اسقطنا ديكتاتورا وتحول معظمنا بعد الثورة إلي مشاريع ديكتاتور ينتظر الفرصة ليقمع الاراء المعارضة. يقاتل لتبقي كل عناصر القوة تحت سيطرته.. بالرغم من اجواء الابهام التي تلف كل الحقائق من حولنا إلا اننا يمكن ان نهتدي لحقيقة واضحة تفضحها افعال وممارسات يومية للقوي السياسية المشغولة حاليا بترسيم الحدود بينها وتلهث لتوسيع مناطق نفوذها وتمارس بمنهجية سياسة الاستحواذ والتكويش وكأنها مسألة حياة أو موت.!! الامثلة كثيرة وتبدو اكثر وضوحا في اداء جماعة الاخوان ابرز الفائزين في ميراث مصر بعد الثورة فالجماعة استحوذت علي الاغلبية ومقعدي الرئاسة في البرلمان وبالرغم من ذلك تسعي جاهدة لتظفر بمقاعد رئيس الحكومة ونائب الرئيس والأدهي قصة الدفعات الإخوانية في الكليات العسكرية وكأنهم بعد التخرج سيصبحون ضباطا في دولة الاخوان وليس في دولة مصر!! السلفيون الذين كتب لهم الله النجاة من غياهب سجون أمن الدولة وانعم عليهم بمقاعد البرلمان لم يسلموا من عدوي الاستحواذ فتركز سعيهم للانفراد بحقيبة التعليم في محاولة مكشوفة تثير المخاوف من استنساخ تجربة مدارس طالبان في مصر. الليبراليون الذين ضل سعيهم في الانتخابات البرلمانية يسعون لقنص منصب الرئيس القادم بجبهة المائة التي تريد ان تفرض مرشحا بعينه علي الشعب ويحسبون انهم يحسنون صنعا! حروب وصراعات ونبذ بين كل اصحاب المصالح المتعارضة ضاعت خلالها مصلحة الشعب صاحب الفضل فيما وصلوا إليه والذي يعاني من ازمات خانقة ويعيش مع كل ازمة في اسر السؤال الصعب ما الذي تغير وما الفرق بين الذين رحلوا والذين جاءوا؟! لو كان الاستحواذ والتكويش يضمن البقاء لاي قوي في السلطة لظل الحزب الوطني المنحل إلي ابد الابدين ولكن الضمانة الوحيدة هي رعاية مصالح الشعب واقامة دولة الكرامة والعدل ودون ذلك فان طرة ستقول هل من مزيد؟!