رحل منذ أيام أحد نجوم الجيل الثالث من الفنانين المصريين الذين تألقوا في اعقاب الحرب العالمية الثانية. وامتد أثرهم الايجابي الذي شحن خلال الفترة الديمقراطية التي سبقت وصول الجيش الي السلطة عام ..1952 لقد كانوا هم الوجه الإيجابي للحركة الفنية المصرية. التي انطفأت بعد ذلك واختفت وراء التجريد والأشكال التي لا تعالج موضوعا ونهتم فقط بالشكل. ويعتبر الفنان سعد كامل المولود يوم 16 مارس عام 1924 أحد نجوم هذا الجيل اللامع باعتباره أحد رواد استلهام الفن الشعبي. فهو من أوائل الفنانين المصريين الذين اهتموا بدراسة وجمع التراث الشعبي من مختلف انحاء مصر. مع ما يماثله من تراث فنون الشعوب الأخري. كان يستثمر هذه الهواية في محاولة تطوير الفنون الشعبية. واستخدام وحداتها وموضوعاتها في اعماله الفنية. فنفذ تصميماته علي خامات شعبية. كالكليم والسجاد والحصير والأقمشة المطبوعة والزجاج الملون. كما مارس في الطباعة اليدوية والباتيك "اي تلوين الأقمشة بالصبغات". وقد تولي الإشراف علي مصانع النسجيات المرسمة اي النسيج المرسوم الذي اقيم خلال ولاية الدكتور ثروت عكاشة علي وزارة الثقافة. كما أهتم بتسويق اعماله وأعمال زملائه. عندما افتتح "جالاري أرابيسك" ثم "جالاري مشربية" بشارع شمبيليون. وكان بيته اقرب الي المتحف منه الي المسكن. حيث اجتمعت فيه مجموعة كبيرة من الآثار الفنية من مختلف الحضارات. مختلطة بأعماله التي تعتبر نموذجا لتحقيق فن يمثل البنية المحلية. إذ كان يستخرج من الوحدات فناً رفيع المستوي. درس بالقسم الحر في كلية الفنون الجميلة حتي عام 1949. وسافر الي ايطاليا للدراسة. وحصل علي دبلوم اكاديمية روما للفنون الجميلة عام 1953. ثم انتقل الي باريس حيث قام بدراسات بمصانع النسيج للجوبلان و"الأوبيسون" بفرنسا. وشارك في العديد من المعارض الدولية في إيطاليا والصين وموسكو ونيويورك ويوغوسلافيا ولندن وكذلك بينالي الإسكندرية الثالث والخامس. وقد اقام معرضا خاصا عام 1972 تجول به في مدن ألمانياالغربية. حيث عرض اعماله في الجرافيك والباتيك. كما اقام معرضاً لأعماله في فينيسيا عام 1976. وحصل علي جائزة مسابقة مختار عام 1949. وجائزة مرسم الأقصر "منحة داخلية" لمدة سنتين عام 1949. كما حصل علي الجائزة الأولي لفن "الجرافيك" الطباعة اليدوية من بينالي الإسكندرية عام 1959. وجائزة وزارة الثقافة عام .1962 نال الميدالية الذهبية بمعرض جمعية محبي الفنون الجميلة السنوي "صالون القاهرة" عام 1963. وحصل علي منحة التفرغ للإنتاج الفني لمدة عامين "1965 . 1966". كما حصل علي الميدالية الذهبية من بينالي فلورنسا الدولي الثالث في إيطاليا عام 1972. واعتمد في مصر ممثلاً للاتحاد الدولي للفنون الشعبية "ومركزه نيويورك" منذ إنشائه في عام 1962 وحتي عام 1981. واعماله الفنية تقتنيها العديد من المتاحف. وتنتشر في المجموعات الخاصة بمصر والخارج. له دراسات حول النسيج الشعبي والقبطي والإسلامي نشرت بالمجلات العربية. وقد اختير عضواً بلجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلي للثقافة عام 1983 وظل به حتي عام 1990 وتوقفه عن النشاط بسبب ظروفه الصحية.