قبل غلق باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية بساعات توالت المفاجآت باستبعاد حازم أبوإسماعيل والدفع بالاحتياطي من جماعة الإخوان.. والموقف اشتعل بدخول عمر سليمان ماراثون السباق في آخر لحظة بترحيب ودعم من حزب الأغلبية الصامتة.. وأصبحت مصر علي أعتاب أول انتخابات رئاسية حرة في تاريخها.. والخوف أن تتحول انتخابات الرئاسة إلي انتخابات "الجنة والنار" والتي بدأت فعلاً معركتها في الشوارع والميادين وفي المساجد والزوايا. خاصة بين المواطنين البسطاء في القري والمناطق الريفية والعشوائية المحرومة من الخدمات. وتعاني من الفقر. وبدأت التربيطات والإغراءات ببعض الاحتياجات من المواد التموينية. وبدأ الإعلام المنظم لبعض الجماعات الإسلامية برفع الشعارات الدينية مع التركيز علي إعلام المنابر الذي لعب دوراً مؤثراً في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. والتي حققت الفوز للتيارات الإسلامية وأصبحت أغلبية في البرلمان تمارس الضغط للاستحواذ علي كل المناصب والرغبة في التكويش والهيمنة علي كل مؤسسات الدولة سواء التشريعية أو التنفيذية أو اللجنة الدستورية والسعي إلي الرئاسة.. ويغيب عنهم التفكير في المصلحة العليا للبلاد والمواطن المصري صاحب الحق الأول والأخير في حياة حرة كريمة. ومستقبل أفضل.. وصاحب الحق في المعرفة والفهم والوضوح لما يدور حوله والمشاركة في إبداء الرأي في حكم بلاده. والشعب أصبح في حيرة وحزين لما يراه من انقسامات وخلافات بين من يتولون قيادة البلاد. ويتألم لما يراه من أفعال وتصرفات غير مسئولة من بعض المسئولين ونواب في مجلس الشعب غير مدركين للظروف الصعبة والمرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد. وأصبحت الأغلبية بعد أن ضمنت الكراسي تمارس الديمقراطية في أسوأ أشكالها. فقد اختلطت الأوراق بين البرلمان والحكومة والأحزاب والمجلس العسكري. والضحية هو مستقبل الوطن والمواطن الغلبان. وأصبح الشعب يعيش حالة من الفوضي والضبابية والتوهان والتضليل. والكل يحمله المسئولية في عدم حسن الاختيار أمام صناديق الانتخاب. * نرجو من الله أن يعود الوعي ونكون خرجنا بدروس مستفادة من تجرية الانتخابات البرلمانية حتي لا نقع في نفس الأخطاء في الانتخابات الرئاسية المقبلة. * اللهم لطفك بمصر ورحمتك بأبنائها من استبداد أي حاكم قادم. أو أي جماعة تمارس سياسات تضر البلاد وتدعي أنها فوق الجميع وفوق القوانين. ومن لا يعجبه ليس أمامه سوي أحد خيارين: إما أن يشرب من البحر. أو يرحل عن الأرض.. وليس أمام الشعب الصابر إلا أن يتطلع إلي السماء استنجاداً بالخالق سبحانه أن يساند الشعب المصدوم فيمن يتولون أمره. وأن يمد الشعب بمدد من عنده. ويخرجنا من أزماتنا وينصر مصر علي كل المتآمرين والطامعين.. ويارب حقق لمصر الأمن والاستقرار وولي عليها من يخافك ويتقي الله في أهلها. ووفقنا في اختيار من يصلح.. فأنت أعلم العالمين.