لو ترك ابليس وذريته الدنيا كلها وتفرغوا لمصر وحدها ما كنا رأينا ما يحدث فيها الآن. للأسف.. ما يفعله شياطين الانس أفظع مما يمكن أن يفعله ابليس وقبيله حيث يقدمون بروفات ديجيتال كل كذا يوم للحفل الكبير الذي وضع له الممولون الكبار عنوانا براقا هو "اسقاط مصر". المشهد علي كافة الأصعدة يدعو للرثاء والحزن. دولة تنهار بأيدي بعض أبنائها الذين ارتضوا علي انفسهم بوعي أو بدون وعي وبعلم أو بغير علم وبمقابل غالبا أو بلا مقابل أحيانا.. ان يسقطوا دولتهم ويسلموها للاعداء.. تسليم مفتاح!! تعالوا معا.. نستعرض المشهد: * وكلاء للعدو يتلقون الأوامر والخطة والمال لتحويل مصر إلي "أرض محروقة" تجري فيها الدماء أنهارا بعد ان عدموا الولاء والانتماء والوطنية والنخوة وباعوا شرفهم بالدولار واليورو سواء كان هؤلاء الوكلاء مسئولين بالدولة أو غير مسئولين أو من النخبة. * وأطفال شوارع ومهمشون ذاقوا المرار علي مدي ثلاثة عقود واكثرهم قنابل موقوتة وقع عليهم الاختيار بذكاء يفوق ذكاء ابليس للتنفيذ استغالال لحالة "الفصام" بينهم وبين المجتمع ونزعة الحقد التي تملأ قلوبهم ضد البلد الذي همشهم وأهملهم طويلا. * وثوار حقيقيون فجروا الثورة ثم وجدوا عملهم العظيم يركبه كل مصلحجي ومدع وكذاب حتي همشوا هم الآخرون سياسيا وبرلمانيا ولم تتحقق مطالبهم المشروعة حتي الآن فاتخذوا أسلوب التظاهر والاعتصام الحضاري للضغط والذي رآه "الوكلاء" فرصة لدس أطفال الشوارع بينهم لحرق البلد وإلصاق التهمة في الثوار الذين دفعوا دون غيرهم الثمن غاليا من أرواحهم ودمائهم منذ 25 يناير حتي اليوم.. هؤلاء هم ضحايا المؤامرة القذرة التي تحاك بليل ضد مصر. * ونخبة بعضها ملوث والبعض الآخر سلبي والكثيرون يتسابقون للظهور في الفضائيات واللت والعجن بلا طائل وشعللة الدنيا كلما هدأت لإثبات الذات والفوز بظرف مغلق أو مفتوح سباق ثم الاختباء خلف المتظاهرين علي طريقة: أسد علي وفي الحروب نعامة!! * وتيارات وأحزاب ركبت الثورة حتي تحقق مصالحها هي.. الآن.. لا يهمها سوي ما تحصده من مقاعد في البرلمان تمهيدا للوصول إلي الحكومة ثم الكرسي الكبير.. أما الثورة ذاتها ففي 60 داهية والثوار كذلك بل والبلد ايضا. * ومرشحون محتملون للرئاسة يتعاملون مع الموقف كله.. أما عبر الفيس بوك وتويتر أو من خلال بيانات انشائية أو تصريحات صحفية.. كلام في كلام دون حل عملي أو تدخل حاسم. * واعلام متخبط.. جزء منه ينافق التحرير وجزء آخر ينافق العباسية وجزء ثالث يغازل الاثنين معا وجزء رابع يديره ابليس الكبير شخصيا حيث يقلب هذا علي ذاك ويشعل النار هنا وهناك. هل من المعقول أو المقبول ان يجلس أحد مدعي الثورة في إحدي الفضائيات ويقول بكل فخر انه يعترف أمام الملأ انه كان أحد الذين ضربوا مجلس الشعب بقنابل المولوتوف ولو اختبأ جندي جيش في مسجد فسوف يضرب المسجد بالمولوتوف.. فلا شيء له قدسية؟! كان المفروض ان يتم القبض عليه فور خروجه من الاستديو ويحاكم مباشرة دون تحقيق لأن الاعتراف هو سيد الادلة لا أن يذهب إلي بيته سالما "غانما" دون حتي استدعاء إلي اليوم! وهل من المعقول أو المقبول أن يخرج علينا مدع آخر ويقول علنا انه لابد من اسقاط الدولة ولكي تسقط يجب اسقاط الجيش بتفجيره من الداخل ونحن نعمل علي ذلك؟! كان المفروض ايضا القبض عليه والتحقيق معه فيما قال: ولكن لم يحدث هذا أو ذاك رغم ان حواره كان موجودا علي كافة المواقع قبل رفعه لاستدراك الخطأ في كشف المؤامرة! * وسلطة تنفيذية من جيش وشرطة وحكومة تعلم كل ذلك بالاسم والصوت والصورة وأرصدة البنوك وتصرح به علي الملأ دون ان تتخذ اجراء واحدا ضد أحد منهم!! السؤال: إلي متي.. وما هي النتائج؟! الجواب: ان استمرار الحال علي ما هو عليه مصيبة والنتائج كارثية.. والحل هو تطبيق ما جاء في أبوالدساتير.. القرآن الكريم. القرآن ذكر الحل "فأصلحوا بينهما" أي الجلوس مع الطرفين والإصلاح والتوصل لحل وسط.. ألا ننفذ ما أمر به رب العزة من فوق سبع سماوات وأنزله علي أشرف الخلق أجمعين؟! أليس في مصر رجل رشيد ليست له أية مصلحة خاصة سوي ان يقرب وجهات النظر والتوصل إلي حل عملي لوقف نزيف الدم وحماية أولادنا واشقائنا من الموت والإصابة وتعرية ابليس وذريته وتمويلهم الآتي من الشرق والغرب واستوطنوا عندنا في صورة وكلاء والعمل علي اعادة الثقة بين الحكام والمحكومين والتي شوهها المغرضون وعودة الهدوء حتي تدور عجلة الإنتاج جنبا إلي جنب مع تنفيذ مطالب الثورة تمهيدا لتسليم السلطة إلي رئيس وبرلمان منتخبين وحكومة لا تحمل أي من صفتي المؤقتة أو المنفذة؟ ليس معقولا ان ال 85 مليون نسمة لا يوجد بينهم رجل رشيد واحد؟! يا سادة.. مصر في خطر والوضع "ضبابي" وإذا لم يكن هناك حل فوري وجذري ويتم محاسبة المخربين وتعرية الممولين والوكلاء أيا كانوا وكشف المغرضين.. فكبروا علي مصر أربعا. تري.. هل يستجيب العقلاء والمخلصون والوطنيون لهذا النداء وننتهي من هذا المشهد العبثي. أم سيرد من يقول: انك اسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي؟!! ** الثري.. والثريا مقال الأستاذ محمد أبوالحديد في الجمهورية أمس الأول "أسبوع سقوط الأقنعة" كان رائعا.. فقد لخص المشهد العبثي الذي يحياه بأقل الكلمات وأدقها وأصدقها.. رغم انه انتقدني ضمنيا بين من انتقد من الذين يطالبون الجيش بتسليم السلطة قبل 30 يونيه. أكثر ما اعجبني في المقال ما كتبه تحت عنوان "لماذا يموت الانفار ويحيا المقاولون". والسؤال في محله.. واجابته ان الشهداء والمصابين اصحاب قضية هي "إنقاذ مصر".. أما الوكلاء أو المقاولون فقضيتهم مغايرة تماما وهي "اسقاط مصر"".. ولذلك يدفعون بأطفال الشوارع ليشعلوا النار في البشر والحجر ويتوارون هم في القاعات ويديرون معركتهم من أمام فضائيات "العار". لو كانوا أصحاب قضية لرأينا منهم شهداء ومصابين ولاتخذوا من سيدنا محمد وصحابته المثل والقدوة الذين كانوا دائما في طليعة الصفوف خلال المعارك والغزوات حتي ان الرسول الكريم جرح في غزوة أحد واستشهد 70 من الصحابة في مقدمتهم أسد الله حمزة بن عبدالمطلب. أنا لا أعقد مقارنة.. فلا يجوز أبدا مقارنة الثري بالثريا.