هذا الموضوع يعبر فقط عن وجه نظر كاتبه وليس عن وجهة نظر او توجه الموقع هل ما يحدث الآن في مصر يسمى ثورة؟
هل مَن يفعلون ما يفعله هؤلاء يسمون ثوارا؟
الأخبار تتوالى عن إحباط محاولة اقتحام مديرية أمن الجيزة..
مجموعة من المتظاهرين يحملون أوراقا بعد ما أطلق عليه اقتحام أحد أدوار مبنى السفارة الإسرائيلية..
الأمن يطلق القنابل المسيلة للدموع والمتظاهرون يرشقون الأمن المركزي بالحجارة.. وكأن جنود الأمن المركزي الذي هو مجموعة من شاب مصر المجندين، هم الأعداء الذين يتحملون عبء كل شيء، وهم ملطشة المتظاهرين في كل محفل..
فوضى عارمة..
نحن لم نعد نعيش في دولة، نحن في مهزلة كبيرة، وسوق تجاري تباع فيه كل الممنوعات الأخلاقية والإيمانية والوطنية بأبخس الأثمان.
من يتحمل كل هذا العبث بمقدرات مصر؟
هل إنزال العلم من فوق سفارة إسرائيل اليوم بطولة؟ ليست بطولة على الإطلاق بل هي غباوة ومغامرة كبرى سوف تتحمل مصر نتائجها في المحافل الدولية، كذلك فإن اقتحام سفارة أي دولة أجنبية يعد جريمة كبرى ستتحمل مصر نتائجها. اين الشجاعة إذن؟ الشجاعة عندما تقوم بفعل تتحمل أنت نتائجه أيا كانت، لا أن تقوم بمغامرة ثم تترك بلدك يدفع الثمن.
ستقول نحن نكره إسرائيل، سأقول لك المسألة هنا لا علاقة لها بالحب والكره، بل بدولة لا تستطيع حماية سفارة على أراضيها ولذلك عقوبات لا تتحملها مصر في هذه المرحلة الراهنة.
وأكاد أشعر أننا عدنا لزمن الجاهلية الأولى بتصرفات هذه الفئة غير المسئولة.
مصر تنهار بيد بعض ابنائها، وللأسف تقف حكومة شرف عاجزة عن فعل أي شيء، ويقف المجلس العسكري مكتوف الأيدي خشية أن يقال أنه يقتل أو يصيب أبناء البلد، والحقيقة أن هذا الموقف من القوات المسلحة كان له ما يبرره قبل الإتيان بالرئيس السابق ووضعه وأبناءه ورجاله خلف القضبان.
كان له ما يبرره عندما كانت أغلب مطالب الثوار الحقيقيين لم تتحقق، أما وقد تحققت أغلب مطالبهم، فمن حق باقي الشعب على القوات المسلحة -ممثلة في المجلس العسكري- حماية مصالحهم ممن يظنون أنهم مخلصو هذا الوطن من الفساد فإذا بهم أشد فسادا وتخريبا وتدميرا.
على المجلس العسكري اعتبار هؤلاء المخربين أناسا يعملون ضد صالح هذا البلد، ويتخذ موقفا يتناسب مع حجم المسئولية التاريخية الملقاة على عاتقهم، ويقدموا هؤلاء المخربين للقضاء يحكم فيهم بما يحقق لهذا البلد الأمن والاستقرار والتقدم.
وأقولها لكل دعاة الوطنية، إن الدعوة لمليونيات تنتهي بالتخريب والتدمير لهي جريمة في حق شعب مصر الذي تتكلمون باسمه وأنتم أبعد ما يكون عن حقيقة قضاياه واهتماماته.
أنتم تشتركون في الجرم مع هؤلاء المخربين الذين لا يستحقون إلا جزاء المفسدين والبلطجية.
أما رسالتي لسيادة المشير، أن كما قمت ورفاقك بحماية هذه الثورة، دون خوف أو تردد، خذ على أيدي هؤلاء دون خوف أو تردد، ولا تعبأ حين تكون أنت ورفاقك تتحملون المسئولية أمام الله ممن يدينونكم بأفواههم، أو يتكلمون عن المجلس العسكري بسوء لو اتخذ موقفا.
ولا يمنعنكم الحرص على صورة القوات المسلحة أمام الثوار، أن تنسوا صورتها أمام الله وأمام شعب مصر.
أما حديثي للثوار الحقيقيين فهي احموا ثورتكم من المدعين والبلطجية وأصحاب المصالح حتى لا يأتي اليوم الذي يكره فيه الشعب المصري اللحظة التي آمن بكم فيها وسار خلفكم، ظنا منه أنكم ستأخذونه لطريق سوي، ثم اكتشف أنكم سرتم به إلى المجهول.
حفظ الله مصر وأهلها من الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.