يسأل وليد موسي عبدالحميد بأرض اللواء- المهندسين: كثر الكلام في الرؤيا المنامية من تعبير وشروط وممارسة.. نرجو الإفادة؟! وما الفرق بين الرؤيا والحلم؟! ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة -أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: الرؤيا المنامية في الاستعمال الفقهي ما يحدث في النوم. إلا انها في الأمور المحبوبة. والحُلم ما يحدث في النوم كذلك إلا أنه في الأمور المكروهة. وعلي هذا الاعتبار تضاف الرؤيا إلي الله عز وجل. والحلم للشيطان. والأصل فيه خير "الرؤيا من الله. والحُلم من الشيطان" "أخرجه البخاري". والرؤيا الصالحة ومنزلتها حالة شريفة ومنزلة رفيعة قاله الإمام القرطبي. والأصلي. فيه قول النبي صلي الله عليه وسلم: "لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة. يراها المسلم الصالح أو تُري له" "أخرجه مسلم". وقوله: "الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة" "أخرجه الشيخان". وأخرج الترمذي أن رجلاً من أهل مصر سأل أبا الدرداء -رضي الله عنه- عن معني قوله -تعالي-: "لهم البُشري في الحياة الدنيا" "من سورة يونس" قال: "ما سألني عنها أحد منذ سألت النبي صلي الله عليه وسلم عنها. فقال: هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُري له". والناس في الرؤي علي درجات. فالأنبياء والرسل -عليهم السلام- رؤاهم كل صدق. وقد يقع فيها ما يحتاج إلي تعبير. والصالحون الأغلب في رؤاهم الصدق. وقد لا يقع فيها ما لايحتاج إلي تعبير. ومن عداهم يقع في رؤاهم الصدق وأضغاث أحلام. وتعبير الرؤي معناه العبور من ظاهرها إلي باطنها. وقيل النظر وقيل التفسير والتوضيح. قال الله -سبحانه- حكاية "إن كنتم للرؤيا تعبرون" "من سورة يوسف". وآداب الرؤيا في حق الرائي ألا يقص الرؤيا إلا علي عاقل أمين. وفي حق المعبر الأمانة والمقدرة الوهبية أو العلم الصحيح للتعبير. وهناك صور لتعبير الرؤيا ذكرها أهل العلم الموثوق بهم مثل ما ذكره ابن القيم في اعلام الموقعين استنباطاً من أخبار وأثار. وابن سيرين و النابلسي اجتهاداً وخبرة. وأنصح بعدم المبالغة في موضوع الرؤي واشغال وإلهاء الناس بها وجعل الأمور كلها لله -عز وجل- "وكان أمر الله قدراً مقدوراً". و"كان ذلك في الكتاب مسطورا". * يسأل عامر حمدي علي من طنطا: هل سلام الرجل علي المرأة يفسد الوضوء؟ ** يجيب الشيخ اسماعيل نورالدين من علماء الأزهر: قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلي الكعبين وإن كنتم مرضي أو علي سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء". وقد عد بعض الفقهاء ان مصافحة النساء ناقض للوضوء. قال ابن مسعود وابن عمر والزهري والشافعي وغيرهم لمس المرأة غير المحرم ينقض الوضوء لقوله تعالي: "أو لمستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيبا". وقالوا: صرحت الآية بأن اللمس من جملة الأحداث الموجبة للوضوء وهو حقيقة في لمس اليد أي المصافحة بدون حائل. وإن قال بعض الأئمة ان المصافحة غير ناقضة كالأحناف وغيرهم. لحديث عروة بن الزبير عن عائشة ان النبي صلي الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلي الصلاة ولم يتوضأ.. قال عروة: من هي إلا انت. فضحكت. "أخرجه أحمد والأربعة والدارقطني بسند رجاله ثقاة والبزار بسند حسن. وجمعا بين هذه الآراء" قال مالك والليث بن سعد وأحمد في المشهود عنه ان اللمس إن كان بشهوة نقض وإلا فلا. وهذا جمعاً بين الآيات والأحاديث. فحملوا الآية علي ما إذا كان بشهوة. وفي الأحاديث علي ما كان بدون شهوة. وهذا الرأي الأخير هو ما نرجّحه إن كانت المصافحة عادية عابرة فليست ناقضة للوضوء.