عالم الأحلام عالم يكاد يكون الوجه الثاني لعالمنا الذي نحياه ومرتبط إرتباط كبير به فعن عائشة رضي الله عنها عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (( لم يبق بعدي من المبشرات إلا الرؤيا وله وللطبراني من حديث حذيفة بن أسيد مرفوعا : ذهبت النبوة وبقيت المبشرات ولأبي يعلى من حديث أنس رفعه : " إن الرسالة والنبوة قد انقطعت ولا نبي ولا رسول بعدي ولكن بقيت المبشرات ، قالوا : وما المبشرات؟ قال : رؤيا المسلمين جزء من أجزاء النبوة " ، قال المهلب ما حاصله : التعبير بالمبشرات خرج للأغلب ، فإن من الرؤيا ما تكون منذرة وهي صادقة يريها الله للمؤمن رفقا به ليستعد لما يقع قبل وقوعه . )) أولا وقبل كل شيئ يجب أن نصّنف عالم الأحلام كالتالي الأحلام هي 3 انواع 1 _ أحلام يلهمها الله الانسان ليعرف سرا أو لينتبه من أمر أو ليستعد لحقيقة ما عنه او شخص يهمه.مثلما ورد في الأحاديث أعلاه الا وهي ( الرؤيا الصالحة ) 2 _أحلام حديث نفس عن رغبات المرء المكتومة أو ذكريات ماضيه الجميلة والمؤلمة والتي تقع تحت مسمى (العقل الباطن) 3 _ أحلام أخرى تكون غريبة عجيبة وهي (الكوابيس ) وهي من الشيطان والعياذ بالله تعالى ولو قرأنا تاريخ عالم الأحلام جيدا لوجدنا أن القرآن الكريم ورد ذكره في قصة سيدنا يوسف عليه السلام (( فقوله تعالى: { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ ْ} يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم الصلاة والسلام: { يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ْ} فصدقت الرؤيا وعلّت مكانة سيدنا يوسف لدرجة ان سجد له والديه وأخوته الأحد عشر وكان من طبائع الناس أن يخروا ساجدين عند وقوفهم بين يدي الملوك والوزراء وهاهو فرعون يطلق أقسى حكم في تاريخ الإنسانية الا وهو قتل كل مولود طفل ذكر بسبب حلم رآه وفسره له العرافين والكهنة حُلما عجيبا،(( فراى في منامه نارا تخرج من بني اسرائيل فتحرقه وتحرق مُلكَه، فاستيقظ مرعوبا واستدعى كهنته لتفسير هذا الحلم.)) وذات يوم يمسك نبي الله موسى بلحّية فرعون ويوصلها للأرض فإشتاظ غضبا وتوجس خفية من أمر واقع لامحالة الا وهو زوال ملكه على يد هذا الطفل يوما ما من خلال تصرف خطير لطفل صغير فهّم بقتله لولا أن آسية زوجته أشارت عليه بأن يقدم له تمرة وجمرة في آن واحد وينظر أيهما سيختار ليقرر بعدها قراره بعد تأكده مما ساوره من شك من أمر هذا الطفل الذي آثره على كل الأطفال الذي أمر بقتلهم فأراد موسى أن يأخذ التمرة لأنه كان ذكيا فنزل جبريل فأخذ يده فوضعها على الجمرة ،فأصابت لسانه فحدث عيب فيه ، فكان ألدغا ، وعليه " يفسرون قول الله تعالى حكاية عن نبيه " وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي " بأنها اللدغة . عزيزي القارئ أكتفي بهذا القدر عن الحديث عن هذا العالم الخفّي الذي يأخذ الكثير من تفكيرنا ويقود الأكثر من سلوكياتنا بإتجاه مارأيناه في عالم لانراه إلا بأرواحنا وللحديث بقية ومفاجئة إليك في الطريق حيث نأخذك لعام الأحلام لتحلم أنت فقط ونحن نفّسر مايشاء المولى لنا من قدرات على هذا الأمر بأمانة صادقة بشرط أن تكونوا صادقين فقط في أحلامكم . تابعوا أولى حلقات ( حلمّك إيه ....قول لي عليه ) قريبا بإذن الله تعالى