في الوقت الذي ينظر فيه إلى النوم الكافي كعامل رئيسي للصحة الجسدية والعقلية، كشفت دراسة جديدة أن الإفراط في النوم قد لا يكون بالضرورة مؤشرا إيجابيا، بل قد يرتبط بمشكلات صحية خطيرة، وأحيانا أكثر خطرا من قلة النوم. فبحسب تقرير نشره موقع Times of India، فإن النوم لأكثر من تسع ساعات خلال الليل، وبشكل منتظم، قد يؤدي إلى زيادة خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 34% مقارنة بالأشخاص الذين ينامون من سبع إلى ثماني ساعات، وهي المدة التي يوصى بها علميا لمعظم البالغين. اقرا أيضأ|فرصة في الصيف.. خطوات ذكية لنجاح تدريب الحمام الليلي للأطفال النوم.. أساس الصحة العامة يؤكد الخبراء أن النوم لا يقل أهمية عن الغذاء المتوازن وممارسة النشاط البدني المنتظم. فخلال ساعات النوم، يقوم الجسم بالعديد من الوظائف الحيوية مثل: إصلاح الأنسجة والعضلات تقوية الذاكرة تنظيم الهرمونات تعزيز الجهاز المناعي الحفاظ على الاستقرار النفسي والمعرفي وبالرغم من أن بعض الأفراد قد يشعرون بالاكتفاء بعد 6 ساعات، توصي مؤسسة النوم الوطنية بأن تتراوح مدة النوم المثالية للبالغين بين 7 إلى 9 ساعات يوميا. ما الذي يحدث عند الإفراط في النوم؟ تشير مراجعة تحليلية ل 79 دراسة طويلة الأمد إلى أن النوم الزائد لا يوفر فائدة إضافية، بل قد يرتبط بزيادة في احتمالية الوفاة، وكذلك ارتفاع في معدلات الإصابة ب: الاكتئاب السمنة وزيادة الوزن الألم المزمن مرض السكري من النوع الثاني اضطرابات التمثيل الغذائي وتدعم هذه النتائج بيانات سابقة تعود إلى عام 2018، والتي خلصت إلى نتائج مشابهة عبر 74 دراسة أجريت على مدار سنوات مختلفة. هل النوم الزائد هو السبب المباشر؟ وفي السياق ذاته يشير الباحثون إلى أن هذه النتائج تظهر وجود ارتباط وليس بالضرورة علاقة سببية مباشرة،ففي حالات كثيرة، يكون النوم المفرط عرضًا لمشكلة صحية كامنة، وليس السبب في تطورها. فعلى سبيل المثال، قد ينام المرضى المصابون بحالات مزمنة لفترات أطول بسبب حاجة أجسامهم للتعافي، أو نتيجة لتناول أدوية تؤثر على نمط النوم. كما أن ضعف جودة النوم الناتج عن أمراض مثل انقطاع النفس النومي أو الألم العضلي الليفي قد يدفع الشخص إلى قضاء وقت أطول في السرير. ما هي احتياجات النوم حسب الفئات العمرية؟ تختلف حاجة الجسم للنوم باختلاف العمر: المراهقون: 8 إلى 10 ساعات يوميا البالغون: 7 إلى 9 ساعات كبار السن: يقضون وقتا أطول في السرير، لكن حاجتهم الفعلية للنوم لا تختلف كثيرا عن البالغين ويشدد الخبراء على أن جودة النوم لا تقل أهمية عن مدته، إذ إن الاستيقاظ المتكرر أو المعاناة من الأرق، تجعل حتى النوم الطويل غير فعال. نصائح لتعزيز جودة النوم: الالتزام بجدول نوم ثابت حتى في عطلات نهاية الأسبوع التعرض لضوء الشمس الطبيعي في ساعات الصباح الأولى ممارسة النشاط البدني خلال اليوم تقليل استخدام الشاشات قبل النوم تهيئة بيئة مناسبة للنوم: هادئة، مظلمة، وذات حرارة معتدلة ممارسة أنشطة استرخائية مثل القراءة أو التأمل قبل الخلود للنوم رغم أن الحرمان من النوم له آثار سلبية معروفة على الصحة، إلا أن الإفراط في النوم لا يقل خطرا، وقد يشير إلى مشكلات صحية أعمق. وفي حال ملاحظة حاجة دائمة للنوم لأكثر من تسع ساعات يوميا، مع الشعور المستمر بالتعب، ينصح الأطباء بإجراء تقييم طبي لمعرفة الأسباب الحقيقية.