إن علم تفسير الأحلام من العلوم الرفيعة المقام له أصوله ولا يقدم عليه إلا عالم أو ناصح, يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم:( لا تقصوا الرؤيا إلا علي عالم أو ناصح. وقد قال أبو بكر بن العربي في شرح هذا الحديث, أما العالم فإنه يؤولها له علي الخير مهما أمكنه, وأما الناصح فإنه يرشده إلي ما ينفعه. يقول السيد عزت المرسي عبد الرحمن عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن شرعية علم تفسير الأحلام مستمدة من الكتاب والسنة, فقد قال يوسف عليه السلام( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث), وقال الطبري في تفسير قوله تعالي:( ويعلمك من تأويل الأحاديث) ويعلمك ربك من علم ما يؤول إليه أحاديث الناس عما يرونه في منامهم وذلك تعبير الرؤيا, قال تعالي أيضا:( لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة), وقال عبادة بن الصامت: سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن هذه الآية فقال:( هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تري له), وقال الرسول صلي الله عليه وسلم أيضا:( لم يبق من النبوة إلا المبشرات, قالوا وما المبشرات ؟ قال: الرؤيا الصالحة). ومن عظم أمور الرؤيا, قيل للإمام مالك في تأويل الرؤيا هل يؤولها كل أحد ؟ قال: أيلعب بالنبوة, ثم قال: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها, وقال أيضا وأجمع أئمة الهدي من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين علي الإيمان بها, وعلي أنها حكمة بالغة. وقال ابن القيم في إعلام الموقعين وأصول التعبير الصحيحة إنما أخذت من مشكاة القرآن, وقد ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون وقال: وهو علم يتعرف منه المناسبة بين التخيلات النفسانية والأمور الغيبية. ويؤكد السيد عزت المرسي عبدالرحمن أن علم التعبير من العلوم الشرعية, ويثاب الإنسان علي تعلمه وتعليمه, وإن تعبير الرؤيا داخل في الفتوي لقوله للمسفتيين:( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان), وقال الملك( أفتوني في رؤياي) وقال ليوسف:( أفتنا في سبع بقرات), ولذلك لا يجوز الإقدام علي تعبير الرؤيا من غير علم).