اتسعت مظاهرات المسيحيين الغاضبين في مصر امس احتجاجا على مجزرة الاسكندرية التي راح ضحيتها 23 قتيلا، بينهم 8 مسلمين، ورغم تفهم المسلمين للموقف وعد الانسياق وراء عواطفهم، امتدت مظاهرات المسيحيين الى محافظات عديدة في انحاء البلاد. وتخللت المظاهرات هتافات ضد الرئيس مبارك ووزير الداخلية ومحافظ الإسكندرية، كم شهدت مواجهات عنيفة مع قوات الشرطة اسفرت عن وقوع العديد من الجرحى بين جنود الأمن. وقال المحققون ان الاعتداء كان يمكن ان يكون اكثر دموية لو كان الانتحاري قد تمكن من دخول الكنيسة، كما كان ينوي على الارجح، وقت قداس رأس السنة. واكد المحققون الثلاثاء ان الجاني كان يريد دخول الكنيسة قرب نهاية القداس، الا ان وجود رجال الشرطة امام بابها حال دون ذلك. وقالت مصادر في مديرية الصحة بمدينة الإسكندرية المصرية امس الثلاثاء، إن عدد ضحايا تفجير كنيسة القديسين ارتفع إلى 23 قتيلا بعد وفاة مصاب. وقال مصدر كنسي في الإسكندرية إن المتوفى يدعى صبري فوزي ويصا (43 عاما) وكان يعمل صيدليا.
وقد اثار هذا الحادث عدة مظاهرات غاضبة للاقباط في القاهرةوالاسكندرية تخللتها احيانا صدامات مع الشرطة اوقعت عشرات الجرحى بين قوات الأمن.
وفي إطار المواجهات والمظاهرات اليومية التي يطلقها المسيحيون الغاضبون أصيب ضابطان و12 شرطياً في ميدان شبرا، وتجمع ما يزيد على خمسة آلاف مسيحي محملين بالحجارة في مواجهة أفراد الشرطة الذين يلتزمون التعليمات الموجهة إليهم بمنع التعرض للمتظاهرين المسيحيين الذين حطمواعدداً من سيارات الشرطة وسيارات خاصة تصادف وجودها في المكان، فضلاً عن الهجوم على عدد من المؤسسات والأبنية.
غير أن صمت قوات مكافحة الشغب لم يدم طويلاً، خاصة مع انطلاق الهتافات الداعية لإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي ومحافظ الإسكندرية.
واشتعل الموقف حينما طالت الهتافات الرئيس مبارك ونجله، منها "يا جمال قول لأبوك.. الأقباط بيكرهوك"، "يامبارك يا طيار.. قلب القبطي مولع نار".
تحريات موسعة وتجرى الأجهزة الأمنية، حاليا، تحريات موسعة لكشف الجناة فى حادث تفجيرات الإسكندرية، وتدور حول تحديد هوية صاحب نصف وجه آدمى، تم العثور عليه فى موقع الحادث، وقدمى أحد الضحايا، وصاحب سيارة ملاكى أجنبى الجنسية.
يأتي هذا في الوقت الذي انتهت وزارة الصحة الثلاثاء من تحديد هوية 3 جثث كانت غير معلومة ولم يستدل عليها جراء أحداث التفجير أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية خلال احتفالات استقبال العام الجديد.
وأعلنت فيه وزارة الصحة صباح الثلاثاء تحديدها هوية ثلاث جثث مجهولة مزقها الانفجار إلى أشلاء، والتي كان يعتقد أن من بينها جثة الشخص الذي رجح بعض رجال الأمن أنه الانتحاري الذى فجر نفسه، حيث كان بعض رجال الأمن يميلون لترجيح تلك الفرضية.
ووفقا لوزارة الصحة، فإن الجثث لكل من: مارى حنا سيحا (59 عاما)، وعفاف عاطف وهيب (20 عاما)، ومارى داود سليمان (25 عاما)، وتم تسليم الجثث إلى ذويهم لدفنهم.
وأكدت وزارة الصحة أنه بذلك يكتمل التعرف على هوية جميع القتلى جراء الحادث وعددهم 17 قتيلا بمشرحة كوم الدكة تم تسليمهم جميعا إلى ذويهم، حيث دفن 12 جثة بالفعل بكنيسة برج العرب، واثنتين بالمحافظات.
واعلنت الوزارة ارتفاع عدد ضحايا التفجير الى 23 قتيلا بعد أن لفظ صبري فوزي ويصا أنفاسه الثلاثاء متآثرا بإصابته فى حادث التفجير.
وقالت مصادر أمنية إنه تم العثور على نصف وجه آدمى يرجح أن يكون للمتهم، وأمر اللواء عادل توفيق، مدير مصلحة الأدلة الجنائية، بنقله إلى المعمل الجنائى بالوزارة، والاستعانة بجراحين وأطباء لتحليل الحامض النووى، للتوصل إلى شخصيته.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن شظايا عظمية مستخرجة من جسد أحد المصابين يجرى تحليلها حاليا ربما تقود إلى تحديد شخصية الانتحارى، وكشفت عن أنه أمكن تحديد أصحاب مالكى 12 من السيارات ال13 التى تواجدت بمسرح الحادث، وتتبقى سيارة، بالاستعلام عنها من إدارة مرور الإسكندرية تبين عدم وجود ملف لها، فيما أفادت إدارة مرور القاهرة بأن السيارة مقيدة باسم مالك أجنبى الجنسية، وتجرى الأجهزة الأمنية تحريات مكثفة عنه وعن أسباب تواجدها أمام الكنيسة فى هذا التوقيت.
وشكّلت وزارة الداخلية أكثر من فريق بحث من جهاز أمن الدولة والمعمل الجنائى وإدارة المعلومات والتوثيق والأمن العام، ويسير كل فريق فى اتجاه، ويعد المعمل الجنائى حاليا تقريره النهائى عن الحادث بعد فحص مسرح الجريمة، ويتضمن ما إذا كان المتهم استخدم حزاماً ناسفاً فى عملية التفجير، وما إذا كان فكر فى دخول الكنيسة أو كان يقف بجوار إحدى السيارتين اللتين حدثت بهما أضرار بالغة.
وقال الدكتور السباعى أحمد السباعى، رئيس مصلحة الطب الشرعى "إن الأطباء انتهوا من تشريح 18 من جثث الضحايا، وتم إخضاع الأشلاء لتحليل الحامض النووى، ولا نعلم شيئا عن الرأس الآدمى، لكنها تحتوى على قدمين فقط، قد تكونان لأحد المصابين".
من جانبها، تفحص إدارة المعلومات والتوثيق بعض البيانات التى ترددت على البروفايل الخاص ببعض الشباب على موقع "فيس بوك"، ويتحدثون فيها عن انتظار الإسكندرية حادثا مع بداية 2011، لمعرفة مدى علاقتهم بالحادث الإرهابى، من أجل التوصل إليهم ومناقشتهم.
معلومات مغلوطة هذا، وأشار المحامي العام الاول لنيابة شرق الاسكندرية إلي أن ما نشر في إحدي الجرائد الخاصة بالتحفظ علي رأس شخص ذي ملامح أفغانية أو باكستانية من المشتبه أن يكون وراء الحادث عارٍ تماما من الصحة واستعجل عبارة تقرير المعمل الجنائي واستكمال سؤال الحراسة المكلفة بتأمين الكنيسة وأصحاب السيارات التالفة في الحادث والاستعلام عن حالة المصابين وتحريات إدارة البحث الجنائي وتقرير (D.N.A) الخاص بالمتوفين ونفي أن تكون التحقيقات قد توصلت إلي أي من المشتبه فيهم.
وأضاف أن الجهات الامنية بالاسكندرية تسابق الزمن من أجل فك لعز الحادث وجمع الادلة وتأخذ بعين الاعتبار جميع ما نتوصل إليه من خيوط قد تقودها إلي كشف لغز الجريمة وأن النيابة استمعت حتي الآن لاقوال 60 من المصابين وشهود العيان ولم نستطع الكشف عن شخصية الجناة حتي انتهاء التحقيقات التي سيتم انجازها بأقصي سرعة ويشارك في التحقيقات رؤساء النيابة محمد صلاح جاد ومدحت شرف ووكلاء نيابة شرق الاسكندرية وهم عمر سليم ومحمد يوسف ومحمد هراس وأحمد فايد ومحمد سليم ومحمد قاسم ومحمد خليل ووليد فايز
تسجيل مصور وفى مفاجأة قد تعجل بكشف لغز الجريمة، قالت صحيفة "المصريون" الأليكترونية، تسجيلا مصورا من داخل كنيسة القديسين بالإسكندرية قبيل لحظات من حادثة التفجير التي وقعت في وقت متأخر ليل الجمعة، أظهر أحد الاشخاص والذى يشتبه في أن يكون هو نفسه الشخص المسيحى مالك السيارة ال "اسكودا فلاشيا" الخضراء رقم ( س.ع.ر 5149 )، والذي دخل الكنيسة قبل ثوان من حدوث الانفجار، بحسب رواية بعض الشهود وحراس الكنيسة.
ويكشف التسجيل أحد الأشخاص وهو يدخل قبل ثلاث ثوان فقط من الانفجار ليقف ضمن الصفوف الأولى من المصلين فى الكنيسة بالقرب من القسيس، ويظهر أيضا أن هذا الشخص يضغط على شىء بيده ربما "ريموت كنترول" سيارة، أو هاتف محمول، وتزامن ضغطه مع ما كان يمسكه بيده مع حدوث الانفجار، وفور حدوث الانفجار بثانية واحده فر هاربا جريا في إتجاه الخروج من الكنيسة وهو ينظر إلى ما بيده ويعاود الضغط عليه. فيما حجبت أجهزة الأمن هذا التسجيل على شبكة الإنترنت فى وقت لاحق.
وأضافت مصادر نقلا عن شهود عيان من المصابين في الحادث، إنهم شاهدو شخصًا يقوم بالضغط على شيء يشبة ريموت كنترول السيارة بعدها حدث الانفجار.
وذكرت مصادر بالنيابة العامة، إن المصابين وشهود العيان في الحادث أكدوا أن التفجير وقع بسيارة ماركة "سكودا فلاشيا" خضراء اللون كانت تقف صف ثان على الجانب المقابل للكنيسة بجوار المسجد المواجهه للكنيسة، تلاه انفجار سيارتين أخريين.
وقالت المصادر إن معظم المصابين أفادوا أنهم كانوا داخل الكنيسة لحظة الانفجار الأول، وإنه عند خروجهم عقب سماع صوت الانفجار وقع انفجاران آخران وأصيبوا بشظايا وحروق.
وأفاد الشهود أن صاحب السيارة الخضراء ركنها على الجانب الأخر ودخل الكنيسة، فى حين أكد البعض الآخر منهم فى أقوالهم أنهم شاهدوا شخصا يضغط على ريموت كنترول يشبه ريموت كنترول السيارات لحظة وقوع الانفجار.
ومن المنتظر أن يصل المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود النائب العام يرافقه المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد ورئيس المكتب الفني إلى الإسكندرية صباح الأربعاء، وذلك لمتابعة سير التحقيقات التى تجريها نيابة شرق الإسكندرية، خاصة بعد أن تم القبض على الشخص المسيحي صاحب السيارة ال "اسكودا" خضراء اللون التي يشتبه في أنها مركز الانفجار.
ويعقد النائب العام لقاء مع فريق المحققين من أعضاء النيابة العامة للوقوف على النتائج التي توصلت إليها التحقيقات حتى الآن, من خلال أقوال المصابين وشهود العيان وأفراد الأمن الذين تواجدوا بمكان الحادث وقت وقوعه.
كما سيتم إطلاع النائب العام على نتائج تقارير مصلحة الطب الشرعى بشأن المتوفين في الحادث, وكيفية حدوث إصاباتهم وأسبابها وعلاقة ذلك بوفاتهم، فى الوقت نفسه استعجل النائب العام تقارير الأدلة الجنائية بالمعمل الجنائى حول نتائج معايناتها وفحصها لآثار الحادث وتحريات الشرطة حول مرتكب الجريمة .
تهديدات لكنائس قبل الحادث من ناحية أخرى، كشف كميل صديق سكرتير المجلس الملي بالإسكندرية، أن اربعة كنائس هي: مارجرجس اسبورتنج، والأنبا تكلا بالإبراهيمية، ومارجرجس بباكوس، بالإضافة إلى كنيسة القديسين التي وقع بها التفجير كانت قد تلقت تهديدات قبل الحادث.. فيما لم يكشف سبب امتناعه عن إبلاغ أجهزة الأمن بما تلقته تلك الكنائس من تهديدات
وجاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحفى عقد بمقر الكنيسة المرقسية بالأسكندرية اليوم الثلاثاء بحضور وفد من نقابة الصحفيين لتأدية واجب العزاء فى ضحايا التفجير.
مفاجأة من العيار الثقيل فيما قال القمص مقار فوزى، راعى كنيسة "القديسين" بالإسكندرية، والتى استهدفتها التفجيرات الأخيرة، إنه حذر رواد الكنيسة من احتمال استهداف الكنيسة الأرثوذكسية عقب تهديدات تنظيم القاعدة بالعراق استهداف الكنائس المصرية، لكنه لم يتوقع أن تذهب كنيسته ضحية هذا التهديد.
ونفى فوزى أن يكون الأمن مقصرا فى حماية الكنيسة، مؤكدا أن الشرطة كانت موجودة بكثافة أكبر من الأيام العادية، وهو ما يحدث دائما فى فترات الأعياد من كل عام.
إلى ذلك أعلنت بطريركية المسيحيين الأرثوذكس بالإسكندرية في بيان أصدرته أمس رفضها تلقي التهاني بمناسبة أعياد الميلاد، بعد حادثة التفجير التي استهدفت كنيسة القديسين بالإسكندرية في وقت متأخر الجمعة الماضية وأدت إلى مقتل 23 شخصًا وإصابة أكثر من 90 آخرين.
ومفاجأة ألمانية وفى السياق ذاته، أكدت صحيفة "المصريون" الأليكترونية، أن وزارة الداخلية الألمانية كشفت عن مفأجاة من العيار الثقيل تعزز شبهات جهات التحقيق المصرية حول إمكانية تورط أحد تنظيمات مسيحيى المهجر فى حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية.
فقد أعلنت أنها تلقت فاكسا من الأنبا دميان الأسقف العام للكنائس المصرية قبيل الحادث يؤكد فيه وجود تهديدات بتنفيذ عمليات إرهابية ضد كنائس مصرية في كل من ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، والإسكندريةوالقاهرة اثناء قداس رأس السنة الميلادية.
وصرح شتيفان باريس، المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية مساء الاثنين، أن هيئة البحث الجنائى في الولايات الألمانية أجرت اتصالاتها مع الطوائف المسيحية بالبلاد قبل أعياد الميلاد.
وأوضح أن الأنبا دميان طلب من وزارة الداخلية تأمين احتفالات أعياد الميلاد في السادس والسابع من يناير الجاري، وتأمين قداس أعياد الميلاد الذي سوف يقام بثماني كنائس قبطية بمختلف الولايات الألمانية.
وأكد المتحدث صحة الأنباء التى ترددت حول رفع درجة الاستعدادات الأمنية حول الكنائس القبطية بألمانيا خلال احتفالات أعياد الميلاد، مشيرا إلى أن تنظيمات تقول إنها على صلة بتنظيم "القاعدة" هددت على شبكات الإنترنت باستهداف 50 كنيسة، ومن بينها كنائس بالقاهرةوالإسكندريةوألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
ويعزز هذا التصريح الشبهات التي تدور حول أن مسيحيى المهجر كانوا على علم مسبق بأن عمليات ارهابية ستنفذ بالإسكندريةوالقاهرة، ومدن أوربية أخرى، بينما لم تقم الكنيسة المصرية بإبلاغ أجهزة الأمن المصرية بما هو متوافر من معلومات غير التي أعلنت من قبل.
وسيكون ما أعلنته الداخلية الألمانية أحد محاور التحقيق الموسع الذي يجرى حاليا بشأن حادث تفجير كنيسة القديسين، خاصة بعد القبض على شخص مسيحي مالك للسيارة الاسكودا الخضراء والتي يعتقد أنها مركز التفجير.
لجنة لمواجهة المتطرفين المسيحيين وفى شأن متصل، ذكرت الصحيفة، أن الحزب "الوطني" يدرس استحداث لجنة داخل الحزب باسم لجنة "الوحدة الوطنية" داخل المجلس الأعلى للسياسات، وذلك بهدف التخفيف من حدة التوتر والاحتقان الطائفي الذي ساد مصر خلال الفترة الأخيرة.
ويهدف الحزب من تشكيل اللجنة وضع المقترحات لمنع أي تدخلات دولية في الملف القبطي، واستغلاله كورقة لابتزاز مصر، بعد أن برزت دعوات تدعو المجتمع الدولي إلى التدخل بالشأن المصري بذريعة حماية الأقباط في مصر.
ويسود اتجاه لتكليف الدكتور أحمد كمال أبو المجد، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقا، باعتباره من أكثر الشخصيات ذات الصلة بالملف المسيحي، ويرتبط بعلاقات قوية مع رموز الكنيسة الأرثوذكسية.
وكان هناك اتجاه لاختيار المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا، للمشاركة ضمن اللجنة بصفته مهتما بهذا الملف، لكن تم استبعاده في ضوء الانتقادات التي طالته من قبل رموز الكنيسة، بعد رده على تصريحات الأنبا بيشوي سكرتير المجمع التي وصف فيها المسلمين بأنهم "ضيوف" على مصر.
وكان نجيب جبرائيل، مستشار الأنبا شنودة للشئون القانونية، قد دعا الرئيس مبارك بتقديم الدكتور محمد سليم العوا والدكتور محمد عمارة والدكتور زغلول النجار لمحاكمة عاجلة بزعم التحريض على العنف وزرع مناخ معاد للوحدة الوطنية والعداء ضد المسيحيين.
وقال جبرائيل خلال مؤتمر صحفي "اننا نطالب الرئيس مبارك بتقديم الذين خلقوا مناخ الفتنة والعداء ضد المسيحيين للمحاكمة، من أمثال سليم العوا ومحمد عمارة وزغلول النجار، فمنهم من اتهم الكنيسة بأنها تستقوي بالخارج وتستجلب أسلحة من إسرائيل، ومنهم من أحل دماء الأقباط فخلق مناخا مشحونا بالطائفية ومليئا بالكراهية ضد البابا والكنيسة، من دون اتخاذ أي إجراء من الحكومة"، وفق زعمه.
وتبرأ العوا من الاتهامات الأخيرة له بأنه سبب في الشحن الطائفي، مؤكدا أنه يبرأ من أن يشارك فى إشعال الفتنة وأنه رجل سلاحه القلم واللسان وليس له غيره.
وسيسند إلى اللجنة الملف المسيحي بكافة تفاصيله، سواء فيما يتعلق ببناء وترميم الكنائس، وشكاوى المسيحيين مما وصفوه ب"التهميش السياسي"، والعديد من القضايا الأخرى، حيث ستعكف اللجنة على دراسة هذه القضايا من كافة جوانبها، ومن ثم ستقوم برفع توصيات ومقترحات بشأنها إلى الرئيس حسني مبارك.
ومن المقرر إطلاق هذه اللجنة خلال المرحلة القادمة، ذلك لإضعاف النزعة المتطرفة داخل الأوساط المسيحية، في ظل دعوات إلى تدويل الملف القبطي، واستغلال أجواء الاحتقان الحالية من قبل جماعات أقباط المهجر لتحريض المجتمع الدولي ضد مصر بذريعة اضطهاد المسيحيين.
ولم تنف مصادر حزبية وجود صلة قوية بين الاتجاه لتشكيل لجنة "الوحدة الوطنية" والاستحقاق الرئاسي المقرر في خريف هذا العام، حيث ينوي الحزب التعاطي بإيجابية مع العديد من المطالب المسيحية الملحة، سعيا لضمان تأييدهم لمرشح الحزب خلال الانتخابات القادمة.
في غضون ذلك، حذر أعضاء لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى من أية محاولات للتدخل في الشئون الداخلية ومحاولة الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، وطالبوا بالتصدي لأية محاولات في هذا الإطار ومواجهة قوى التطرف والإرهاب.
وطالب النائب الدكتور عبد المنعم سعيد خلال اجتماع اللجنة أمس برئاسة الدكتور إبراهيم العناني وكيل اللجنة مناقشة خطاب الرئيس حسني مبارك حول ضرورة أن يتضمن تقرير اللجنة التركيز على أهمية تنمية سيناء وتأمين حدود مصر الشرقية لمواجهة أي تهديدات، وحذر من التهديدات الإستراتيجية القادمة من الجنوب.
ودعا النائب ناجى الشهابي رئيس حزب "الجيل" إلى إعادة العمل المشترك بين العالمين العربي والإسلامي، تجنبا للأصابع الخفية التي تسعى لتهديد الدول العربية، مدللا بما يحدث في السودان من تفكيك وانفصال يؤثر بالسلب على الأمن القومي المصري.
وأكد الشهابي ضرورة عدم إغفال مصر للدولة الوليدة في جنوب السودان، وإقامة علاقات معها في حال تصويت الجنوبيين على الانفصال خلال الاستفتاء المقرر حول تقرير المصير في التاسع من يناير الجاري.
ودعا النائب محمد على إبراهيم إلى أن يكون تأمين الجبهة الداخلية وتدعيمها في مقدمة التوصيات التي يحتويها تقرير اللجنة، خاصة وأن الجوهر الأساسي لخطاب الرئيس مبارك يقوم على أساس الدولة المدنية، وقضية التشغيل والاستثمار، ورعاية محدودي الدخل، الأمر الذي يقوى الجبهة الداخلية ويمنع ضعاف النفوس من اختراقها.