أعربت سوريا عن أسفها لقرار الجامعة العربية تعليق مهام بعثتها في سوريا لمراقبة تنفيذ خطة السلام في البلاد. والذي ارجعته الجامعة إلي تصاعد وتيرة أعمال العنف. قال التليفزيون السوري الليلة الماضية إن سوريا تعتبر تعليق عمل بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية في البلاد محاولة للتأثير علي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتكثيف الضغط من أجل تدخل خارجي. أضاف التليفزيون في خبر عاجل ان هذا الأمر سيكون له تأثير سلبي ويشكل ضغطا علي مجلس الأمن بهدف الدعوة للتدخل الاجنبي وتشجيع الجماعات المسلحة علي زيادة العنف. كانت جامعة الدولة العربية قد أعلنت انها اوقفت عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بسبب ما وصفته بالتدهور الحرج في الموقف حيث اشتبكت قوات الأمن مع متمردين يسيطرون علي ثلاث ضواح خارج العاصمة دمشق. ذكرت الجامعة في بيان لها انه بالنظر إلي تدهور الأوضاع بشكل خطير في سوريا وإلي استمرار استخدام العنف.. أجري أمين عام جامعة الدول العربية مشاورات مع عدد من وزراء خارجية الدول العربية قرر علي ضوئها وقف عمل بعثة الجامعة في سوريا بشكل فوري وإلي حين عرض الموضوع علي مجلس الجامعة. قال مسئول بالجامعة العربية إن من المتوقع أن يجتمع وزراء الخارجية العرب في أوائل فبراير لبحث إمكانية سحب بعثة المراقبين من سوريا. وقال المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز ان من المتوقع ان يجتمع الوزراء في الأسبوع الذي يبدأ في الخامس من فبراير.. بينما قال مسئول سوري ان الحكومة لن تصدر تعليقاً علي بيان الجامعة حتي تتلقي تأكيدا بتعليق مهمةالبعثة. كانت مهمة البعثة تتمثل في مراقبة تنفيذ خطة السلام التي قدمتها الجامعة العربية وجري تمديدها لشهر ثان. تصاعد القتال قال نشطاء ان القتال تصاعد في ثلاث ضواح يسيطر عليها متمردون في دمشق يوم السبت وأعربوا عن قلقهم لقيام الجيش بمنع المتمردين من تعزيز موقع لهم علي مسافة 15 دقيقة من العاصمة. قال نشطاء لرويترز عبر الهاتف إن بعض قوات الجيش كانت تطلق نيران الدبابات وقذائف المورتر والمدافع المضادة للطائرات وقالوا إن القتال تراجع بعد الظهر ليتحول إلي تبادل لإطلاق النار بين الجيش والمتمردين الذين يسيطرون علي بلدات سقبا وجسرين وكفر بطنا. صرح مساعد الأمين العام للجامعة العربية لرويترز بأن الجامعة تجري محادثات مع روسيا قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في نيويورك لبحث تصاعد حدة العنف في سوريا. وقال أحمد بن حلي من مقر الجامعة ان هناك محادثات ومشاورات تجري بين الجامعة العربية وروسيا بشأن الملف السوري. أضاف بن حلي ان محادثة هاتفية جرت يوم الجمعة بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بشأن آخر التطورات في الوضع السوري. كان السفير الروسي لدي الأممالمتحدة فيتالي تشوركين قال إن مشروع القرار الأوروبي العربي الذي وزع في مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة غير مقبول في أجزاء منه لكن روسيا مستعدة "للتواصل" بشأنه. اعترفت جامعة الدول العربية بتزايد تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا بشكل خطير وارتفاع عدد الضحايا واتجاه الاحداث نحو منحي خطير وهو ما اضطرها إلي وقف عمل بعثة مراقبيها في سوريا بشكل فوري إلي حين عرض الموضوع علي مجلس جامعة الدول العربية علي مستوي وزراء الخارجية حيث كانت قد كلفت بالتحقق من التزام الحكومة السورية بتعهداتها. سلامة أفراد البعثة قال الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في بيان صدر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أنه اعطي توجيهاته لرئيس البعثة الفريق أول محمدالدابي لاتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة أفراد البعثة. أضاف الأمين العام في بيانه أن هذا القرار تم اتخاذه بالنظر لتدهور الأوضاع بشكل خطير في سوريا واستمرار استخدام العنف وتبادل القصف. أكد العربي أنه أجري مشاورات مع عدد من وزراء الخارجية العرب اتخذ علي ضوئها قرار وقف عمل بعثة الجامعة العربية في سوريا بشكل فوري إلي حين عرض الموضوع علي مجلس الجامعة العربية. فرصة للمراقبين من جانبه أكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية ان قرار الجامعة العربية بالوقف الفوري لعمل بعثة مراقبيها في سوريا اتخذ لاعطاء فرصة للمراقبين لإعادة تقييم الوضع. لأنه أصبح هناك مناطق يصعب علي البعثة أن تواصل مهمتها بها. وقال في تصريحات للصحفيين ان المراقبين سوف يتجمعون في دمشق. وهناك بعض المراقبين طلبوا اجازة لفترة معينة. وخلال هذه الفترة سيتم تقييم مهمة البعثة. والخريطة الجديدة التي سوف ينتشرون عليها. وفي انتظار ما سيقرره الأمين العام بالنسبة لدعم البعثة من ناحية العدد والدعم اللوجيستي وتعزيز كل ما يتصل بانجاح مهمتها.