عظيم هو الوطن يستحق أعلي المكانة.. ورفيع هو المنصب.. وكبير هو الشرف لمن حازه.. وثقيلة هي المهمة علي من تقلدها واعتلاها.. وصبور هو الشعب.. ينتظر كريم الحياة.. فهل ستبوح مصر بسرها وتسلم قيادتها إلي واحد من أبنائها.. يعبر بها من ضيق الحياة الي سعتها وهل سيكون شعبها علي موعد مع السعادة.. تتحقق علي يد واحد من فرسانها التي أولتهم ثقتها..؟؟ لم يتبق علي تحقيق الحلم إلا القليل من الساعات.. ان لم تلجئنا النتائج إلي إعادة الكرة لننتظر علي أحر من الجمر معرفة القادم الينا ليتولي ذلك العبء وتلك المهمة المستحيلة.. فحكم مصر وقيادتها في ذلك الظرف الراهن هي مهمة انتحارية بكل المقاييس.. فالوطن أرض محروقة يستلزمه الكثير من الكد والجهد والعمل بإخلاص ليعود مثمرا كعهدنا به.. والشعب المصري لم يعد شعبا سهل القيادة كما كان في الماضي. لقد أسرف المرشحون للرئاسة كثيرا في وعودهم وكانت برامجهم ضربا من الخيال ولا تستند إلي أرض الواقع في شيء.. فهي برامج لم تتعد حدود خيالهم الذي أطلقوا له العنان يحاولون بها دغدغة مشاعر المصريين واستمالتهم لكسب تعاطفهم وتوادهم لحصد أصواتهم.. وفي رأيي انه لا فكرة واحدة من أفكارهم ولا بند واحد من برامجهم سيغادر رأس أي مرشح منهم ما لم يتحقق أهم شيئين تحتاجهما مصر في وقتها الراهن. أولهما إعادة الأمن والقضاء علي البلطجة وثانيهما الاقتصاد ودوران عجلة الانتاج بإعادة الحياة إلي المصانع المتوقفة وعودة المستثمرين والعمل علي تنشيط السياحة إلي سابق عهدها واحياء البورصة واقالتها من عثرتها. ان الحديث عن شيء غير الأمن والاقتصاد يعتبر ضربا من العبث وضياعا للوقت والجهد ومعه سيخرج الرئيس من حيث أتي ولن يشعر به أحد. فمن يستطيع القضاء علي البطالة في دورة واحدة وتشغيل 8.5 مليون عاطل في تلك الفترة الوجيزة ومن يستطع النهوض بالصحة والتعليم والزراعة وغيرها من شتي نواحي الحياة التي دمرها النظام السابق مع سبق الاصرار والترصد.. إلا إذا أراد الرئيس الجديد أن يكون فرعونا آخر ويعيش ليحكمنا 30 عاما كما فعل غيره..!! نتمني أن يكون الرئيس الجديد واقعيا وينصب عمله علي القضايا الملحة والراهنة والتي تهم المواطن العادي في حياته اليومية ولا يقطع علي نفسه وعدا لا يستطيع تنفيذه.. فالشعب لديه الاستعداد للصبر لتحقيق الوعود والعهود ولكن ليس لديه الاستعداد للعب بعواطفه وتأجيل احتياجاته وعدم تنفيذها.. فقد عرف طريق الخروج علي الحاكم والثورة عليه وخلعه إذا لزم الأمر.. ولن يدور في فلكه مرة أخري ونتمني أن يتعلم الدرس ويعيه فلولا خلع مبارك ما تبوأ مكانه وجلس علي كرسيه..!!