أكد أساتذة تربية الحيوان والمربون والجزارون أن مشروع البتلو الذي أعادته الدولة للحياة مؤخرا جيد لكنه لا يكفي وحده لوقف الانفلات في اسعار اللحوم.. فلابد من منظومة متكاملة تحقق ثبات الأسعار أولا وتشمل تخفيض ودعم أسعار الاعلاف وتشجيع الاستثمار في مزارع الماشية وتسهيل الاستيراد لفترة مؤقتة مع وقف الاحتكار الحادث منذ سنوات في هذا المجال.. إلي جانب توفير الأمصال والأدوية لمواجهة أمراض الحيوان التي توطنت في مصر. أوضحوا أن ثبات الأسعار يمكن أن يعقبه انخفاض تدريجي كلما قلت الفجوة بين حجم الاستهلاك والانتاج المحلي الذي يغطي حاليا 45% فقط من مليون طن من اللحوم تمثل كل الاحتياجات ويساهم الاستيراد بالفرق. * يقول د. سمير ابوالعز استاذ فسيولوجيا الحيوان بمعهد بحوث الصحراء إن مشروع البتلو سوف يساهم في زيادة المعروض من اللحوم ويخلق منافسة في الاسعار ستكون لصالح المستهلك ويمكن ان يصل سعر البتلو إلي 40 جنيها وقد يصل إلي 25 جنيها لكن ذلك سيحتاج لعدة سنوات وليست 6 شهور.. بشرط ان يتم توفير الأعلاف المدعمة والرعاية البيطرية من تطعيمات وأدوية وان يتم توزيع قروض المشروع علي الجميع وليس علي فئة معينة وان تتولي وزارة الزراعة تقدير الاسعار وجمع الانتاج من المستفيدين من القروض وبيع اللحوم للتأكد من وصولها للجزارين لزيادة المعروض. * يضيف د. هشام البنا استاذ الانتاج الحيواني بزراعة القاهرة ان تراجع الأسعار سيحدث عندما يزيد الانتاج وتعود الثروة الحيوانية لما كانت عليه عن طريق تخفيض أسعار الاعلاف التي تصنع منها علائق التغذية بما لا يقل عن 50% واستيراد عجول لا يقل وزنها عن 200 كيلو جرام وليتم تسمينها حيث يزيد وزن العجل المستورد كيلو جراما ونصف الكيلو في حين يزيد وزن البلدي نصف هذه الكمية فقط.. بالاضافة لضرورة استيراد الجمال من السودان والصومال والاهتمام بتربيتها وفتح اسواق للمساهمة في زيادة الثروة الحيوانية. إضافة بسيطة * يري د. محمد الواعر مدير مزارع دينا ان أزمة اللحوم سببها الاساسي نقص الانتاج المحلي من الماشية بعد ان تحولت القرية المصرية لشبه مدينة تبني منازلها من الطوب الأحمر ولم يعد هناك مكان فيها لتربية الحيوانات.. كذلك هجرة الأجيال الجديدة لمهنة الزراعة والنزوح للمدن.. لذلك فإن مشروع البتلو ومنع الذبح يمكن أن يضيف زيادة طفيفة للانتاج المحلي لكن الحل الاساسي هو اقامة مشاريع استثمارية كبري في هذا المجال. وذلك بتشجيع رجال الأعمال علي الاستثمار في مزارع تربية الحيوان وهي مشاريع ذات ربحية عالية لكنهم يحتاجون لتسهيلات كبيرة مثل تخصيص الأراضي الصحراوية ومد المرافق من مياه وكهرباء لها بالاضافة إلي ضرورة تسهيل اجراءات استيراد الماشية من الخارج لحين زيادة رءوس الماشية المحلية مما يغطي الاستهلاك. يؤكد ان الاهتمام بالانتاج البلدي فوائده كثيرة فتربية بقرة واحدة وتسمينها وذبحها وتوزيع مكوناتها والاستفادة منها كالألبان واللحم والجلد وغيرها يوفر 75 فرصة عمل بالاضافة إلي أن العجول التي تربي في مصر تعطي كمية لحوم كبيرة حيث يمكن أن تصل لوزن 450 كيلو جراما في 12 شهراً. يطالب علاء دراز "صاحب مزارع ماشية" سابقا بصدور قرار وزاري يمنع الذبح نهائياً لمدة 6 شهور لتوفير الثروة الحيوانية وزيادة الانتاج منها.. كما حدث في دعض الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية حتي تتوفر احتياجاتنا من اللحوم وتنخفض اسعارها.. فمشروع البتلو لا يكفي وحده لتراجع الاسعار ولابد من عوامل اخري مساعدة منها منع ذبح الاناث وتخفيض أسعار الاعلاف مع السيطرة علي اسواق الماشية واللحوم والرقابة المستمرة عليها. جداول زمنية * يقول محمد غنيم "جزار" إن مشروع البتلو يمكن ان يساهم في حل أزمة اللحوم ويعمل علي تراجع اسعارها بشرط ان ينفذ بضوابط صارمة ومواعيد محددة لمن يحصل علي قرض المشروع من بنك التنمية بحيث توضع جداول زمنية لتسليم عجول البتلو بعد تسمينها ورعايتها من قبل وزارة الزراعة.. لأن فشل مشروع البتلو في الماضي يرجع إلي ذهاب القروض لاشخاص معينين لا علاقة لهم بتربية العجول. يطالب بعودة الرقابة علي تربية الحيوانات ودعم المربين الصغار والقضاء علي الأمراض التي استوطنت وتتسبب في نفوق الحيوانات مثل الحمي القلاعية والاهتمام بالامصال لأن الموجود منها فاسد وعديم الفائدة. يطالب بدعم الردة التي تستخدم في "العليقة" لأن الردة المدعمة والتي يصل سعرها إلي 1300 جنيه يحصل عليها افراد ليس لديهم مزارع تربية مواش في حين يشتريها المربون من السوق السوداء ب 1600 جنيه للطن.. وكذلك طن الذرة المستوردة يباع ب 1820 جنيها وفول الصويا ب 3300 جنيه. * يري ايهاب خليل محمد "جزار" ان مشروع البتلو فشل في الماضي لأن القروض ذهبت لعدد محدود من اصحاب المزارع ولم يستفد منها المربي والفلاح المعدم حتي الاستيراد يسيطر عليه تاجر أو اثنان معروفان بالاسم ولديها السلطة والتسهيلات في ادخال بضاعتهم بدون التعقيدات التي تفرض علي من يحاول الدخول معهم لاستيراد عدد من رءوس الماشية. يطالب بقانون صارم يجرم الذبح نهائياً داخل أو خارج المجازر للسن الصغيرة والماشية ويضع عقوبات مشددة لمن يخالف ذلك سواء من أصحاب المزارع أو الفلاحين.. وأيضا لابد من عودة فتح محلات الجزارة للبيع 4 أيام فقط في الاسبوع وهو ما كان ساريا قبل عام 2004 حتي تقل كميات اللحوم المستهلكة وتزيد الثروة الحيوانية لتكفي الطلب وتتراجع الاسعار. غير معقول * يقول محمد وهبة رئيس شعبة القصابين انه من غير المعقول تراجع الاسعار بعد 6 شهور فهذا الأمر يحتاج لعامين علي الاقل لأن تربية وتسمين البتلو من يوم مولده حتي يزن 400 كيلو جرام يستغرق من 20 إلي 22 شهرا ومنحني الاسعار يمكن ان يتراجع كما كان من سنوات في حالة واحدة هي زيادة الانتاج حتي يكون العرض أكبر من الطلب. يؤكد ان الشعبة طالبت بمشروع البتلو من سنوات عديدة بشرط ان تذهب القروض والدعم لصغار المربين وليس لأصحاب المصالح والنفوذ.. وان تكون بدون فائدة أو فائدة بسيطة مع الاهتمام بالفلاح لزيادة رءوس الماشية البلدي وتوفير الاعلاف وتخفيض اسعارها وزيادة القوافل الطبية البيطرية لتصل إلي الفلاح لعلاج الأمراض التي تصيب الحيوانات. يطالب بضرورة فتح باب الاستيراد للماشية لأن الانتاج المحلي يغطي 45% من الاستهلاك الذي وصل لمليون طن من اللحوم والمستورد يمكن ان يغطي باقي الاحتياجات حتي يتحقق الاكتفاء الذاتي من اللحوم خلال 5 سنوات.. مع الاستفادة من الأبحاث العلمية والطرق الحديثة في التهجين داخل مركز بحوث الحيوان بانتخاب سلاسل جيدة مقاومة للأمراض.