقباط.. وهم يعلمون جيداً شدة عقاب المصريين. لن نترك أياً منهم يهنأ بجريمته.. بل سيدفع غالياً ثمن كل نقطة دماء زكية سالت من جسم مواطن مصري.. قبطياً كان أو مسلماً. لن ننكسر أبداً.. ولن تفت في عضدنا جريمة قذرة كهذه.. ولن نفقد إيماننا بالله وبالوطن.. وسنقف صفاً واحداً.. ونحتشد في خندق واحد.. دفاعاً عن بلادنا. وأمننا واستقرارنا. وانجازاتنا. ووحدتنا. وحياتنا.. اليوم وغداً.