الإسكندرية - حازم الوكيل ونيرمين إبراهيم ونيهال عبد الدايم : ذكرت وزارة الصحة ان الانفجار الذي وقع قرب كنيسة في الاسكندرية اسفر عن مقتل 21 شخصا واصابة 43 آخرين. حتي مثول الجريدة للطبع وأفاد بيان وزارة الداخلية أن من بين الجرحي 8 من المسلمين، والباقي من المسيحيين.وقال بيان الوزارة ان السيارة التي انفجرت كانت متوقفة امام الكنيسة، وتم فتح تحقيق من جانب النيابة العامة. ووقع الانفجار في ساعة متأخرة مساء أمس الأول الجمعة أمام كنيسة القديسين مار مرقص والانبا بطرس في منطقة سيدي بشر.وشهد شارع خليل حمادة مظاهرات من الأقباط يهتفون مرددين" يحيا الصليب" "كلنا فدا الصليب"، وعلي الجانب الآخر وقف المتظاهرون من المسلمين يرددون هتافات " الله اكبر..الله اكبر". وانطلقت قوات امن الاسكندرية برئاسة اللواء محمد ابراهيم مدير امن الاسكندرية، علي الفور وجري تمشيط المنطقة ، ومحاولة تهدئة الموقف . جاء ذلك بعد ان انتشار العديد من المنشورات بعد صلاة الجمعة تحض علي عدم تهنئة الاخوة المسيحيين بأعيادهم ، وأن من يهنئ المسيحيين يعد كافرا. وفرض أمن الإسكندرية كردون أمني تحسبا لوقوع انفجارات أخري مع إغلاق منافذ ومداخل المحافظة لمنع هروب الجناة، فيما أمر النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود بتشكيل فريق عاجل من النيابة العامة بالانتقال إلي موقع الانفجار لإجراء معاينة أولية للحادث وتحديد سيناريو ارتكابها , كما قرر المحامي العام لنيابات استئناف الإسكندرية المستشار ياسر الرفاعي تشكيل لجنة من خبراء الأدلة الجنائية والطب الشرعي لمعاينة موقع حادث كنيسة "القديسين" وانتقل فريق من النيابة العامة برئاسة مدحت شرف رئيس نيابة المنتزه بمعاينة موقع الحادث ومناظرة الجثث بالمشرحة والجثث بالكنيسة والتي يتم نقلها حاليا للمشرحة واستمعوا لأقوال المصابين وشهود العيان. وأدان د.أحمد نظيف رئيس الوزراء بشدة الحادث الإجرامي الذي وقع بالإسكندرية، وأكد أنه يستهدف كل المصريين بكافة أطيافهم. وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس مجدي راضي إن نظيف يتابع مع محافظ الإسكندرية عادل لبيب ووزير الصحة حاتم الجبلي تداعيات الحادث وعلاج المصابين. وسافر وزير الصحة علي رأس طاقم طبي إلي الإسكندرية علي متن طائرة الإسعاف الطائر لمتابعة حالة المصابين وإسعافهم. وأدان الأزهر الشريف حادث التفجير ، وقال السفير محمد رفاعة الطهطاوي المتحدث الرسمي للأزهر الشريف، إن الحادث لا يمكن أن يصدر من مسلم يعرف الإسلام، لأن الإسلام من الناحية الشرعية يكلف المسلمين بالحفاظ علي أمن وحرمة دور العبادة جميعا، سواء كانت إسلامية أو غير ذلك. بينما أكد مصدر داخل المقر البابوي أن قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يدرس إلغاء مظاهر احتفالات قداس عيد الميلاد، بسبب محاولة تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، وقال المصدر: إن البابا تلقي خبر التفجير بمقره في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، مشيراً إلي أن البابا صدم بالنبأ.وأعلن الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة سفره علي رأس طاقم طبي إلي الإسكندرية علي متن طائرة الإسعاف الطائر لمتابعة حالة المصابين وإسعافهم. وتباينت التحليلات فور وقوع الحادث عما إذا كان له علاقة بالفتنة الطائفية أو أنه عمل إرهابي من الخارج يستهدف ضرب مصر، غير أن الحادث وقع أمام كنيسة القديسين وفي الجهة المقابلة أحد المساجد المقابلة للكنيسة بالإسكندرية، وهو الأمر الذي ينفي وجود أي عمل طائفي ويشير بأصابع الاتهام إلي الخارج. من جهته اكد اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية أن الحادث يتزامن مع تهديدات تنظيم القاعدة قبل 60 يوماً بتفجير الكنائس المصرية، مشيرا إلي أن تنظيم القاعدة فجر كنيسة قبل يومين بالعراق.فيما أكد نبيل لوقا بباوي، وكيل لجنة الإعلام بمجلس الشعب ، أن جهات أجنبية تقف وراء الحادث، واصفا منفذي الانفجار ب"الخونة".وطالب بباوي رموز الحكمة في الإسكندرية، وعلي رأسهم محافظ الإسكندرية، بتهدئة الأقباط المسيحيين، قائلا: "إن هذه أجندات خارجية لضرب الاستقرار في مصر"، خاصة بعد وقوع مصادمات بين الأقباط وأجهزة الأمن.كما أكد جمال أسعد عضو مجلس الشعب أن هناك مخططات أجنبية لزرع الفتنة بمنطقة الشرق الأوسط، وأن توقيت الحادث يتشابه مع أحداث الكشح في نهاية التسعينيات.وكانت المفاجأة الأكبر والتي تدعم أن جهات أجنبية وتحديداً تنظيم القاعدة وراء الحادث هي شهادة أحد شهود العيان، ويدعي ميشيل نصر إن السيارة المفخخة كانت تحمل ملصقاً علي الزجاج الخلفي مكتوبا عليه "البقية تأتي".وكان تنظيم القاعدة في العراق قد هدد المسيحيين في مصر باستهدافهم عقب حادثة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في 31 أكتوبر في بغداد. وقال شاهد عيان إن مئات المسيحيين تجمعوا أمام الكنيسة بعد الانفجار وأن بعضهم رشقوا مسجدا مواجها لها بالحجارة مما أدي لتهشم زجاج واجهته. وقال ان قوات مكافحة الشغب أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع علي المسيحيين المتجمعين أمام الكنيسة مما أدي لابتعادهم عن المكان لكنهم سرعان ما تجمعوا فيه من جديد.وأضاف أن الشرطة قطعت التيار الكهربائي عن المسجد لمنع شبان مسلمين من استخدام مكبر الصوت الخاص به في ترديد شعارات اسلام وقال الشهود ان المسيحيين الذين تجمعوا أمام الكنيسة رددوا هتافات منها "بالروح بالدم نفديك يا صليب". وقال شاهد ان الشبان المسيحيين رشقوا قوات الشرطة بعد وقوع الانفجار بساعات بزجاجات فارغة في حين أطلقت عليهم قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع.وأضاف أن المسيحيين منعوا مدير أمن محافظة الاسكندرية اللواء محمد ابراهيم من دخول الكنيسة في وقت سابق. وتابع أن قوات الشرطة سيطرت علي المكان الذي كان يقف فيه المسيحيون أمام الكنيسة لكن شبانا واصلوا إلقاء زجاجات فارغة وحجارة من أعلي الكنيسة علي قوات الشرطة.وقال الشاهد ان المسيحيين نقلوا جثث وأشلاء قتلي الي داخل الكنيسة خلال الاشتباكات.وكان شبان مسيحيون غاضبون حطموا عشرات السيارات بعد انفجار السيارة الملغومة الذي تسبب في احتراق بضع سيارات كانت تقف أمام الكنيسة.وقال الشاهد ان شبانا مسلمين كانوا يقفون خلف قوات الشرطة أثناء الاشتباكات رشقوا المسيحيين بالحجارة.وقال الأب مينا عادل إن ما يربو علي ألف شخص كانوا داخل الكنيسة لحضور قداس، وإن الانفجار وقع بعد نهاية القداس.وأضاف الأب عادل : كنت داخل الكنيسة وسمعت دوي انفجار كبير. وقال إن النار اشتعلت ببعض الجثث.يذكر أن الكنيسة التي تعرضت للهجوم كانت قد تعرضت لهجوم في شهر ابريل عام 2006 حين هاجم شخص يحمل سكينا بعض الأقباط وقام بطعن بعضهم.