حذر أساتذة السياسة والقانون وخبراء الاجتماع من الدعوات التي تنادي بمقاطعة جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية أو إبطال الأصوات مؤكدين ان المقاطعة جريمة سياسية في حق الوطن وأننا نحرم أنفسنا بأنفسنا من المشاركة السياسية ونهدر بأيدينا الفرصة التي أتاحتها الثورة. وصف د.عاطف البنا - أستاذ القانون بجامعة القاهرة - دعوات البعض بمقاطعة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بأنه "كلام فارغ" لان المقاطعة تعني الهروب من ممارسة حقنا الانتخابي الذي هو في الأساس حق وواجب.اضاف: ان هذه الدعوات تعني التخلي عن أداء واجب قومي ووطني يجب أن نؤديه جميعا بلا نقاش. كما ان جولة الإعادة تمت في الخارج وسيتم إجراؤها بالقاهرة يومي 16 و17 يونيو الجاري وربما يفاجأ الممتنعون عن التصويت ودعاة المقاطعة بنتيجة تخالف توقعاتهم فماذا سيكون الحال؟! شدد علي ان جولة الإعادة لا يشترط فيها الإعداد بل ستكون النتيجة بأغلبية الحضور لأن المنافسة بين مرشحين فقط ويتقلد المنصب من يحقق أعلي الأصوات الصحيحة. عبدالله خليل - المحامي بالنقض وخبير حقوق الانسان - يري أن وراء دعوات المقاطعة حركات سياسية لا تستند إلي منهج فكري. توقع ان تنطلق بين الحين والآخر دعوات إما بالمقاطعة أو الانحياز لمرشح معين وهو ما يطلق عليه الدعاية السوداء ضد أي من المرشحين أو أن يقتصر التصويت علي مرشح بعينه حتي يستحوذ علي أعلي نسبة من الأصوات. أكد ان حجب الأصوات الانتخابية يعد أحد التكتيكات التي يستخدمها البعض من القوي السياسية بشكل غير مباشر وسط أنصار المرشحين مشيرا إلي انه تم استغلال الحكم الصادر في قضية الرئيس السابق لمحاولة تزكية الاتجاه بالمقاطعة وإثارة الشعور بالاحباط. قال للأسف ان قواعد اللعبة الانتخابية والسياسة لا تعرف الحدود بين ما هو مشروع أو غير مشروع وما هو حلال أو حرام. أوضح ان ما يحدث في الشارع الآن لا علاقة له بالديمقراطية ولكن له علاقة بالتكتيكات الانتخابية والألاعيب السياسية التي تتجه نحو المذهب المكيافيللي "الغاية تبرر الوسيلة" وهو ما يطلق عليه الانتهازية السياسية وصراع المصالح بعيدا عن مصلحة الوطن. أما د.جهاد عودة - أستاذ السياسة بجامعة القاهرة - فيقول: ان التصويت في الانتخابات حق سياسي للمواطن لابد أن يمارسه ولا يجوز استخدام هذا الحق لغرض سياسي وكسلاح للتأثير علي الناخبين.. كأن يقول مؤيد لمرشح معين إذا لم تصوت لفلان قاطع الانتخابات وهي استراتيجية لتحقيق الفوز لاتجاه معين رغم انه لا يجوز استخدام حق منم الحقوق الأساسية وهو التصويت لغرض سياسي. أوضح ان دعوات المقاطعة في حد ذاتها بمثابة إصابة للديمقراطية في مقتل وتذبحها ولابد أن يحرص المواطن علي أن يدلي بصوته سواء قال نعم لهذا أو ذاك وان حتي قام بابطال صوته حتي لا يختار أيا من المرشحين فهذا أقل ضررا من المقاطعة والامتناع عن الذهاب للتصويت لأننا يجب أن نتخلي عن السلبية وألا نفسد فرصتنا وحقنا في المشاركة السياسية والتصويت لمستقبل مصر وقد آن الأوان ليثبت للعالم ان مصر دولة متحضرة بسلوكياتها وايجابياتها بعيدا عن هذه الصراعات الشخصية. د.السيد عبدالفتاح عفيفي - أستاذ علم الاجتماع بجامة القاهرة - قال: لابد أن يعي الجميع أننا أخذنا الديمقراطية كأسلوب حياة لتحديد العلاقة بين الحاكم والمحكوم وعلينا ان نتوجه للإدلاء بأصواتنا دون أي تأثير بآراء البعض في أي اتجاه لأن هذه الحملات خلقت نوعا من البلبلة ووضعت الناس في حيرة. أشار: إلي أن البعض أيضا يطالب المواطنين بالتوجه لصناديق الانتخاب وإبطال الصوت وهو نوع من السلبية والمفروض ان نحكم عقولنا ولا نستمع لأحد ونعي أن الكمال لله وحده ويجب أن نفاضل ونختار الأفضل لصالح البلد. حذر بأن المقاطعة ربما تساهم في نجاح شخص غير مرغوب فيه لذا أطالب الجميع التخلي عن السلبية والاتجاه إلي صناديق الاقتراع ونعطي صوتنا بعيدا عن الصراعات السياسية ونعطي أصواتنا ولا نبطلها لأن المقاطعة أو افساد وإبطال الصوت جريمة في حق الواطن ويجب ألا نتخلي عن المشاركة السياسية التي حرمنا منها سنوات. د.إبراهيم البحراوي - المحلل السياسي والأستاذ بجامعة عين شمس - يري ان من يتحدث عن المقاطعة والجلوس في البيت يخرج نفسه من الساحة ومن حالة الفعل والتأثير ويتحول إلي شخص منزو لأن أمانيه لم تتحقق وحرم نفسه من المشاركة في اختيار حاكمه وبالتالي من تحديد السياسات العامة التي سيسير علي أساسها الوطن ولابد أن ندرب أنفسنا علي احترام الشرعية الديمقراطية وقبول إرادة الأغلبية إذا لم يفز المرشح الذي يؤيده المواطن وأن يتقبل النتيجة بروح وطنية.. وندرك انه بالانتخابات أرسينا قواعد المنافسة التي تسير عليها في الانتخابات المقبلة والتي تضعنا في مصاف الدول الديمقراطية العريقة.