الحقيقة أن محافظة أسوان واحدة من أفضل المحافظات المصرية في فصل الشتاء، ويحرص السياح على زيارتها خلال الفترة من مطلع أكتوبر وحتى نهاية مارس كل عام، فالمحافظة التي تقع في أقصى جنوب مصر تمتلك المقومات التي تضعها في مقدمة المحافظات القادرة على إحداث طفرة في النشاط السياحي وزيادة الموارد الدولارية للدولة المصرية. لكن الوضع الحالي في المحافظة يحتاج إلى تحركا سريعا من الحكومة المصرية ممثلة في رئاسة الوزراء، والجهات التنفيذية في محافظة أسوان، لمعالجة وحل عدد من المشكلات التي تمثل تحديًا كبيرًا، رغم الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها المحافظة، ولعل أبرز هذه المشكلات انتشار القمامة وعدم تهيئة مركز المحافظة لمواجهة التغيرات المناخية التي تعصف بعدد من مدن العالم، وهو ما يتطلب جهدًا مضاعفًا وجولات ميدانية مكثفة من الجهات التنفيذية في المحافظة. تأثرت كثيرًا بقصة الفتاة سلوان التي توفيت قبل أيام في حادث مروري بشع على الطريق الصحراوي الغربي، والذي يطلق عليه أهل أسوان "طريق الموت"، نظرًا لكثرة الحوادث المرورية الناتجة عن عدم استكمال تهيئة الطريق الواصل بين أسوانوالأقصر. فقد توقف العمل بعد الانتهاء من تطوير المرحلة الأولى من الطريق الصحراوي الغربي الممتد من مركز ادفو وحتى أسوان المركز، رغم أنه من الضروري تهيئة الطريق بشكل كامل بين أسوانوالأقصر للتصدي لظاهرة الحوادث المرورية بسبب ضيق الطريق وعدم تأهيله بالشكل المطلوب. ورغم تحرك وزارة النقل لتمهيد الطريق الصحراوي الغربي بين إدفو وأسوان إلا أن الجهات التنفيذية لم تلتفت إلى ضرورة تهيئة وإصلاح الطريق القديم. والحق يُقال إن وزارة النقل تبذل مجهودًا ضخمًا للارتقاء بالطرق في مصر، وهو ما يتضح في الإنجازات التي تحققت في هذا القطاع الهام خلال السنوات الماضية. إلا أن تمهيد وإصلاح الطرق بين أسوانوالأقصر يحتاج إلى مجهودا مضاعفا كي تكتمل الصورة المثالية لقطاع الطرق في مصر. أهل الصعيد يترقبون الانتهاء من تدشين الخط الثاني من شبكة القطار الكهربائي السريع الممتد بطول 1100 كم ليصل إلى مدينة أبو سمبل، وهو ما يتطلب تحركًا سريعًا لتأهيل وإصلاح كافة الطرق البرية الموازية لمسار القطار، وذلك في إطار جهود الحكومة المصرية لتوفير المناخ اللازم لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية وتعظيم موارد السياحة من خلال تهيئة البنية التحتية. وصلتني عدة استغاثات من سكان محافظة أسوان حيث مسقط رأسي، تفيد بوجود مشكلات تحتاج إلى خطة عمل واضحة ومحددة لمواجهة الضغط على الموارد الطبيعية وتحديث البنية التحتية، فأسوان تستقبل ما يقرب من 1.5 مليون سائح مصري وأجنبي سنويًا، مع توقعات بتضاعف الرقم مع تشغيل القطار الكهربائي السريع، ويعيش في المحافظة نحو 1.7 مليون نسمة في مدن ومراكز محافظة أسوان. أتمنى أن تصل رسالتي إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، للالتفات إلى المشروعات التنموية في محافظة أسوان، حيث توقف عدد من المقاولين عن العمل في بعض مشروعات تطوير البنية التحتية، وتم تجميد العمل بمشروعات الصرف الصحي والمياه والغاز الطبيعي في عدة مدن بأسوان دون سبب واضح، وهو ما يتطلب دورًا رقابيًا صارمًا على الشركات التي أُسند إليها تنفيذ مشروعات تأهيل وتطوير البنية التحتية في المحافظة. أقترح أن تشكل الحكومة المصرية لجنة تضم وزارات النقل والتنمية المحلية والبترول والكهرباء وعددًا من المؤسسات المعنية، للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في المحافظات التي تستقطب أعدادًا كبيرة من السياح مثل أسوان، الأقصر، جنوبسيناء، ومرسى مطروح، الغردقة، للوقوف على المشكلات التي تواجه هذه المحافظات والتحرك الدائم لتطويرها من أجل استقطاب المزيد من الاستثمارات الخارجية ومضاعفة حجم الأفواج السياحية وهو ما ينعكس إيجابا بزيادة حجم الدولارات التي تدخل إلى خزينة الدولة المصرية.